الزيتون الفلسطيني شاهد على ارهاب المستوطنين .. بقلم د.مازن صافي

الزيتون الفلسطيني شاهد على ارهاب المستوطنين .. بقلم د.مازن صافي
الزيتون الفلسطيني شاهد على ارهاب المستوطنين .. بقلم د.مازن صافي

  الزيتون الفلسطيني شاهد على ارهاب المستوطنين .. بقلم د.مازن صافي

 في كل مواسم الزيتون تزداد وتيرة اعتداءات المستوطنين اليهود على ممتلكات المواطنين و يقوموا بحرق وتكسير أشجار الزيتون وسرقة الثمار أيضا .. ويبدأ المستوطنون بمهاجمة المزارعين الفلسطينيين وسرقة محصولهم وأيضا إطلاق النار عليهم ، في المقابل يقف العالم متفرجا بلا حراك .

وحين يبدأ المزارعون بصد هذه الهجمات يتقدم جنود الاحتلال بإطلاق النار عليهم وإغراقهم بالقنابل المسيلة للدموع تسهيلا لهذه الهجمات والسرقات الاستيطانية ، ولا يقف الأمر عند ذاك بل يعمل هؤلاء المستوطنون وبحماية جيش الاحتلال على طرد السكان من أراضيهم والعبث في كل شيء وإضرام النار في أشجار الزيتون المعمرة من عشرات السنين ،  وتدمير حياة المزارعين الذين ينتظرون هذا الموسم بفارغ الصبر في ظل أزمات اقتصادية خانقة جدا .

 وقد رصد مختصون اعتداءات المستوطنين اليهود على مزارعي الزيتون الفلسطينيين في موسم الحصاد، حيث يصل عدد أشجار الزيتون في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى نحو 10 ملايين شجرة، وتشكل جزءًا هاما مًّن الاقتصاد الفلسطيني، إذ يعمل في هذا القطاع نحو 100 ألف مزارع، وتحقق عوائد بنحو 100 مليون دولار سنويا.

 جميل النعسان مواطن فلسطيني من الضفة الفلسطينية و صاحب أشجار الزيتون يقول : "ذهبت أنا وشقيقي صباح اليوم للاطمئنان على أشجار الزيتون، فوجدنا أن المستوطنين قاموا باقتلاعها من جذورها".

ان هذه الاعتداءات تأتي في سياق  أسلوب متعمد ومبرمج يصل الى حد تهجير المزارعين الفلسطينيين وإرهابهم وإجبارهم على ترك أراضيهم وإفقارهم من كل مقومات الصمود والبقاء . إنها جرائم استيطانية احتلالية مستمرة تنفذ تحت غطاء احتلالي ، لأنه لا يوجد مساءلة قانونية في المحاكم الإسرائيلية تخص هذا الجانب ، كما أنه  الإنسانية والاقتصادية الفلسطينية .

 ان الرد على اعتداءات وجرائم المستوطنين اليهود التي تشمل إفساد موسم الزيتون وسرقة الثمار ، يجب ان تكون على مستوى الكل الفلسطيني السياسي والدبلوماسي  والجماهيري ، فالمشكلة الآن تكمن في الاستيطان وتغوله وجرائمه فوق الأرض الفلسطينية المحتلة . وأيضا يتوجب ان يتم توثيق كل الاعتداءات الإرهابية الاستيطانية بالصوت والصورة والتقارير المكتوبة وأن يكون هناك تواصل مع كل سفارات العالم وإرسال نسخ منها الى المحكمة الدولية وكل مراكز وجمعيات حقوق الإنسان المحلية والدولية .  ورحم الله شاعرنا الفلسطيني محمود درويش فقد كتب قصيدته : "  لو يذكر الزيتون غارسهُ لصار الزيت دمعا! .. يا حكمة الأجدادِ لو من لحمنا نعطيك درعا! .. لكن سهل الريح، لا يعطي عبيد الريح زرعا! .. إنا سنقلع بالرموشِ الشوك والأحزان.. قلعا! .. سنظل في الزيتون خضرته، وحول الأرض درعا!! "