قصف المستشفى المعمداني يضاف الى تدمير الاحتلال 35 مستشفى خلال حرب غزة

مستشفى المعمداني
مستشفى المعمداني

ادان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة ادعاءات جيش الاحتلال الإسرائيلي الباطلة لتبرير جريمته النكراء بقصف المستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة، مؤكدة أن هذه المزاعم الكاذبة محاولة يائسة للتغطية على جريمة مكتملة الأركان بحق منشأة طبية مدنية محمية بموجب القانون الدولي.

فقد استهدف الاحتلال الإسرائيلي المستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة، ما أسفر عن مجزرة دامية راح ضحيتها المئات من المدنيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمرضى الذين احتموا بأسوار المستشفى من نيران القصف، وقد شكل هذا القصف نقطة تحول مأساوية في الحرب على غزة، بعدما طال العدوان المتواصل البنية التحتية الصحية بشكل ممنهج.

وأكد البيان الحكومي أن المستشفى المعمداني، منذ تأسيسه، هو مؤسسة طبية تعمل على تقديم الخدمات الصحية للمدنيين من المرضى والجرحى، ولم يكن يومًا مقرًا لأي نشاط عسكري من أي جهة كانت، مشيرًا إلى أن الادعاء الإسرائيلي بوجود "مجمع قيادة وسيطرة" داخل المستشفى هو ادعاء مختلق، يفتقر لأي دليل، ويأتي ضمن سياسة التضليل الإعلامي التي ينتهجها الاحتلال في كل مرة يرتكب فيها مجازر بحق المدنيين الأبرياء وبحق المؤسسات المدنية والطبية خصوصًا.

وقال المكتب الاعلامي الحكومي في غزة إن القصف والغارات استهدفت مبنى المستشفى بشكل مباشر ومتعمد، في وقت كان يكتظ بمئات المرضى والجرحى والطواقم الطبية والمرافقين، متسائلًا: "أين هي (غرف القيادة والسيطرة) المزعومة التي يدّعي الاحتلال وجودها؟ وهل يُعقل أن تُنشأ مراكز عسكرية داخل مرافق يعالج فيها الجرحى وبين أسرّة المرضى؟".

وأكد البيان أن هذا الادعاء السخيف يُعد غطاءً مفضوحًا لجريمة ضد الإنسانية موثقة بكل المعايير، لا يمكن تبريرها بأي ذريعة ولا تغطيتها بأي كذبة، مشيرًا إلى أن تذرّع الاحتلال باستخدام ذخائر "دقيقة" لا يبرر استهداف منشأة طبية محمية، كما أن إطلاق تحذيرات مزعومة لا يعفي الجاني من المسئولية القانونية، خاصةً في ظل استمرار استهداف المرافق الطبية والمؤسسات الإنسانية بشكل متكرر منذ بدء الحرب.

وتابع البيان: "اعتاد الاحتلال على استخدام فزاعة المقاومة داخل المرافق المدنية كمبرر لارتكاب المجازر، دون تقديم أي أدلة موضوعية، وهو سلوك متكرر يعكس استخفافًا صريحًا بالقانون الدولي الإنساني واستهانة بحياة المدنيين بهدف تدمير المرافق الصحية والطبية والحيوية تحت مبررات كاذبة وواهية".

وشدد المكتب الاعلاني على أن رواية الاحتلال الإسرائيلي رواية باطلة جملة وتفصيلًا، محملًا الاحتلال الإسرائيلي المسئولية الكاملة عن استهداف المستشفى المعمداني، ويعتبره جريمة حرب مكتملة الأركان.

وطالب البيان الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمات الدولية والحقوقية، بإيفاد لجان تحقيق دولية محايدة للكشف عن حقيقة هذه الجريمة، ووضع حد للتضليل الإعلامي الذي تمارسه آلة الاحتلال الإسرائيلي الكاذبة.

وكشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن قائمة تضم 35 مستشفى تم استهدافها بشكل مباشر من قبل الاحتلال، عبر القصف أو الحرق أو التدمير الكلي أو الإخراج القسري من الخدمة، ضمن ما وصفه المكتب بجريمة "الإبادة الجماعية" التي يتعرض لها القطاع منذ أكثر من ستة أشهر.

وتضم القائمة عددًا من أكبر وأهم المستشفيات في القطاع، من بينها:

مجمع الشفاء الطبي

مجمع ناصر الطبي

مستشفى أبو يوسف النجار

المستشفى الإندونيسي

مستشفى كمال عدوان

مستشفى القدس

مستشفى العودة (شمال غزة)

مستشفى الرنتيسي للأطفال

مستشفى النصر للأطفال

مستشفى الدرة

المستشفى الميداني الأردني

المستشفى الإماراتي

إلى جانب عشرات المستشفيات التخصصية والميدانية الأخرى التي كانت تشكل طوق نجاة للمدنيين خلال موجات القصف المتلاحقة.

وأشار المكتب الإعلامي إلى أن هذا الاستهداف الممنهج للمرافق الطبية يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، التي تفرض حماية صارمة على المنشآت الصحية والطواقم الطبية في أوقات النزاع.

ويأتي هذا التدمير ضمن سياسة واضحة لتقويض قدرة النظام الصحي في غزة على الاستجابة لأزمة إنسانية هي الأكبر في تاريخ القطاع.

ويحذر المسؤولون في غزة والمنظمات الإنسانية من أن استمرار استهداف المستشفيات يهدد بكارثة صحية شاملة، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وتوقف معظم أقسام الطوارئ والعمليات والعناية المركزة.

ويواصل الاحتلال عدوانه على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، وسط صمت دولي وتخاذل أممي، بينما تدق ما تبقى من مستشفيات غزة ناقوس الخطر في وجه العالم.

انتهى

غزة-تل ابيب/ المشرق نيوز