مشروع الفتوة..صقل أخلاقي. تربية بدنية. إعداد نفسي. خطوة للتحرير

مشروع الفتوة..صقل أخلاقي. تربية بدنية. إعداد نفسي. خطوة للتحرير
مشروع الفتوة..صقل أخلاقي. تربية بدنية. إعداد نفسي. خطوة للتحرير

رفح- المشرق نيوز:

يتقدم الطفل مصعب 8 سنوات وشقيقه صهيب 12 عامًا فصيل "معاذ بن جبل" لطلبة الفتوة داخل معسكر التدريب الميداني في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، ويركضا نحو حقل التدريب، الذي يبدأ بالزحف أسفل الأسلاك الشائكة وينتهي بإطلاق النار في ميدان (الرماية).

وبدا على مصعب وصهيب السعادة وهما يرتديان الزي العسكري ويتقدمان صفوف الفصيل، وما أنّ ينتهيا من مرحلة يقدمان على التالية بحماس حتى بلوغ خطة النهاية.

وانضم الشقيقان منذ بدء الإجازة الفصلية لمشروع "الفتوة" الذي أطلقته وزارة التربية والتعليم العالي بالسابع من الشهر الحالي لتعليم الطلبة الانضباط والنظام والنظافة والتضحية، وبعض مهام الدفاع المدني، إضافة لمحاضرات عن أمن المجتمع والحيطة والحذر من الإشاعات المغرضة ووسائل الإسقاط والتخابر.

وتؤكد وزارة التربية والتعليم العالي أن المشروع مدني بامتياز، وسيؤدي إلى تنمية مواهب الطلبة وقدراتهم وشغل طاقاتهم في أمور ايجابية وإبعادهم عن الأمور السلبية, وسيعزز النظام والانضباط والسلوك الحسن في مختلف المدارس الأمر الذي ينعكس إيجاباً على المجتمع، وفق الوزير المزيني.

ويشارك وزارة التربية والتعليم في تنفيذ المشروع وزارة الداخلية عبر مدربين (ضباط وعناصر جهاز الأمن الوطني).

حماسة بالتدريب


ورغم قصر قامتيهما ونحافة جسديهما، إلا أنهما أصرا أن يتقدما الصفوف لحقل الرماية وإطلاق النار تجاه الشواخص، وهو الحقل الأخطر خلال التدريب، وما كان منهما سوى الانبطاح أرضًا والجلوس خلف (ساتر) وتصويب سلاح (كلشنكوف) وإطلاق النار.

وما إنّ انتهيا من إطلاق ثلاث رصاصات نهضا يبتسمان بصوتٍ عالِ نحو أداء الصلاة التي حان وقتها أثناء التدريب، ليعودا لاستكمال ما تبقى من تدريب، من خلال التعرف على أنواع المتفجرات، والركض في حقلٍ مزروع بالعبوات الناسفة الصغيرة وقنابل الصوت.

                                                                       

ويقول مصعب بكلماتٍ قليلة وعفوية: "جئت لكي أتدرب عسكريًا كي أدافع عن وطني وأحرر القدس، وأنا سعيد جدًا لهذا المخيم"، ويقاطع مصعب شقيقه صهيب ليقول: "جئنا هنا لكي نتعلم فنون العمل العسكري رغم صغر سننا كي نزداد شجاعة، لأننا سنصبح جيل التحرير للأرض والمقدسات". 

ويضيف "أول ما أتيت كنت أتوقع التدريب سهلا، لكن تبين أنه صعب وشاق ويحتاج لجهد، وهذا ما جعلنا سعداء أكثر ومتحمسين للبقاء حتى نهاية المخيم، وتعلمنا القفز من فوق الموانع والحواجز والمرتفعات وتسلق الحبال وإطلاق النار وتفكيك السلاح وتجميعه، وعلى فنون القتال المختلفة".

                                                                          
ويقول أحد المشرفين على التدريب ويدعى "أبو أحمد": إنّ "التدريب يستمر لستة أيام بفترة إجازة نصف السنة تقسم على جزأين، الأول يستمر لأربعة أيام نظري يتعلم الطلبة على المشاة وتمارين الإحماء والنشيد الوطني الهادف، بجانب المحاضرات الأمنية التي تتركز على خطورة العمالة مع الاحتلال.".

ويضيف "كما يتعرف الطلبة على كيفية تجنيدهم، وخطورة استخدامات الجوال، والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن تعريفهم على الطرق الأمنية لتجنب الوقوع بالمناطق الخطرة، والإسعافات الأولية، والحرائق، والجرحى..".

                                                                       

ويشير إلى أن هناك يومين عمليين داخل موقع التدريب، ويتعلم خلالها المتدرب المهارات القتالية من زحف تحت الأسلاك وداخل عبارات تحت الأرض، وقفز من فوق الحواجز، وداخل حلقات النيران، وتسلق الحبال، وتفكيك السلاح (كلاشنكوف، إم16، بيكسيه، والأربي جي..)، مع السماح بإطلاق نار من الكلاشنكوف فقط.

ويلفت "أبو أحمد" إلى "أننا نخضع تحت احتلال وفي صراع مستمر معه، ولا بد من تجنيد جيل قادرة على طرده من أرضنا، من خلال زرع مفهوم حبة الوطن بداخلهم، وحق العودة، ونذكرهم أننا سنعود يومًا ما لأرضنا، ومفاهيم الجهاد بمختلف أشكاله وهذه هي أهداف التدريب القريبة والبعيدة".


بدوره، يشدد مسئول الرقابة على مخيمات طلائع التحرير 2 (الفتوة) برفح نادر أبو شرخ على أن هناك حاجة ماسة لتدريب جيل الشباب والأشبال وتجهيزهم جسدياً كوننا نعيش تحت احتلال يستهدف الكبار والصغار، ومن منطلق مسئولية وزارة التعليم كان لازماً علينا تهيئة الجيل الجديد لمجابهة الاحتلال.
 


                                                                        

وينوه أبو شرخ إلى أن التدريب يشمل عددا من المهارات "شبه العسكرية" ومحاضرات حول الانضباط والنظافة والتضحية ومفاهيم الجندية وفداء الوطن، بالإضافة إلى دروس حول الصراع مع "الاحتلال الإسرائيلي لنحو 900 شاب وشبل من رفح و13 ألف على مستوى القطاع".

ويضيف "أيضًا هناك برامج توعوية أمنية انطلاقًا من حاجة الشباب في هذه المرحلة وإدراكاً للهجمة الأمنية الشرسة التي يخوضها الاحتلال ضد شعبنا وخاصة مع انتشار التكنولوجيا الحديثة التي باتت في متناول الشباب والتي تحاول مخابرات الاحتلال النفاذ عبرها".

ويوضح أبو شرخ أن المحاضرات الأمنية تركزت على أسس ومبادئ أمن المجتمع الفلسطيني وأهمية الحذر من الوقوع في "شرك المخابرات ووحل العمالة، وخطورة التساهل مع مواقع الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والهاتف النقال والإفراط في استخدامه وتلقي المكالمات من جهات مجهولة".

 

نقلاً عن وكالة الأنباء الفلسطينية- صفا