استهداف المستشفى الكويتي والوضع الصحي كارثي وأوبئة تهدد اهل غزة

استهداف المستشفى الكويتي والوضع الصحي كارثي وأوبئة تهدد اهل غزة
استهداف المستشفى الكويتي والوضع الصحي كارثي وأوبئة تهدد اهل غزة

استنكرت وزارة الصحة بغزة، استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمستشفى الكويتي الميداني "شفاء فلسطين"، بمحافظة خانيونس جنوبي القطاع، وأوضحت أن جرائم الاحتلال بحق المرافق الطبية لن تتوقف، طالما لا يوجد هناك موقف حازم من المؤسسات الدولية والإنسانية.

وقالت الصحة في تصريح صحفي الثلاثاء: إن الاستهداف يؤكد تعمد الاحتلال إلحاق الضرر الأكبر بمنظومة الخدمات الصحية، وتهديد فرص علاج الجرحى والمرضى حتى على أسرة المستشفيات.

وجددت الصحة، مناشدتها لكافة الجهات الدولية والمعنية، بضرورة توفير الحماية للمستشفيات والكوادر الطبية العاملة.

يشار إلى أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت صباح اليوم، المستشفى الكويتي التخصصي الميداني بمحافظة خانيونس، ما أسفر عن استشهاد أحد الطواقم العاملة في المستشفى وإصابة 9 من الطواقم الطبية والمرضى، والشهيد هو مانع عطا محمود حنون (38عاما).

في غضون ذلك حذّر مدير المستشفيات الميدانية في قطاع غزة، الدكتور مروان الهمص، من تفاقم الكارثة الإنسانية والصحية في القطاع، مؤكداً أن النظام الصحي يواجه الانهيار الكامل، وأن الاحتلال لا يستثني أي مستشفى من القصف المتواصل، في ظل حرب الإبادة الجماعية المستمرة والحصار الخانق.

وأوضح الهمص، في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء، أن الاحتلال الإسرائيلي لا يستثني أي منشأة طبية من الاستهداف، مضيفًا: “اليوم صباحًا استهدف الاحتلال البوابة الشمالية لمستشفى الكويت التخصصي رغم حصوله على اعتراف من منظمة الصحة العالمية كمستشفى ميداني، في خرقٍ واضح للقوانين الدولية والاتفاقيات الإنسانية”.

وأشار الهمص، إلى أن المستشفيات في غزة تفتقر بشكل كامل إلى الأدوية والمستلزمات الطبية، في وقتٍ تمنع فيه قوات الاحتلال إدخال أي نوع من العلاج أو الإمدادات الصحية منذ أكثر من 49 يومًا، وهو ما أدى إلى نفاد مخزون وزارة الصحة الفلسطينية بالكامل، بحسب تعبيره.

وأضاف الهمص، أن المستشفيات أصبحت غير قادرة على استيعاب المزيد من الجرحى والمصابين نتيجة استمرار الغارات الجوية والقصف العنيف، لافتًا إلى أن أقسام الاستقبال والعناية المركزة ممتلئة بالكامل، مما اضطر الطواقم الطبية إلى اللجوء إلى نظام المفاضلة في تقديم العلاج، حيث يتم اختيار من يمكن أن يتم إنقاذ حياته وتُترك حالات أخرى، واصفًا ذلك بأنه أحد أقسى القرارات التي يُجبر عليها الكادر الطبي بسبب واقع الاحتلال.

وأكد الهمص، أن القطاع يعاني من انعدام تام في مقومات الحياة الأساسية، قائلاً: “نعيش منذ 49 يوماً بلا طعام، بلا ماء، بلا كهرباء، بلا دواء، حتى الهواء بات ملوثاً برائحة الرصاص وغبار القذائف”.

وكشف الهمص، أن أكثر من 11 ألف مريض وجريح مسجلين لدى منظمة الصحة العالمية معرضون لخطر الموت بسبب منعهم من السفر لتلقي العلاج في الخارج، بينهم مرضى بأمراض مزمنة وخطيرة مثل القلب والسكري وأمراض الدم.

وشدد الهمص، على أن منع إدخال اللقاحات إلى القطاع سيؤدي إلى انتشار أمراض خطيرة مثل شلل الأطفال، محذرًا من أن الأوبئة لا تعترف بالحدود، وقد تمتد آثارها إلى خارج غزة وتهدد دول الجوار. وقال: “إذا انتشرت الأمراض المعدية في غزة، فستطال كل من في الإقليم، بما في ذلك داخل إسرائيل نفسها”.

واختتم الدكتور مروان الهمص تصريحاته بدعوة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل لوقف الحرب ورفع الحصار وفتح المعابر أمام إدخال الإمدادات الطبية والإنسانية وإنقاذ أرواح آلاف المرضى والجرحى.

واستأنف الاحتلال الإسرائيلي فجر الـ 18 من آذار/مارس 2025 الماضي عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود وقف إطلاق النار طوال الشهرين.

وبدعم أميركي أوروبي، ترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

انتهى

غزة-تل ابيب/ المشرق نيوز