سفاح في ظروف غامضة ... بقلم أ. رويدا عامر

سفاح في ظروف غامضة  ... بقلم أ. رويدا عامر
سفاح في ظروف غامضة ... بقلم أ. رويدا عامر

سفاح في ظروف غامضة  ... بقلم أ. رويدا عامر

 

 خلق الله البشرية على الأرض ،وسخر لها كل شيء لتسهيل حياته وتيسيرها ،ولعبادته وطاعته سبحانه الكريم ووضع لنا التشريعات العادلة وهدى الإنسان على أساسها إلى الخير والسعادة .

ولكن  بعد كل هذا نجد في حياتنا سفاح في ظروف غامضة !

 الزمن الذي نحن فيه زمن غريب ضاعت به الحروف والكلمات والتعابير ، نرى في هذا الزمان إراقة الدماء وجرائم قتل بشكل مخيف بدون ضمير ولا رفت عين .

يقولون زمننا غابة يكثر فيه الوحوش ويقل فيها الضعفاء يقول الوحوش نحن نسيطر على هذا الزمان !

 نصبح كل يوم على قصة إجرامية جديدة قتل وزهق أرواح بغير ذنب . والأسباب بالنسبة للفاعل كثيرة ليبرئ نفسه  من فعلته الإجرامية .

 نحن نعلم أن مثل هذه الجرائم تحدث في العالم كله ، ولكن أريد أن أتحدث عن هذه القصص الإجرامية والتي يؤسفني ذلك هو وجود مثل هذه الجرائم في فلسطين.

 فلسطين  الوطن الجريح الذي أبكى الملايين البشر من وجعه الأليم على مر آلاف السنين ، الآن أصبح يبكي على أبناء شعبه عندما نسمع كل يوم شجار بين أفراد عائلة ينتهي بقتل أحد من أفرادها ، شاب مع ابن عمه يترقبه في الصباح عند صلاة الفجر ويقتله عند مرجعه من المسجد بدون أي رحمة ولا شفقة .

 أو قتل أب أحد أبنائه لسبب من وجهة نظري لا يعد مهما بجانب بشاعة هذه الجريمة . فتاة صغيرة بالعمر تقتل على يد والدها لإرضاء زوجته الثانية ،والطفلة تكون ضحية لطلاق أبويها وزواج أبوها من امرأة أخرى بطعنة سكين قتل ابنته بيده ، أي قانون بالعالم يرضى بذلك ؟

 شخص قتل أخيه أو أحد أصدقاؤه لاختلاف في  الرأي أو موضوع مالي غير مهم أيا كان السبب فأخسره أخيه وحرق قلب أهله عليه. كالذي أعطى نفسه الحق بالهجوم على مكتب صرافة وقتل صاحبه وسرقة المكتب كله .

 هل المال له أهمية كبيرة في حياة الفرد ليكون سببا للقتل وإراقة الدماء وخسارة روح لها الحق  في العيش مثل هذا القاتل؟

جريمة نكراء يقوم بها فاعل لا يمتلك سوى الضمير الغائب عن الوجود وألا وعي في التصرف .

  عندما تمسك به رجال الأمن وتحقق في هذه الجريمة يبدأ بتقديم مبرراته السخيفة التي ليس لها قيمة ولا تقنع أحد لان مثل هذه الجريمة تعد أبشع جرائم الأرض .

لماذا لكم يسأل نفسه لماذا وضعت نفسي في مثل هذا الموقف الذي أقدم فيه أعذاري ولا يقبلها أحد ؟

لما أنام اليوم وفي رقبتي ذنب شخص وروحه التي عذبتها بالقتل ؟

 لا يوجد ظروف ولا تبريرات مقنعة تسمح لك أو تعطيك الحق لفعل هذه الجريمة البشعة وقتل شخص لمجرد اختلاف من الممكن أن ينتهي بتفاهم وحل بسيط .

وفي نهاية التحقيق يطلق عليك أنك سفاح في ظروف غامضة أنت صنعتها ووضعتها حجة لتبرئة نفسك.

 تذكر دائما قبل أن تفعل هذه الجريمة أن الله هو من وضع قوانين الأرض ، وتشريعاتها العادلة التي لا تضيع حق أحد ولم يكن هناك سبب لتحكم على أحد بالقتل . الحياة فانية ولا يوجد بها  شيء  يستحق أن تقتل من أجله أو تنزل دمعة أهل على فقيدها وتحرق قلب أم ألما على ابنها لما تحول نفسك من شخص صالح إلى سفاح في ظروف غامضة ؟

 الدنيا ليس غابة والضعيف لن يداس أبدا لأن هناك شريعة إسلامية تحرم القتل ،ولا تعترف بأسبابه أبدا ، الإيمان بالله  والثقة بعدالة حكمه هو الحصن الوحيد من هذه الأفعال المنافية لتشريعات السماء والأرض.

 فلسطين تحتاج لشعبها القوي المؤمن المتحاب بالله والوحدة بينهم ، القلب الرحيم والسد المنيع للاحتلال الظالم .

 وفي نهاية كلامي أقول مع التأكيد الكامل أن الإيمان بالله وتقواه وخشيته هي حصن منيع من ارتكاب المعاصي والآثام .

فكن مؤمنا وعندك ثقة بأن الله لا يضيع حق أحدا وأن الدنيا ممر للآخرة فلا تترك للناس ذكرى بأنك سفاح في ظروف غامضة .