التعامل مع الشعوب ... د. مصطفى يوسف اللداوي التعامل مع الشعوب يكون باحترامها، وصيانة حقوقها، وعدم المس بكرامتها، والاعتداء على حرياتها، ولا يدوم الحكم لحاكمٍ يستبد بشعبه، ويظلم أهله، ويهدد مواطنيه، ويفتح لهم سجونه، ويوسع لأجلهم المعتقلات، قديمها وجديدها، فمن روَّعَ شعبه فإنه سيروَّعُ، ومن هددهم فإنه سيهدد، ومن قتلهم فإنه سيقتل، ومن أذاقهم المر والهوان، فإنه من ذات الكأس سيشرب، ومن خان وليه، وانقلب على من أمَّنه، فسيصيبه ما أصاب سلفه، ولن تختلف خاتمته عن غيره، وسيأتي من يجرعه السم، ويعامله بالمثل، اقصاءً وعزلاً، وسجناً وإهانة، فهنيئاً لحاكمٍ تصالح مع شعبه، وأكرم أهله، وصان حقوقهم، وسعى في مصالحهم، وكان في خدمتهم، وكفل حقوقهم، صغيرها قبل كبيرها، فمن أكرم شعبه وهو قوي، وعدل بينهم وهو قادر، فقد ضمن آخرته وهو ضعيف، واطمأن إلى مستقبله ولو كان في شيخوخة عمره.