مواطن ينجو من محاولة الوقائي قتله قرب مستوطنة بنابلس

مواطن ينجو من محاولة الوقائي قتله قرب مستوطنة بنابلس
مواطن ينجو من محاولة الوقائي قتله قرب مستوطنة بنابلس

نابلس-المشرق نيوز:

روى مواطن من الضفة الغربية المحتلة عبر رسالة نشرها أحد أصدقائه عبر صفحته على "فيسبوك" قصة محاولة عناصر من جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني قتله بطريقة بشعة، قرب مستوطنة "بيت آرية" جنوب غرب نابلس شمال الضفة الغربية والقريبة من قرية اللبن.
وتحت عنوان "رسالة عاجلة إلى كل الأحرار"، قال الأسير المحرر عبد الرازق سعيد خصيب من قرية عارورة قضاء رام الله، والذي قضى 11 عاما في سجون الاحتلال إنه تعرض لمحاولة اغتيال من قبل عناصر الوقائي، بينما كان في سيارة برفقة ابن عمه.
وكانت مصادر إعلامية عبرية كشفت أن قوات من الشرطة الإسرائيلية أوقفت مساء الاثنين الماضي أربعة عناصر من جهاز الأمن الوقائي بالقرب من مستوطنة "بيت آرية" جنوب غرب نابلس شمال الضفة الغربية والقريبة من قرية اللبن الفلسطينية .
وأضافت المصادر أن هؤلاء كانوا ينوون تصفية فلسطينيين آخرين من سكان إحدى القرى المجاورة، حيث وصل الفلسطينيان إلى مدخل مستوطنة "بيت آرية" القريبة وسلما نفسيهما لضابط الأمن وأبلغاه أن خلية تصفية من الوقائي تلاحقهم لتصفيتهم، حسب المصادر.
وفيما يلي الرسالة التي وجهها المواطن خصيب للأحرار ولمؤسسات حقوق الإنسان، والمؤرخة بتاريخ 7 يناير 2013، داعيا إلى التحقيق الجدي في الحادث.

