ضعف الإصلاح المجتمعي في غزة ... رسالة لأصحاب القرار الفلسطيني بقلم : أ . تحسين يحيى أبو عاصي

ضعف الإصلاح المجتمعي في غزة ... رسالة لأصحاب القرار الفلسطيني  بقلم : أ . تحسين يحيى أبو عاصي
ضعف الإصلاح المجتمعي في غزة ... رسالة لأصحاب القرار الفلسطيني بقلم : أ . تحسين يحيى أبو عاصي

ضعف الإصلاح المجتمعي في غزة ... رسالة لأصحاب القرار الفلسطيني

بقلم : أ . تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب فلسطيني مستقل -

السادة المحترمون أصحاب القرار الفلسطيني .

يتعاطى بعض مخاتير ومصلحي المجتمع المدني في قطاع غزة مع كثير من ملفات الصلح المجتمعي ليس من خلال الانتماء الوطني الذي يجب أن يؤرق مضاجعهم ، ويعصر قلوبهم ألماً على الحالة الفلسطينية المؤلمة التي حلت بالشعب الفلسطيني بفعل عوامل وتراكمات كثيرة  يعرفها الجميع منا ، بل من خلال التُرفة ، والتسلية ، وكسر الوقت ، وحب المدح ، ورغبة في الظهور ؛ تعويضا عن نقص ألمّ بهم ...

ومن المؤلم أن يستغل بعض هؤلاء المخاتير والمصلحين حالة الخصام المجتمعي بين العائلات الفلسطينية ، والذي يصل أحيانا إلى درجة القتل والجرح والإعاقة والتشريد ... فيستغلون معاناة الأطراف المتخاصمة من أجل تحقيق مكاسب مادية ومعنوية لهم على حساب معاناة الناس ، ثم يُمنحون الامتيازات من خلال أصحاب القرار الفلسطيني !! ، فيستغلون هذه الصلاحيات من دون أدنى وازع من ضمير ... ففاقد الشيء لا يعطيه .

هؤلاء يلهثون وراء الشهرة وحب نفخ الذات ، ورغبة في التلميع من بعد سواد لحق بماضيهم وحاضرهم ، ويحسبون أن الناس لا عيون ولا عقول لهم ... فهم لم يتعاملوا مع كثير من ملفات الإصلاح السهلة والغير معقدة حق المعاملة ، مما أدى إلى نتائج عكسية خطيرة ، سقط من خلالها الأبرياء بين قتيل وجريح ومشرد ومحروم ؛ بسبب جهلهم وغياب ضمائرهم وضعف انتمائهم ، فكيف بالملفات الصعبة التي أوكلها أصحاب القرار الفلسطيني إليهم والتي تتعلق في مجال الدماء والانقسام ! ؟ . والأكثر من ذلك أنهم كانوا سببا في تعقيد كثير من المشكلات بين الناس ...

أعرفهم جيدا ولي معهم تجارب عميقة ، فمنهم مَن خلع عين زوجته بأصبعه، ومنهم من يُشترَى بكارت جوال ، ومنهم من يقاطع رحمه خاصة بناته ، ومنهم من يخاصم جيرانه ، ومنهم من أكل حقوق الورثة ، ومنهم صاحب سُمعة سيئة ، ومنهم من يُجيد حرفة النصب والاحتيال ، ومنهم من لا يخدم أحدا لله بل مقابل الدولار ، ومنهم من يرتكب الموبقات ، ومنهم من يُغضب والديه ، ومنهم من لا يقدر على حُكم أبنائه ....

فكيف بالله عليكم لمثل هؤلاء أن يصلحوا بين الناس وفاقد الشيء لا يعطيه !؟  فإن كانوا غير قادرين على إصلاح أنفسهم ، فكيف بإصلاح غيرهم خاصة عندما يتعلق الأمر بالصلح المجتمعي وبملفات الدماء وبإنهاء الانقسام ! ؟  

لذلك المطلوب من أصحاب القرار الفلسطيني إعادة تقييم وشاملة كاملة لهؤلاء ، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وكيف سيكون حالهم عندما يتعاملون مع ملفات الدماء الناتجة عن الانقسام ودينهم التملق والنفاق ، وديدنهم كيل المدح وحب الثناء والغرور والنفخة الكاذبة  ! ؟ وهم أبعد ما يكونون عن علم القضاء العشائري بقوانينه ومرتكزاته ( إلا من رحم ربي وقليل ما هم ) ولا شك بأنه يوجد بين المخاتير والوجهاء مخلصون وغيورون على مصلحة شعبهم ، تشهد لهم السنة الخلق بأن أيديهم نظيفة مثل نظافة قلوبهم وألسنتهم وماضيهم وحاضرهم ، ولكن لا يُصلح العطار ما أفسده الزمان ، فقد كثر الغث وندر السمين ....

هذه رؤية ليست شخصية ، ولا ردة فعل لموقف ما ، ولا هي ضد أحد بعينه من هؤلاء ، ولكنها تقرع ناقوس الخطر المتفاقم على رؤوس الناس هنا في قطاع غزة ....