تسعة أعوام على رحيل محمود أبو الزلف لـأحمد خليل المشهراوي

تسعة أعوام على رحيل محمود أبو الزلف لـأحمد خليل المشهراوي
تسعة أعوام على رحيل محمود أبو الزلف لـأحمد خليل المشهراوي

تسعة أعوام على رحيل المعلم.. دروس وذكريات

أحمد خليل المشهراوي:

 

تسعة أعوام مرت على رحيل الأستاذ والمعلم محمود أبو الزلف- أبو مروان الذي استحق أن ينال عن جدارة واستحقاق لقب عميد الصحافة الفلسطينية، فهو مَنْ كان له السبق في تأسيس أول منبر إعلامي يصدح بهموم الوطن وأوجاعه على مر تاريخ قضيتنا الفلسطينية بما واكبته من ويلات ونكبات وانتصارات ، وما لامسته من أفراح وأطراح، فقدم أنموذج إعلامياً مهنياً ووطنياً سيبقي شامخاً بوجه كل الغرباء الذين استعمروا الوطن، وسيواصل طريقه بكل تحدٍ وشموخ نحو البناء والعطاء يرسم حدود الوطن.

أستذكر اليوم المعلم الذي كان لي الشرف أن أتعرف إليه مطلع عام 1994، وأنا لا زلت أتعلم الحروف الأولى للإعلام، فكنت أكبُر في هذا الرجل الكثير من المواقف والدروس.. ذاك المعلم المثابر الذي كان يطالع كل حرف وعنوان وصورة وحتى إعلان بنفسه رغم ما وصلت به السنون من عمر، ورغم انشغالاته  كان يراجعها شخصياً، ولا يركن لأحد رغم إيمانه بالمشاركة والتفويض، إلا أنه يعلم أن هذا الصرح بناه حجراً حجراً ويجب أن يكمل المسير، لا يأبه لشيء، لأنه يؤمن أنه لا يملك نفسه بل هو لأهله وشعبه..

الكثير من الدروس والمواقف تعلمتها منك يا معلمي أبا مروان، ولا زلت أعمل بها، بل هي نهج حياتي.. معلم نال كل صفات القيادة بحق، فنالت صحيفة  عنان السماء.. المعلم أبو مروان الذي لم تعرف الجماهير والقراء صورته إلا بعد وفاته، فلم يكن يبحث عن شهرة وصيت بقدر أن تنجح مؤسسته، تلكم المؤسسة التي تعلمت فيها المهنية الصحيحة البعيدة عن التنميق والتزويق والتملق...

أبا مروان الذي لم تغب عنه يافا لحظة واحدة - والله على ما أقول شهيد-فكان يديم الحديث عن عروس البحر، خاصة في اتصاله مع والدي-يرحمه الله- الذي ولد في يافا المنشية وترعرع فيها قبل الهجرة، يستذكر معه تينك المدينة الغالية التي ترنو العيون لرؤيتها، شوارعها وأزقتها، وكلَّ جميل فيها.. إن الحديث طويل، والكلام لا ينضب في الحديث عن معلمنا.. لكن عزاءنا أنك بنيت صرحاً شامخاً، وخرت أجيالاً تعلمت في مدرستك، حملت الأمانة من بعدك.. رحمك الله وأسكنك فسيح جنانه.