نص الرسالة

"اشتدت حملات السلطة في الأيام السابقة على أبناء الحركة بشكل عام وعلى الأسرى المحررين بشكل خاص، والجديد أنهم يتعاملون معنا على أساس "أحضروه حياً أو ميتاً، ويفضل ميتاً"..
فقد حاولوا قتلي أكثر من عشر مرات يوم 6/1، وبالأمس أطلقوا الرصاص بغزارة على أيمن أبو عيد وعرضوا حياته وأولاده للخطر، ثم لاحقوه في الجبال تحت الرصاص، وسلمه الله..
أرفق لك رسالتي لمؤسسات حقوق الإنسان، وأتمنّى منكم التحرك بما يحفظ أرواحنا بدل المبادرة بالإفراج عن أسراهم.. فقد طفح الكيل.
أنا الأسير المحرر: عبد الرازق سعيد خصيب من عارورة- قضاء رام الله سجنت أحد عشر عاماً لدى الاحتلال.. والآن أنا طالب على وشك التخرج من كلية الحقوق/ جامعة القدس، حيث من المتوقع تخرجي نهاية الفصل الثاني بمعدل جيد جداً.. أردت أن أروي لك وقائع انتهاكات تعرضت لها بالأمس (كما حدثت تماماً) حيث:
في حوالي الساعة الثالثة عصراً، كنت متجهاً الى رام الله وكان بجواري ابن عمي أحمد صالح عبد الرازق خصيب، وكان محدداً لنا موعد لتشريح دجاج عند طبيب بيطري.. في مدخل ام صفا، وقبل الخروج الى شارع ٤٤٣، اعترضتني سيارة (مكرو باص) خضراء، فيها عدد من الشباب بملابس مدنية، ولا يوجد في هيأتهم ما يدفع للاعتقاد بغير انهم مواطنون وليسوا عساكر.
الباص كان يسير في مسلكه وقطع الطريق إلى مسلكي فأغلق الجهة اليمنى التي أسير فيها، ولقرب المسافة، وبسبب المفاجأة، وحتى لا أصدمه، واصلت مسيري على الجهة اليسرى الخالية، بعد حوالي ٥٠٠ متر وقفت على المفترق لأدخل بالأولوية يساراً، فلاحظت السيارة مرة أخرى وهي تتجه نحوي بسرعة جنونية.. فقررت فوراً التحول يميناً باتجاه النبي صالح لسهولة الدخول في الطريق العام دون انتظار.
توقعت أن يكف الباص عن ملاحقتي لأن الطريق عام ومشترك مع المستوطنين ومزدحم، على العكس تماماً، بدأ بالتجاوز الخطر ليقترب مني، وما أن جاورني حتى بدأ بالاقتراب من اليسار ليجبرني على النزول عن الشارع، او الارتطام بالحاجز الحديدي، أو صخرة من الصخور دون أن ينجح، وقد عرض حياتنا لخطر شديد عدة مرات، حيث أرادنا أن نقع في هاوية سحيقة وأراد أن نصطدم بالحاجز في مناطق أخرى، وحاول أن يدفعنا إلى صخرة كبيرة.
ثم اقترب على غير المتوقع ودخل من الجهة اليمين ولم يترك لي مجال إلاّ الاصطدام بشاحنة طويلة لكن الله سلم..
وواصل المطاردة من أم صفا إلى بلدة تدعى اللبن الغربي، لم أعرفها من قبل، حيث رأيت إشارة دوّار وأردت أن أدخله فدخله بالعكس، دفعني إلى بوابة مستوطنة وأغلق الطريق عليّ وعلى المستوطنة.
تفاجأ الحارس على البوابة فبدأ بالصراخ على (ابتعدوا ابتعدوا)، حاولت الرجوع، لكن الباص يغلق خلفي.. فصعدت على جزيرة لأحاول الخروج عكس السير، فعدل الباص أمامي مرة أخرى، فجلست دون حراك أنتظر نزول من في الباص، وهم يبدو نفس الشيء.
ثم حاولت الهرب على قدمي، فهددني الحارس ببندقية وطلب منى النوم على بطني، ووضع أصفاداً حديدية بيدي، في هذه الأثناء استنفر الأمن في المستوطنة ظناً أنها عملية، فإذا بعدد كبير من المسلحين بلباس مدني، والجيش تهاجم السيارتين وتخرج من كان فيها من الجهتين وتفتشنا جيداً، وتفتش سياراتنا، وعندما تبين أننا لا نحمل شيئا حضرت في البداية الشرطة الإسرائيلية.
سألوا بالتفصيل عن سبب وجودي هنا، فأجبت بأني لا أعرف أين أنا (تائه)، وسألني أني أعرف هؤلاء، فأجبت بالنفي، وسألني أني ارتكبت أي عمل غير قانوني استفزهم، فأجبته باني لم أفعل شيئا، ولا أعرف من هؤلاء، (عندما انزلونا للتفتيش اكتشفت أنهم أربعة بلباس مدني).
قال لي إن هؤلاء من الشرطة الفلسطينية من جهاز (الإحباط) ففهمت أنه يقصد الوقائي، وحضر بعدها ضابط من الجيش وحقق معي ومع ابن عمي كل على حدة، ثم أخذوا الأربعة بسيارتهم، وأطلقوا سراحنا قرابة الساعة الثامنة ليلاً، اتصلت مباشرة بضابط أعرفه برتبة مقدم، اسمه حكمت سامي فقال لي إنه أرسل الشباب لاعتقالي، وأنه لم يتوقع أن أهرب إلى اليهود، قلت له أن مثل هذا الكلام عيب، ومن يريد أن يهرب لا يذهب ٢٠-٢٥ كم ويمر خلالها عن ٢٠ مستوطنة، ولولا أني تهت لما دخلت إلى هكذا مكان وعرضت حياتي للخطر.
لقد عرض جهاز الأمن الوقائي حياتي وحياة من كان معي للخطر، وتعرض لأمني وسمعتي، وانتهك كل حقوقي كمواطن، وحاول اعتقالي دون مبرر ودون تبليغ أو إنذار، ولا أعرف أن الإجراء الأول لاعتقال شخص يكون بدفعه إلى الموت دون سابق إنذار.
للتوضيح: لقد دفعوني للمستوطنة بالقرب من اللبن الغربي دفعاً حتى ظننت أنهم نسقوا مع اليهود ليوصلوني إليها.. فقد دخل بالدوار بالعكس ولم يبق أمامي غير مسلك المستوطنة، وأنا لا أعرف المكان، ودخلت، واستنفرت المستوطنة لأنهم اعتقدوا أنها عملية وتعاملوا معي بقسوة لا توصف حيث ربطوا يدي بعد تفتيشي بدقة ثم جروني على وجهي وبطني، ولا تتخيل اللحظة التي نزلوا علي بها (الجنود اليهود) وكم كان وشيكاً أن يطلقوا النار عليّ.. كانت حركة من أصبع لو صدرت مني تكفي ليطلق أحدهم أو كلهم النار، والذعر في أعينهم.
طبعاً كان معي في كل هذا المقلب ابن عمي (راكباً معي) وشاهد كل شيء..".