الرأس الممتليء بالمخاوف لا توجد به مساحة للاحلام وتنعدم قدرته على الاختيار.. بقلم لؤي ديب
الضغط العسكري الاجرامي سوف يستمر الي حين ضمان نتنياهو تمرير الميزانية كي يتجنب سقوط حكومته وهذا يعني 31 مارس ، دخول بن غفير الحكومة كان بشرط حرب مستمرة ونتنياهو لجأ لاعادته لانه كان يخشى الغدر من احد اعضاء الليكود فتسقط حكومته في التصويت .
صدقت الحكومة الفاشية الليلة على استحداث دائرة هجرة لتهجير غزة وهذا يمكن ان يهديء شغف بن غفير للدماء عندما يري نتنياهو ينتقل الي صورة اهل غزة وهم يغادرون الي مكان ما .
الامر غير مرتبط نهائياً بالمفاوضات وهي عامل ثانوى بالنسبة لاولوياته الان وخصوصا انه على بعد خطوة من السيطرة الكلية على السلطة فان مر من ازمة اقالة رئيس الشباك فسوف يسعي الي اقالة المستشارة القضائية للحكومة ومن ثم تغير قضاة المحكمة العليا وتمرير التعديلات القانونية وتمرير مشروع حصانته شخصيا وكل حكومته من اي لجنة تحقيق حتى لو كانوا خارج السلطة .
حالياً تجري مفاوضات بين امريكا وايران هي في بدايتها وهذا لا يعجب نتنياهو الذي لا يريد للامر ان ينتهي باتفاق بل بضربة تجعل من ايران طريحة ارضها لسنوات طويلة ، وهذا يعني ان نتنياهو يجب ان يكون مشغول بامر عمل ما في ليفشل مفاوضات ايران الي جانب تركيا التى تلعب يده جيداً في احداثها ولبنان وسوريا واليمن وغزة والضفة والصراع الداخلى .
ما بعد مارس كل خطوة وضربة تقوم بها اسرائيل في غزة ستكون تخدم على مشروع التهجير وليس المفاوضات ،
بس بصراحة رغم انه مجرم ونازي هذا النتنياهو الا انه يُحسد على هذه الطاقة والاصرار بالعمل على كل الجبهات في حين نعجز نحن على عمل شيء ما من اجل الجبهة الداخلية .
وما يحدث الان ان الكل الفلسطيني يعلق الامال على معركة نتنياهو مع الدولة العميقة في اسرائيل ويتمني ان تقدم الدولة العميقة على اغتياله ويبدو انها الخطة الفلسطينية المخجلة التى لا يتكلم عنها احد .
ارواح مصيرها معلق بمنّ ينتظر دون فعل ، واي مكان هذا الذي وضع اهل غزة بين خيار الموت فيها او الحياة خارجها ، اهل غزة لا يخافون العدو بقدر خوفهم من الايدي الفلسطينية التى تتحكم ببوصلة مصيرهم وهذه حقيقية حتى اضحى الخوف يسكنهم تحاصرهم قنابل الموت بيد مجرم وتجاهل عالم جديد غير الذي عرفوه بالامس وعجز عربي يزاوج مسلم وغباء من اختطف مصيرهم ، جيوش من الخوف والرعب تجتاح عقولهم واجسادهم .
و الرأس الممتليء بالمخاوف لا توجد به مساحة للاحلام وتنعدم قدرته على الاختيار ، وهذا حال الكثير من اهل غزة اليوم ! كان الله في عونهم على كل الدنيا التى تنهار فوق رؤوسهم .
هل تعتقدون ان منّ يتصدرون المشهد الفلسطيني يدركون فداحة الخطوة التالية التى تنتظرنا ؟
انتهى