تموت البقرة ولا تأكل بثدييها .. بقلم الكاتب / حافظ البرغوثي

تموت البقرة ولا تأكل بثدييها .. بقلم الكاتب / حافظ البرغوثي
تموت البقرة ولا تأكل بثدييها .. بقلم الكاتب / حافظ البرغوثي

أقدمت بقرة حلوب على الانتحار بالقاء نفسها أمام السيارات على طريق سريع ما ادى الى حادث لثلاث سيارات ومصرع البقرة.  

  وتبين ان البقرة اقدمت على الانتحار بعد تعرضها للاغتصاب من قبل   مسؤول الكمبيوتر في شركة قرب المزرعة بالولايات المتحدة. وكان صاحب المزرعة لاحظ هياجا في الأبقار وإنخفاض مستوى إدرار الحليب فعمد الى تركيب كاميرات تصوير لمراقبة مزرعته وفوجئ برجلين اعتادا على الدخول حيث يقوم احدهما باغتصاب الابقار وآخر يقوم بتصويره، ويبدو ان البقرة الأخيرة عملت بالمثل القديم "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها" فعند اغتصابها هاجت وماجت  في الحقول وألقت نفسها امام السيارات  على طريق سريع لتنتحر كما قال شهود العيان.     الحيوان اذاً لديه مشاعر ويثور عندما يتعرض للاذى والإهانة، والبقرة ليست استثناء، وأذكر هنا انه في مطلع الانتفاضة الاولى حاصرت قوات الاحتلال أحد المنازل في بلدة طمون قرب طوباس لنسف المنزل بتهمة أن أحد ابناء صاحب البيت كان من نشطاء الإنتفاضة، وكان صاحب البيت يربي مواشي في الطابق السفلي تحت البيت وحاول جنود الإحتلال إخراج البقرة دون جدوى، وبعد جهد تم جرها بحبل قرب البيت وربطت الى شجرة قريبة، وعند نسف البيت دمعت عيناها وماتت.   ولدي حكايات حول مشاعر الحيوانات في تلك الآونة وغيرها، وأذكر  انني كنت المح كلبة مع صغارها على يمين الطريق صعودا الى جسر عطارة شمال بيرزيت، وفي احد الايام دهست سيارة احد الجراء وسوته بالاسفلت، وظلت الكلبة قرب جثته لمدة اسبوعين على يمين الطريق التي تحولت الى مجرد جلد اسود على الاسفلت، ناهيك انك عندما تشاهد اقتتالا بين مجموعة من الكلاب تلاحظ أن كبارها لا تقحم الجراء في العض والنهش والرفس، فهي تتفادى ايذاءها ربما لأن المشاعر الحيوانية باتت أرقى من المشاعر الانسانية، وبات الأطفال عرضة للقتل والتعذيب في كثير من بلادنا العربية ذات الربيع الأجرب، وصارت النساء عرضة للاغتصاب والخطف والعبودية.. فالثيران والكلاب اكثر رحمة من بعض الرجال والانظمة والاحزاب ،والبقرة اكثر شعورا بالشرف من غيرها.