قراءة معاصرة في آيات قرآنية ***بين البدايات المشرقة والنهايات المحرقة* بقلم: د.أحمد حسين المشهراوي

قراءة معاصرة في آيات قرآنية ***بين البدايات المشرقة والنهايات المحرقة* بقلم: د.أحمد حسين المشهراوي
قراءة معاصرة في آيات قرآنية ***بين البدايات المشرقة والنهايات المحرقة* بقلم: د.أحمد حسين المشهراوي

قراءة معاصرة في آيات قرآنية ***بين البدايات المشرقة والنهايات المحرقة* بقلم: د.أحمد حسين المشهراوي

كانت الفلسفة الإدارية في بداية الخمسينات تركز على مفهوم "الإدارة بالأهداف" واستمر هذا المفهوم لعشرات السنين ومن ثم ظهر أخيراً مفهوم جديد هو "الادارة بالنتائج"، وهذا أجده في قصة "ربطة" التي ذكر فعلها القرآن في بضع من الآية ٢٧٧ من سورة النحل"وَ لَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا " حيث تفيد السيرة النبوية أن هذه الآية نزلت في إمرأة من قريش يقال لها "ربطة بنت عمرو بن كعب" ولقبها جعرانة، وهي امرأة أسد بن عبدالعزى قال العباس رضي الله عنه أنها هي التي نزل فيها قوله تعالى: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة}، وبحسب ما ذكره المفسرون أنها كانت مبدعة في حرفتها في الغزل وتأتي بما لا يأتي به العقلاء في مهنتها و دقة أدائها .

ولكن الله عز وجل جعل هذه المرأة مثالاً وعظة وعبرة فيمن يفسد بيده و بنفسه ما أصلحه فقد كانت امرأة حمقاء وسميت جعرانة لحماقتها؛ لأنها كانت تغزل هي وجواريها في الصباح، وفي المساء بعد إتقان الغزل تأمرهن بنقض غزلها.

أرى أن القرآن الكريم يسجل للمجانين والحمقى فعلهم (حتى وإن كانوا مبدعين) فرغم أن الاستشهاد في الاية الكريمة جاء على سبيل القدح لا المدح، وكأن القرآن يريد أن يخبرنا أن هناك متسع في الحياة لممارسات المجانين سواء كانت إيجابية ورائعة ومتقنة في بدايتها ومن ثم سلبية في نهايتها فالعبرة بالخواتيم وبالنتائج النهائية.

قد يخنلف الكثيرون في تقييم بعض الأحداث أو المواقف أو الأعمال هنا أو هناك وأحيانا يكون الاختلاف نابع من اختلاف الثقافة أو العلم أو وجهات نظر شخصية أو مصلحة شخصية أو إلتزام بتعليمات أولي الأمر حتى أن فرعون قال (وما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)لان أصحاب المصالح ينظرون من زاويتهم الخاصة وعليهم أن يقدموا القرابين والولاء ويلغوا عقولهم في أمور واضحة كالشمس في ضحاها والقمر إذا تلاها ويمتثلون للقاعدة (لا تعترض فتنطرد) وكما قيل (الناس عبيد مصالحهم).

أن عملية تقييم الاداء هي الوظيفة والحلقة الرابعة في وظائف الإدارة الرئيسية بعد التخطيط والتنظيم و التوجيه يجب أن تكون مهنية وموضوعية و متجردة من كل الأهواء وحظوظ النفس لأنها الميزان الذي تحدد مدى تحقيق الأهداف الذكية ذات الصفات الخمسة المعروفة عالمياً(SMART ) ويقيس النتائج المحققة ومدى الإنحراف عن الخطة ، لقد فشلت ربطة فشلاً مدوياً لأنها لم تحقق النتائج المرجوه في تقديم غزل قوي ومتين ومنظم وجميل حتى النهاية كمخرج نهائي ولأنها بددت الوقت والجهد والموارد البشرية والمادية وأعادة الأمور إلى ما قبل الصفر بمراحل رغم ابداعها و اتقانها و قدراتها ومهاراتها وقوة أعمالها التي أشار إليها القرآن..

فهل كانت ربطة عظيمة لحد الجنون كما يقول "أرسطو "(ما من عظمة إلا فيها لمسة من الجنون)،أذكر قصة رائعة في ضرورة وأهمية دراسة التوقعات والعواقب الناتجة عن إتخاذ القرارات سواء الشخصية أو المؤسسية قبل حدوثها ، والابتعاد عن المغامرة والمقامرة ، وتوقعات نتائج القرارات الخمسة المعروفة في علم اتخاذ القرار و هي : أن تقود القرارات الى خيارات أفضل الأفضل و الأفضل والعادي و الأسوأ و أسوأ الأسوأ، حيث يروى أنه سأل يوماً معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه عم

أذكر قصة رائعة حيث سأل يوماً معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه عمرو بن العاص : قالت العرب عنك أنك أخطبون وداهية العرب فبم بلغت ذلك؟قال له: ما دخلت مدخلاً إلا عرفت كيف أخرج منه، فقال له معاوية : الدهاء يا ابن العاص ألا تدخل مدخلاً تحتاج يوماً أن تخرج منه.

انتهى