دبابيس : التهديدات الأمريكية لمنع قيام الدولة الفلسطينية .. بقلم د.مازن صافي

دبابيس : التهديدات الأمريكية لمنع قيام الدولة الفلسطينية .. بقلم د.مازن صافي
دبابيس : التهديدات الأمريكية لمنع قيام الدولة الفلسطينية .. بقلم د.مازن صافي

دبابيس : التهديدات الأمريكية لمنع قيام الدولة الفلسطينية .. بقلم د.مازن صافي

انه الاحتلال الذي يكشف عن وجهه الحقيقي ، لا دولة ولا استقرار ولا تنمية ولا اقتصاد .. انه يبحث عن السلام المرتبط بالأمن المطلق ويقوم على الحكم الذاتي للسكان فقط مع بقاء الاحتلال .. مبدأ يعني أن الاحتلال يرفض تدويل القضية وتنفيذ الاتفاقيات التي تنص على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .. يريد من العالم أن يسمح له أن تبقى يده طليقة في العمل ضد الفلسطينيين واستمرار السطوة والعنجهية الاحتلالية المطلقة بلا نهاية .. إسرائيل رفضت في السابق المطالب الفلسطينية بوجود الحماية الدولية للسكان الفلسطينيين لأنها تعلم أن هذا يقودها الى قانونية قرارات الأمم المتحدة التي ترفضها وفي الوقت نفسه يدعي العالم أن هذه القوانين التي منحت حق الوجود لإسرائيل .. انها الازدواجية التي تمثلها اليوم الدولة العظمي والمتفردة بالعالم الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الرئيس للاحتلال والرافضة للحق الفلسطيني وعدالة القضية ومعاقبة الجاني المحتل ..

وحتى ان المبادرات الأمريكية التي تخص القضية الفلسطينية فإن واشنطن تعبر فيها عن عمق الانحياز للسياسة الإسرائيلية وتكريس الاحتلال ..

وهنا علينا أن نعود الى لحظة الانفجار الأول في العام 2000 حيث تمسك الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات ابوعمار بالثوابت الفلسطينية والحق الفلسطيني في قمة كامب ديفيد بامريكا ، حيث قال الرئيس الأمريكي السابق كلينتون وبغضب للرئيس الشهيد ابوعمار : " إذا كان بإمكان الإسرائيليين أن يقدموا حلولا وسطاً بينما تعجز أنت عن القيام بذلك ، ينبغي أن أعود الى منزلي . لقد مضي عليك هنا اربعة عشر عاما وقلت ( لا لكل شيء ) ... هذه الأمور تترتب عليها نتائج .. والفشل يعني نهاية السلام .. فليكن ما يكون ولنعش مع النتائج ..؟؟!! "

كان ذلك تهديد مباشر للرئيس الشهيد ياسر عرفات ، وليس فقط تراجع عن الموقف الأمريكي ، وكان عنوان الانفجار هو القدس .. المسجد الأقصى المبارك ... لقد أعدت اسرائيل آنذاك خطة تستهدف تعزيز واحكام السيطرة على القدس وخاصة الجزء الغربي المحتل منها ومواصلة البناء الاستيطاني في جبل ابوغنيم ومصادرة اكثر من خمسة آلاف دونم من اراضي قرية الرشايدة جنوب بيت لحم وتحويل جبل الفريديس الأثري الى منطقة سياحية للمستوطنين .. واقتحم شارون الحرم القدسي بحماية الاف من رجال الشرطة والجنود .. انها الضربة القاضية لعملية السلام المترنحة أصلا .. واشتعلت انتفاضة الأقصى واستخدم المحتل كامل قوته وقواته من اطلاق نار ودبابات ومروحيات وقذائف من طائرات الـF16  والاجتياح والمجازر والصواريخ وتدمير كل ما يتعلق بالسلطة الفلسطينية  .

ان ( لا ) القوية التي قيلت في كامب ديفيد كانت كافية لتقول أنه لا تنازل عن الثوابت ولا للضغوط الأمريكية والتهديدات الإسرائيلية .. انه التزام وطني شجاع كان عنوانه الشهيد الرئيس الرمز ياسر عرفات ابوعمار .

يوم الخميس 27 سبتمبر الماضي  خاطبت القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الاخ الرئيس محمود عباس ابومازن العالم كله ، حيث أطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في الأمم المتحدة، حملة لتنال فلسطين صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة، مؤكدا «ثقته» في الحصول على دعم دولي لهذا الطلب، متهما إسرائيل بمحاولة تقويض أو إنهاء وجود السلطة الفلسطينية. وندد عباس في الوقت نفسه بالاستيطان الإسرائيلي ووصفه بـ«العنصري» والكارثي .

ومما قاله في خطابه : " أن إسرائيل ترفض إنهاء الاحتلال، وترفض أن يحصل شعبنا الفلسطيني على حريته واستقلاله، وترفض قيام دولة فلسطين، وتعد الشعب الفلسطيني بنكبة جديدةوقال: ‘لن نسمح بوقوع نكبة جديدة’. وأكد رفضه لمشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة رفضا قاطعا من الألف إلى الياء لأنه لن يأتي بالسلام. "

وربما من اللافت للنظر أن الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون قال الاسبوع الماضي إن حل الدولتين هو الخيار الوحيد المستدام لتحقيق السلام. لكنه أضاف أن استمرار توسع المستوطنات الإسرائيلية يعني أن "الباب قد يغلق إلى الأبد".


اليوم علينا ان نقرأ ردود الفعل الرسمية التي صدرت من اسرائيل ومقارنتها عما صدر أبان فشل قمة كامب ديفيد ، ف
وزير العلوم الإسرائيلي قال : " إن الوقت قد حان للإطاحة بمطالب الفلسطينيين القاضية بالاعتراف رسمياً بدولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة " ..

في إسرائيل ينظرون للدولة الفلسطينية بأنها معادية وتهدد الأمن والوجود الإسرائيلي ،وانه لا وجود إلا لدولة واحدة هي " الدولة اليهودية " ..  في الوقت الذي ترفض فيه القيادة الفلسطينية هذه الفزاعة وتعتبرها موجهة للراي العام الإسرائيلي الداخلي وللعالم لكي تنشر التخوفات والتهديدات لمنع قبول الطلب الفلسطيني .. وفي المقابل تقوم واشنطن بالضغط على المجموعة الأوروبية لرفض الطلب الفلسطيني وبل أنها أعلنت ان بوابة الدولة الفلسطينية تمر عبر المفاوضات المباشرة وليس عبر بوابة الأمم المتحدة ، وبالتالي فإنها أيضا ترفض تطبيق قرارات واتفاقيات الأمم المتحدة وتعمل على إعادة الأمور الى المربع الصفر المتجمد .. لأنه في الوقت الذي تفشل فيه إسرائيل دبلوماسيا وإعلاميا فإن امريكا تلعب الدور النشط والمنحاز لتمنع قيام الدولة الفلسطينية والتمثيل الفلسطيني في المحافل الدولية والنجاح الدبلوماسي العربي الفلسطيني .