شباب مبدع في صراع الأدمغة

شباب مبدع في صراع الأدمغة
شباب مبدع في صراع الأدمغة

(المشرق نيوز)

بقلم:إياد القرا

الإنجاز الذي أعلنت عنه كتائب القسام هو نتاج متراكم للمقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وفي مجالات العمل المقاوم المتعددة، والتي كان آخرها ما أعلنته أمس، عن السيطرة على إحدى طائرات الاستطلاع وإعادة تشغيلها.

يأتي الإعلان عن الإنجاز الجديد في سياق تطوير القدرات التقنية الإلكترونية للمقاومة وصراع الأدمغة مع الاحتلال الإسرائيلي في سياق استغلال كافة الإمكانيات لحماية الشعب الفلسطيني من أي عدوان.

أهمية الإنجاز في أن الشباب المبدع في المقاومة يواصل الليل بالنهار لتحقيق إنجازات حقيقية في أساليب المقاومة، ومن هذه المجالات الحرب الإلكترونية، وهي ميدان تلج له المقاومة بقوة تعتمد على صراع ميدانه الدماغ، وهو ما تتميز به المقاومة التي تمكنت من صناعة الصواريخ القادرة على تجاوز تقنيات الاحتلال كما حدث خلال عدوان 2014 وتحدي صناعات الاحتلال المتطورة.

يعي الاحتلال تماماً أنه يخوض صراعا حقيقيا في الميدان مع المقاومة الفلسطينية التي تعمل بقوة على تطوير تقنياتها وأساليبها القتالية على الرغم من شح الإمكانات المادية، إلا أن ذلك لم يقف عائقاً أمام تقدمها، كما حدث في القدرة على السيطرة على الطائرة النوعية ثم التمكن من إعادة برمجتها وتوجيهها لمراقبة ومتابعة الاحتلال، والأهم القدرة على فك الشيفرة الخاصة بها والتي تشكل خطرا على ما يتفاخر به الاحتلال دوماً بامتلاكه الصناعات العسكرية المتقدمة والمتطورة التي تكاد تكون الأولى في منطقة الشرق الأوسط.

ما قامت به المقاومة ليس درباً من الخيال، لكن هو نجاح لقدرتها على تطوير القدرات الخاصة في مجال هو جديد وميدان آخر كما حدث في تطوير قدرات القسام في العمل العسكري عبر المجال البحري وتشكيل الوحدات العسكرية البحرية القتالية.

التحديات القادمة ليست أقل من المرحلة الحالية، وما يدعو للاعتزاز والفخر فلسطينيا أن المقاومة تراكم الإنجازات العسكرية والميدانية في مواجهة الاحتلال، وتتوافق مع تطوير عمليات المقاومة في الضفة الغربية، ومواجهة الاحتلال وقطعان المستوطنين، في دور تكاملي للمقاومة على كافة الصعد والميادين، وإن كان يحق لكتائب القسام سابق التميز في ذلك، وهو دعوة لبذل مزيد من الجهاد في إيجاد وسائل وأساليب حديثة لمواجهة أي عدوان قادم، وردع الاحتلال عن الإقدام على أي حماقات مستقبلاً.