الرئيسية| اقتصاد| التفاصيل

مصنع مفروشات في غزة دمرته الحرب ينبعث من جديد كالعنقاء

مصنع مفروشات في غزة دمرته الحرب ينبعث من جديد كالعنقاء
مصنع مفروشات في غزة دمرته الحرب ينبعث من جديد كالعنقاء

غزة: مشرق نيوز

 انبعث مصنع مشتهى للمفروشات والأثاث بقطاع غزة الذي دمرته الحرب الاخيرة على غزة من جديد ، ليعلن عن ارقى واكبر صالة عرض للمفروشات يشهدها قطاع غزة وتضاهي مثيلاتها الأوروبية بشهادة الخبراء والزوار الأجانب ورجال الاقتصاد ، تماماً مثل طائر العنقاء "الفينيق" الاسطوري الذي اتخذته مدينة غزة شعاراً لها حيث ينبعث من الرماد بعد احتراقه طائراً قوياً من جديد.

اصل الحكاية حينما حلت تلك الحرب الطاحنة في كانوني 2008 و2009 كابوساً على قطاع غزة فدمرت آلة الحرب الاسرائيلية مئات المصانع وكان من بينها مصنع مشتهى للمفروشات (أبو حمادة واخوانه) الذي كلف انشاؤه مليون ونصف المليون دولار ليتحول خلال دقائق إلى دمار متناثر وكومة من الحجارة المسحوقة.

يقول حليم حلبي ممثل مؤسسة DAIالاميركية في قطاع غزة لقد كان الأمر بمثابة فاجعة وصاعقة، فالمصنع كان يمثل لعائلة أبو حمادة مشتهى تاريخاً عائلياً متداولاً لصناعة الأثاث مما خلق لديهم تحدياً واصراراً عجيبين في الرغبة لبعثه من جديد واستكمال مسيرة الصناعة العائلية في هذا الشأن.

أبوحمادة الذي صعقه ما جرى لمصنعه استفاق من صدمته وقرر أمراً في قرارة نفسه آنذاك .. سيعيد بناء المصنع بشكل أفضل وبما يخلق تطوراً جديداً لصناعة الأثاث .. فالفشل غير موجود في قاموسه .. ومن هنا جاءت الانطلاقة.

لم يستسلم أبو حمادة، وقرر استئناف الخط الانتاجئ لصناعته الذي يحظى بتاريخ وسمعة من المستحيل التخلي عنهما، ودون أن ينتظر التعويضات المزمعة لمن تضرر جراء الحرب، بدأ العمل وأقام مصنعه الجديد على مساحة 1500 متراً مربعاً في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة.

وأوضح حلبي أن تجربة أبو حمادة تشكل نموذجاً ناجحاً فقد أعاد بناء المصنع بطريقة أكثر تناسباً مع صناعة الأثاث وفي موازاة ذلك اتبع منهجاً ادارياً واسلوباً تشغيلياً يحمل الكثير من التطور سواء عبر التصميمات أو نوعية المواد الخام أو الألوان أو الأقمشة.

وحسب حلبي الذي يعتبر أحد خبراء الاقتصاد وتمويل المشاريع الاستثمارية في قطاع غزة فان مصنع مشتهى للمفروشات ضرب نموذجاً رائعاً للاستثمار العائلي تم تتويجه باقامة أكبر صالة عرض للأثاث بقطاع غزة على مساحة 800م2 تضمنت أرقى الأطقمك الخاصة بالمطابخ وغرف النوم والأطفال والسفرة.

يشار إلى أن وفداً ألمانياً زار صالة العرض إضافة إلى قرابة ألف شخصية اعتبارية واقتصادية حضروا حفل الافتتاح يتقدمهم علي الحايك رئيس جمعية رجال الأعمال ورئيس اتحاد الصناعات الفلسطينية وقد أبدى الجميع انبهاره من المستوى الرفيع الذي أنتجه المصنع الجديد من أثاث ومفروشات يضاهي المستوى العالمي بما في ذلك الأوروبي والصيني والتركي.

يقول على الحايك: ان اصرار أبو حمادة على بناء مصنع رغم أن مواد البناء كانت غير متوفرة بعيد الحرب بسبب الحصار وكانت باهظة جداً دليل على أنه عشق صنعته وتمسك بها فأبدع من خلالها وحقق الله له أمنيته بالنجاح مجدداً.

وأضاف الحايك "بكل صدق يستحق هذا الرجل وسام الوطن فقد حول الدمار واليأس والخراب إلى أمل ونجاح وتميز، فما جعله الاحتلال كومة من الرماد والحجارة حوله بعزمه وصلابته إلى صرح صناعي ضخم ومتميز وناجح".

من جانبه أشار مجاهد السوسي رئيس اتحاد الصناعات الخشبية في قطاع غزة بنموذج أبو حمادة وما حمله من تحدٍ وإصرار ونجاح مع تحقيق حالة تطور وتميز وابداع افضل من وضعه السابق وذلك كله في ظل وجود اغلاقات للمعابر وحصار وحرب.

وتابع قائلاً: بصفتي متخصص بصناعة المشروفات أنا مذهول من مستوى التميز والابداع الذي ادخله مصنع مشتهى من اكسسوارات واقمشة والوان وجودة في الراحة والجمال سواء الأطقم المطابخ او السفرة أو غرف النوم وغرف الأطفال.

الجدير بالذكر ان مصنع مشتهى يقتصر انتاجه على السوق المحلي في قطاع غزة رغم جاهزيته للانطلاق للأسواق العالمية والعربية، والآن بعد أن وقف المصنع على قدميه وانتج من جديد يحلم أبو حمادة بفتح معبر رفح لينطلق إلى آفاق عالمية وعربية ليثبت للجميع أن غزة ستظل دائماً رغم الحرب والدمار انبعاثاً للأمل والنجاح.