رسائل المنخفض الأول / بقلم يوسف رزقة

رسائل المنخفض الأول / بقلم يوسف رزقة
رسائل المنخفض الأول / بقلم يوسف رزقة

 رسائل المنخفض الأول / بقلم يوسف رزقة

ماذا قال المنخفض لغزة وللعالم ؟ ما قاله المنخفض بلغة الميدان عديد بليغ، ويجدر بنا أن نقف عند بعضه: 
القول الأول يقول: ان قطاع غزة يعيش على بنية تحتية ضعيفة، سرعان ما استسلمت امام المنخفض القادم من القطب الشمالي. بنية غزة التحتية لم تجدد بعد ان انتهت أعمارها الافتراضية منذ سينين. البنية التحتية التي عفى عليها الزمن تعرضت بمكوناتها من : ( طرق، وآبار، وصرف صحي، وجسور، وخطوط كهرباء، وشواطيء، واودية ) لتخريب مقصود ومتعمد من الاحتلال في الاجتياحات، وفي معركتي ٢٠٠٨ و ٢٠١٢ م، وقد كشف المنخفض هشاشة ما تبقى صالحا من هذه البنية المتهالكة، حيث كانت اضرار المنخفض أكبر من حجمة، لذا تجاوزت الأضرار المتوقع، لأن بعض الجهات أحسنت الظن في البنية التحتية. ولولا عزائمنا الرجال التي لم تستسلم للحصار والاحتلال والشدائد لتفاقمت الأضرار. 
القول الثاني يقول: ان الحكومة كانت جاهزة بشكل متكامل في حدود ما تمتلك من قدرات بشرية، ومعدات ثقيلة
ولبت جل نداءات الاستغاثة التي وصلت الى لجان الطوارئ، وما قامت به لجان الطوارئ في الداخلية عامة ، وفي الدفاع المدني خاصة يستحق الشكر والتقدير، وهو شكر واجب البلاغ أيضاً لوزارة الصحة، ووزارة الشئون الاجتماعية ، وكل من شارك في تخفيف المعاناة للأسر المتضررة. تقول وزارة الشئون الاجتماعية في إحصائية أولية لعملها: ( إنها زارت ٥٢٥ أسرة متضررة، وزودت ٣٢١ أسرة بالمساعدات التي اشتملت على ٥٧٦ حراما و١٣٢ فرشة، و٦٧ حصيرة، و٨١ طرد غذائيا، و٢١ طردا لأدوات المطبخ، و٣١ كشافا، و٥٧٩٢ متر نايلون، ومئات من الوجبات الغذائية والبطانيات، وحضرت ١٥ مركزا للإيواء العاجل في المحافظات ). 
القول الثالث يقول : ان إلغاء حركة حماس لأنشطتها الاحتفالية بمناسبة الانطلاقة، وتحركها نحو مساندة الأسر المتضررة من المنخفض، وتعزيز قدرات الحكومة، ووضع القسام لكل إمكانياته البشرية والمادية في خدمة المجتمع، قرار في غاية الأهمية والمسئولية، لأنه حمل أفضل رسالة اجتماعية ووطنية للشعب الذي احتضن المقاومة وأمدها بخيرة أبنائه. 
القول الرابع يقول : إذا كانت النار تمتحن المعادن، وتكشف ذهبها من تنكها، فإن الشدائد تمتحن المجتمعات والأفراد ، كما تمتحن النار المعادن. وأحسب أن معدن المجتمع الغزي بكل مكوناته في المحافظات، قد امتحن مرات ومرات وخرج من كل امتحان أقوى عودا ، وأشد تماسكا، بفضل الإيمان الذي يسكن أبناء المجتمع. إن مجتمعا يتغلغل الإيمان في قلوب أبنائه لن يخضع للمحن، ولن يستسلم للشدائد، وسيرسم مستقبله معتمدا على نفسه. 
القول الخامس يقول: إن المسئولية الأولى عن آلام من تضرروا بأحداث المنخفض الجوي من الأسر الفقيرة، والضعيفة ، تقع على الاحتلال أولا ، ثم على من حاصروا غزة ظلما، ومنعوا عنها الكهرباء، والوقود، والآليات الثقيلة، ومواد الأعمار، وغير ذلك. ومن ثمة فعلى المجتمع الدولي الظالم أن يدرك خطر ما يقوم به من حصار، فالحصار في النهاية ( قتل، وتدمير، وهدم، وغرق منازل، وأطفال مرضى، وبيئة ملوثة، ومياه غير صالحة للشرب.. الخ). 
والقول السادس لصحيفة فلسطين وغيرها من وسائل الاعلام يقول: للحكومة شكرًا على ما قمتم به، شكرا لكم وللوزارت وللحركة، وللجان الطوارئ ، غير أن الواجبات أكبر مما تم تنفيذه بيد الإصلاح والعلاج ، وإن العواصف الشتوية القادمة عديدة كما تحكي الأرصاد الجوية، والاستنفار الحركي والبشري والمجتمعي ، وتوزيع الأدوار والمهام في غاية الأهمية. 
ما قاله المنخفض أشرنا لبعضه، أما ما لم لا يقله ، فقد قاله الإيمان الذي وحد غزة في مجتمع إذا اشتكى منه منزل تداعت لإغاثته منازل ، ووزارات، وحركات،و آخرون على غير أرحام بينهم. 
يقول إيمان أهل غزة إن رحمة الله أوسع مما نتصور أو نتخيل، فهو الرحمن الرحيم. ولأن غزة تعيش في رحمته التي وسعت العالمين، حيث لا ملجأ منه إلا إليه، فهي لن تركع لا للحصار ولا للاحتلال ، والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون