ائتلاف شباب الانتفاضة والدعوة لانتفاضة ثالثة: بقلم محمد يوسف حسنة.

ائتلاف شباب الانتفاضة والدعوة لانتفاضة ثالثة: بقلم محمد يوسف حسنة.
ائتلاف شباب الانتفاضة والدعوة لانتفاضة ثالثة: بقلم محمد يوسف حسنة.

ائتلاف شباب الانتفاضة والدعوة لانتفاضة ثالثة 

 

بقلم : المهندس محمد حسنة

منذ عشرين يوماً تشكلت نواة ائتلاف شباب الانتفاضة- فلسطين من شباب يؤمن أن القضية الوطنية الفلسطينية في تراجع، وأن الانقسام أنهك طرفيه كما أنهك الشعب، نواة آمنت بضرورة توحيد بوصلة العداوة باتجاه المحتل وقررت أن تجعل من الشباب وطاقاتهم في مربع صناعة الحدث لا في السؤال عن ماذا حدث أو مشاهدة ما يحدث.

وأيقنت هذه النواة أن السبيل في الخلاص من كل الوهن والأمراض التي يعاني منها الشعب الفلسطيني وقضيته هو بالتوحد خلف خيار المقاومة بكافة أشكالها، فكانت الدعوة للاحتشاد والتظاهر يوم الجمعة التي وافقت ذكرى انتفاضة الأقصى الثانية، وكانت الملحمة البطولية الشعبية من الشعب الفلسطيني عامة والشباب الفلسطيني الثائر خاصة، فانتفضت الضفة والقدس وعاجلت قوات الاحتلال ومستوطنيه بالحجارة تارة وبالمقلاع والمولوتوف تارة أخرى، يصنعون المتاريس هنا، ويُشاغلوه بأجسام مشبوهة تخرج منها بعض الأسلاك الكهربية هناك فيغلق الطرق ويُعطل حركة المستوطنين، وينتاب الجيش حالة من القلق ويُعلن الطوارئ وتستنزف طاقاته.

ولم تكن غزة بعيدة عن الحدث، فخرج الشباب إلى موقع ناح العوز العسكري ومعبر ايريز رغم أن الحدود مصنفة في عرفهم ب "الدولية" والاقتراب منها يستدعي اطلاق النار الحي، إلا أن الشباب انطلقوا بالحجارة والمولوتوف هاتفين " يا محلى الموت لأجلك فلسطينا" يتقدمهم شباب الائتلاف الذين كانوا أول من اقترب من السلك الفاصل وآخر من غادر.

يوم الاثنين الماضي أعاد الشباب الكره وأعلنوا الغضب على المستوطنين وجنود الاحتلال وخرجوا يقطعون الطريق على المستوطنين، حتى صرح أحد ضباط الاحتلال بأن عمليات رشق الحجارة باتت لا تُطاق وأن الدوريات بدأت تسلك طرقاً وعرة لتفادي الحجارة.

وفي صورة تؤكد أن الشباب يعي ما يفعل ويستهدف المحتل على كافة المستويات تظاهر العشرات منهم أمام مقر الأمم المتحدة في غزة مطالبين الأمم المتحدة بالوقوف أمام مسؤولياتها تُجاه القضية الفلسطينية ووقف تغول الاحتلال على المدنيين الفلسطينيين ووقف مسلسل تهويد القدس ورفع الحصار عن غزة.

وجمعة الأمس جدد الائتلاف الدعوة للشباب الثائر فخرج الشباب بتجمعات لم تكن كبيرة إلا أنها كانت عظيمة فشاغلوا الجنود في نعلين وقرب سجن عوفر وحلحول والقدس وقلقيليةـ

 هذه التحركات التي تسير بتدرج وتتصاعد تشبه في تحركها إلى حد كبير كرة الثلج الصغيرة التي إن ما بدأت بالدوران كبر حجمها وازداد تأثيرها حتى إن وصلت الذروة أحدثت انهياراً ثلجياً مدوياً يأخذ في طريقه كل من يعترض سبيل الكرة الثلجية.

تحركات الائتلاف – كما يتضح لي من متابعة القائمين عليه - تقوم على سياسة النفس الطويل وإحياء كثير من المفاهيم الوطنية التي اضمحلت وضعفت ويستنهض الهمم ويُعيد بناء القناعات ويستعيد الثقة المفقودة في قدرة الشباب على إدارة أي حراك، بل يُعيد الثقة للشعب في قدرته على التحرك والتوحد خلف خيار المقاومة.

وتنوع تحركات الائتلاف تدلل بوضوح على مدى سعة الآفاق التي يتمتع بها القائمون عليه وعزمهم على إيصال الرسالة ورفع الصوت وخرق كل أشكال الحصار ومحاصرة العدوان، فمن مشاغلة على الحواجز وإبداع في المقاومة الإلكترونية، وطرق لأبواب المنظمة الأممية، أعلن الائتلاف في خطوة متقدمة عن عزمه خرق الحصار البحري على قطاع غزة رغم تزامن الدعوة مع إعلان قوات الاحتلال عزمها نشر سفن قتالية متطورة على شواطئ بحر غزة، ولم يكتف الائتلاف بالعزم بل بدأ التنفيذ وقام بسلسلة مشاورات مع متضامنين أجانب وحثهم على مواكبة التحركات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمساهمة في النشر الإعلامي والمشاركة أيضاُ في التظاهرة البحرية، وأكد تصميمه على التنفيذ رغم ما قد يواجهون من خطر وتحديات.

إذاً فالائتلاف يأخذ بعين الاعتبار أن الاستجابة الشعبية والشبابية في بداية تحركه قد لا تكون كبيرة لنداءاته، ولكنه مصمم على بث الدعوة وتكرار مشاهد الانتفاضة الأولى والثانية وإن بأعداد صغيرة، فمن يخرج اليوم هم نواة الانتفاضة الثالثة وهم شرارة البدء وهم رواد ورجالات المرحلة التي لن تنتهي إلا بانتفاضة شعبية ثالثة ضد المحتل وانتهاكاته.

الشباب الفلسطيني كان دوماً مدرسة في الثورة ونبراساً في قيادة التغيير، وهو صاحب قضية وفكر وهم من يحمل الوطن بين خفقات قلبه، هو يحتاج فقط لمن ينفض الغبار المتراكم عن رغبته في مقارعة المحتل نتيجة الانقسام وكثرة تُجار الوطن، هو بحاجة لرائد يدله على بداية الطريق فقط.

الانتفاضة الشعبية الثالثة قادمة لا شك أراها من منطلق ايماني بوعي وقدرة هذا الشعب وشبابه على الانحياز لخيار المقاومة، أراها لثقتي برغبة الشعب إنهاء الانقسام الذي لن يتحقق إلا بالتوحد خلف مقارعة المحتل والتركيز على العدو المشترك، توحد سيزيل معه أي خلافات أخرى جانبية.

كرة الثلج بدأت تتدحرج والانهيار الثلجي القادم موجه ضد الاحتلال وحده، فعلى الشباب الثائر تسريع الحراك بما يؤذي الاحتلال، وعلى جميع الأطراف المحلية والدولية الوقوف مع الشباب في مطالبهم العادلة ورغبتهم الجامحة في إعادة الاعتبار للقضية الوطنية، أما من يختار الوقوف أمام خيار الانتفاضة الشعبية ومن يتصدى للانهيار الثلجي فأتوقع أن القادم أعظم من أن يتصدى له أحد.

وكما أكد الائتلاف مراراً فنصرة القضايا الوطنية خيار شخصي وعلى الشباب أن تختار إما التخندق خلف المقاومة ونصرة القضايا الوطنية وإما الاكتفاء بمشاهدة الحدث وتسجيل لوم جهات متعددة على الأوضاع الصعبة السائدة وخذلان القضية، وللتاريخ كلمة الفصل.