يا رفيق طز فيك / بقلم أحمد الكومي

يا رفيق طز فيك / بقلم أحمد الكومي
يا رفيق طز فيك / بقلم أحمد الكومي

يا رفيق طز فيك / بقلم أحمد الكومي

في عام 2011 استقال وزير الاقتصاد الياباني بعد وصفه المناطق المهجورة المحيطة بمحطة فوكوشيما النووية المنكوبة بأنها تشبه “مدينة الموت”، حيث آذى هذا الوصف مشاعر السكان. لاحظوا كلمة (آذى).

في 2013 ذهب ممثلون عن الأحياء في مدينة غزة، منهم ممثلين عن مخيم الشاطئ، يشتكون أزمة المياه لرئيس بلدية غزة المهندس رفيق مكي، فصدّهم، وخاطبهم: “يا أهل الشاطئ بلطوا البحر” !

لم أكن لأكتب هذه السطور إلا بعد أن تحقق أصدقاء من صحة قول رئيس البلدية.

ينقل من كان حاضرًا اللقاء، أن مدير عام المياه في البلدية، وعد بأنه “بعد أسبوع فقط ستحل مشكلة المياه بمنطقة الشاطئ”، ليقاطعه رئيس البلدية بالقول: “هذا كلام غير صحيح، ولا أعد بحل المشكلة”.

يقول الراوي: “فدخلنا معه في نقاش حاد، وطلبناه بتوفير الحلول بصفته المسئول عن ذلك، لنفاجأ بمقاطعته حديثنا، وقال: يا أهل الشاطئ بلطوا البحر”.

ومكشوف لكل ذي عينين حجم الترهل في شبكات المياه والصرف الصحي التي يعانيها مخيم الشاطئ الذي يقطنه ما يزيد عن 90 ألف نسمة، فضلًا عن شدة ملوحة المياه، هذا إن كانت متوفرة أصلًا.

وايم الله إن المهندس رفيق آذى مشاعرنا، وإنه خرج عن حدود اللباقة في الرد، وفات عنه أن أهل الشاطئ طاعنون في التحدي، ولو حدث ذلك في دولة أجنبية لرأيتم العدالة بأمّ عينها.

حسبنا أن في غزة عدالة، وإلا لم خصصوا مبلغ 11 مليون دولار لتدشين “قصر العدل”.

عمر لم يمت يا سادة، وهنا ننقل شكوانا للأستاذ إسماعيل هنية وهو ريس الوزراء المنتخب والشرعي، وأكاد أجزم أن الواقعة لو وصلته دون شيء من التوابل، فلن يرضى بذلك، خاصة أنه واحد من قاطني المخيم و”نوّارته”.

لست أتوق أن تصل الواقعة إلى وزير الحكم المحلي بغزة، فسبق أن رأينا حلوله الجذرية، وأخوف ما أخافه أن يقيل أهالي مخيم الشاطئ، “ويأت بقوم جديد”.

 

المعادلة تقول إن العين بالعين، ومن يقلل من شأننا سنرد عليه بالمثل، والإنسان لابد أن يخرج قليلا عن حدود الأدب بين وقت وآخر ليحتفظ بصحته النفسية، وعليه قررت ألا أنتظر تمييع القضية حتى تدشين القصر. 

 أحمد الكومي

5912206