زعيمان وسفينتان بقلم/توفيق أبو شومر

زعيمان وسفينتان بقلم/توفيق أبو شومر
زعيمان وسفينتان بقلم/توفيق أبو شومر

زعيمان وسفينتان

بقلم/توفيق أبو شومر
حدثتْ قصةُ السفينة الأولى في الثالث من يناير عام 2002، حينما اقتادت البحريةُ الإسرائيلية سفينة كارين إي، من البحر الأحمر إلى ميناء إيلات، لأن السفينة انتهكت معاهدة السلام الفلسطينية الإسرائيلية، فهي كما قال رئيس أركان جيش إسرائيل في ذلك الزمان شاؤول موفاز: 
كانت تحمل خمسين طنا من السلاح، ما بين صواريخ الكاتيوشا  والألغام، مُخبَّأة في 83 صندوقا، ومصدرها إيران وحزب الله، ستذهب كلها إلى غزة.
أما زعيم السفينة فهو، الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات.
 يقول بن كاسبيت في صحيفة جورسلم بوست يوم 12/3/2014 :
"كان ياسر عرفات وجماعته آنذاك يتنقلون بحرية، وذات يوم التقى عرفات في الخارج مجموعةً سرية من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وطلب منهم معونة عاجلة لمساعدته في محاربة إسرائيل، طلب منهم طنين من المتفجرات من نوع سي 4 المستخدمة في العمليات الانتحارية، وصواريخ كاتيوشا وألغاما، واشترط الإيرانيون أن يكون لهم موطئ قدم في غزة والضفة، وكان عرفات راغبا في أن يُغير المعادلة، بينه وبين إسرائيل عسكريا!!
                                                          أما السفينة الثانية وزعيمها، فهي سفينة كلوس سي، التي اقتادتها البحرية الإسرائيلية من البحر الأحمر إلى إيلات،كانت تحمل أسلحة إيرانية ومتفجرات وذخائر، وصواريخ من نوع إم 302 التي يمكنها أن تصل إلى أقصى شمال إسرائيل، لو أُطلقتْ من غزة، وجرى اقتياد السفينة يوم 7/3/2014 ، وهي تحمل أسلحة إيرانية، وزعيم هذه السفينة هو الرئيس الإيراني حسن روحاني!!
أما المكاسب التي حققتها إسرائيل، وهي أبرز دول العالم في (حَلْبِ) الفرص إلى آخر قطرة، فتتلخص فيما يلي:
                                                                   كانت السفينة الأولى سببا مقنعا لمعظم الدول لحصار الرئيس ياسر عرفات، ثم التخلص منه بعد ذلك، فقد أورد الصحفي بن كاسبيت ما في أرشيف المخابرات:
" استدعى رئيسُ الوزراء السابق، أريل شارون على عجل رئيسَ هيئة الأركان، شاؤول موفاز، وقال له:
البس بدلة السفر بسرعة، لكي تسافر الآن لواشنطن، ومعك الأدلة والوثائق والصور، هناك، سوف تلتقي كوندليزا رايس، ضع بين يديها كل تلك الوثائق، وانتظر الجواب، فقد فشل رئيس شعبة المعلومات في الاستخبارات العسكرية(كوبر فاسر) في إقناع الأمريكان بروايتنا!!" 
وبعد فترة قصيرة أثمرتْ الجهودُ الإسرائيلية، عندما قال الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش:
"الفلسطينيون يستحقون قيادة جديدة، لم يعد عرفات مناسبا لهذه المرحلة!!)
 وهكذا جرى التخلص منه".
                                                               أما أحدث سفينة فهي سفينة كلوس سي الحالية، فقد اجتمع وزير الدفاع موشيه يعلون مع تشاك هيغل وزير الجيش الأمريكي،وجرى الاتفاق على تعزيز الجهود الاستخبارية بين الدولتين، كما حدث في ملف سفينة كلوس سي، وقد أورد الكاتب ما يلي :
"فيلق القدس جزء من الحرس الثوري الإيراني، لهم ميزانيات تقدر بمئات الملايين من الدولارات، وهي مخصصة للعمليات الإرهابية...هناك تغيير دراماتيكي وخلافٌ واضح بين الإصلاحيين في إيران بزعامة الرئيس حسن روحاني، وبين المحافظين بزعامة المرشد الروحي علي خمينائي ومعه الحرس الثوري – كما يقول خبير في جهاز الاستخبارات-  ويضيف بن كاسبيت:
إنَّ أسرَ باخرة كلوس سي سيدعم حملة إسرائيل على إيران، بقيادة المايسترو، نتنياهو، فملف إيران هو ملف نتنياهو الشخصي.
 آه....لو أُسَرَتْ السفينة قبل خطاب نتنياهو بيوم واحد، لكان خطابه سيكون أكثر تأثيرا، أمام أربعة عشر ألف يهودي من جمعية الإيباك اليهودية في أمريكا!!
ولم يصدر بعد الحكم الأمريكي النهائي على الرئيس الإيراني حسن روحاني، كما يقول الكاتب، لأن هناك سؤالا غير مُجابٍ عنه:
هل كان الرئيس روحاني يعلم بالصفقة ، أم أنها أُنجزتْ وراء ظهره؟!!
إن الإجابة على هذا السؤال ربما تُغير موازين اللعبة في إيران!
وطرح المحللُ السياسي والكاتب يوسي ميلمان سؤالا آخر لم يُجَب عنه بصورة قطعية: 
مّن هي الجهة التي ستتسلم أسلحة سفينة كلوس سي؟
هل الأسلحة هي عربون صداقة جديد بين حماس وإيران بعد قطيعة استمرتْ ثلاث سنوات؟ أم أنها للجهاد العالمي في سيناء؟ أم أنها لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطيني؟
 مع العلم بأن حماس في غزة تملك هذا النوع من الصواريخ، وكما يقول أفيف كوكابي رئيس جهاز الاستخبارات: هناك مائة وسبعون ألف صاروخ، موجهة نحو إسرائيل من كل الجبهات!!
يضيف يوسي ميلمان:" سيكون رد إسرائيل على صواريخ حماس مُغايرا لعملية الرصاص المصبوب 2009، ومختلفا عن عملية عمود السحاب 2012، فأية عملية جديدة سيكون هدفها إسقاط حركة حماس نهائيا. المهم أنَّ تواجد إسرائيل في البحر الأحمر والمحيط الهندي تواجدٌ قوي، بالسفن، والطائرات والمخابرات منذ عقود، وهذا ما جعل نتنياهو يهنئ رئيس هيئة الأركان ورئيس الموساد بهذا الإنجاز"
اقرأ المحتوى الاصلي على دنيا الوطن http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2014/03/13/507639.html#ixzz2vqaEEEkl