نبيل عمرو يسأل : ماذا في جعبة كيري؟

نبيل عمرو يسأل : ماذا في جعبة كيري؟
نبيل عمرو يسأل : ماذا في جعبة كيري؟

نبيل عمرو يسأل : ماذا في جعبة كيري؟

تساءل القيادي في فتح نبيل عمرو عما يحمله وزير الخارجية الامريكي جون كيري خلال زيارته المقررة اليوم الى اسرائيل ورام الله .ودعا السلطة الى اتخاذ خطوات تكون مقنعة للشعب الفلسطيني والابتعاد عن الشعارات .

وهذا نص مقال نبيل عمرو: 

الوزير كيري مصمم على احراز نجاح في مهمته الشرق اوسطية، ويستخدم في سبيل تحقيق هذا النجاح كل مقومات الضغط، بدءً من تأجيل محتمل لاطلاق سراح الدفعة الثالثة من الاسرى، اضافة الى تهديد الاتحاد الاوروبي بمراجعة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، مع تهديد مستتر وهو انه في حالة ادارة الظهر من جانبه لجهود السلام، فذلك يعني استفراد اسرائيل بالفلسطينيين، كي تضاعف من استيطانها وقمعها وفرض امر واقع يمنع قيام دولة فلسطينية .
نحن الان نمر في مرحلة هي الاصعب على مدار عقدين من الزمن هما عمر عملية السلام، وما يزيد من صعوبة الوضع هو ضعف البيت الداخلي الفلسطيني واستفحال الانقسام وتدهور الاوضاع الاقتصادية والمعيشية خصوصا في قطاع غزة ، ولا شك في ان مصممي هذا الجزء من العملية السياسية، يقرأون الواقع الفلسطيني بأدق تفاصيله، ويعتصرونه حتى القطرة الاخيرة، ويصوغون سيناريوهات الحل وفق توقعهم لرد الفعل الفلسطيني ميدانيا قبل اعلاميا، لهذا يقف صانع القرار الفلسطيني امام شبكة من الاعتبارات المؤثرة والحاسمة، وعليه في هذه الحالة اختيار الطريق الاسلم الذي يوفر للشعب الفلسطيني وضعا ذاتيا يؤهله للصمود امام المضاعفات المتوقعة جرّاء فشل الجهود الجارية الان ، او يوفر قدرة على الافادة من هذه الجهود بما لا يضر بالمصالح الاساسية للشعب الفلسطيني.
ان الحديث يجري الان عن اتفاقية اطار، بما يمكن اعتباره "اوسلو2 " كما يجري حديث موازٍ عن حلول مرحلية بعد ان تبين للسيد كيري استحالة بلوغ حلول نهائية وشاملة في هذه المرحلة ، وامام هذا الموقف الامريكي الذي سيجر وراءه الموقف الاوروبي وربما الروسي، وبطرق مختلفة سيجر وراءه مواقف عربية ، فما العمل امام ذلك كله؟
ان الخطوات التي ينبغي اتخاذها يجب ان تكون مقنعة للجمهور الفلسطيني، الذي يسمع كل يوم عبارات نارية من قبل عديدين من الناطقين الرسميين او المتطوعين، هذا الشعب يتوق لرؤية مخارج فعلية من ازماته وليس مجرد عبارات انشائية، ومن يتوجب عليه ايجاد هذه المخارج هي القيادة السياسية التي تتحمل المسؤولية عن قراراتها وفوق ذلك فهي من يمتلك شرعية اتخاذ القرارات.
اعود الى ما يحمله السيد كيري.... وهو اتفاق اطار واقتراحات مرحلية، وفي هذه الحالة فان الشعب الفلسطيني ينتظر قرارا واضحا في هذا الشأن، ولن يصغي مجددا للشعارات غير القابلة للتحقيق.