هذا ما لا تعرفه عن محمود خليل الذي اعتقلته إدارة ترامب مِن حرم جامعة كولومبيا!

محمود خليل 2
محمود خليل 2

بات الطالب محمود خليل الذي اعتقلته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مِن حرم جامعة كولومبيا ، حديث أميركا باعتباره أول من يتم اعتقالهم من قِبَل أجهزة الهجرة لمشاركته في المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي، والتي شهدتها مئات الجامعات الأميركية الربيع الماضي.

وتعهد الرئيس دونالد ترامب، بأن عملية القبض تلك لن تكون الأخيرة، حيث وقعأوامر تنفيذية تستهدف الطلاب الأجانب ،  الذين تبنوا ما وصفه بـ"أيديولوجية مُعاداة السامية"، وخاصة الطلاب الدوليين المشاركين في الاحتجاجات الجامعية المؤيدة للفلسطينيين، في يناير الماضي.

 وقد احتفل الرئيس دونالد ترامب، يوم الإثنين، باعتقال محمود خليل، واصفاً إياه، دون تقديم أدلة، بأنه “طالب أجنبي متطرف مؤيد لحماس”.

وأضاف ترامب: "هذا هو الاعتقال الأول من بين العديد من الاعتقالات القادمة". ولم تقل إدارة ترامب إن خليل متهم أو مدان بارتكاب جريمة، لكن ترامب كتب أن وجوده في الولايات المتحدة "يتعارض مع مصالح السياسة الوطنية والخارجية"

. وسبق لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو القول في منشور أرفقه بصورة لخليل على منصة "إكس": "سنلغي تأشيرات أنصار (حركة) حماس في أمريكا أو بطاقاتهم الخضراء حتى يمكن ترحيلهم".

وأكدت إيمي غرير محامية الطالب الفلسطيني، في بيان، اعتقال خليل رغم أنه موجود في الولايات المتحدة بصفته "مقيما دائما يحمل بطاقة خضراء"، وأنه متزوج من أمريكية، وألغوا بطاقته الخضراء.

 ومساء الإثنين، أصدر القاض الفدرالي في المحكمة الفدرالية بمانهاتن بمدينة نيويورك جيسي فورمان، قرارا بعدم ترحيل محمود خليل "ما لم تأمر المحكمة بخلاف ذلك".

من هو محمود خليل؟

يبلغ محمود خليل 29 عاما، وله أصول فلسطينية وسورية، وجاء طالبا عام 2022، وتزوج من زميلة أميركية ويتوقع أن يرزقا بأول أطفالهما الشهر المقبل، وعن طريق الزواج حصل خليل على بطاقة الإقامة الدائمة (الغرين كارد).

 نشأ محمود خليل في مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا، وعمل في السفارة البريطانية في بيروت، وتوجه لجامعة كولومبيا وأصبح طالب دراسات عليا في كلية الشؤون الدولية والعامة بالجامعة، وكان يعيش في مبنى سكني جامعي خارج الحرم الرئيسي لجامعة كولومبيا.

 وقد تخرج خليل بدرجة الماجستير من كلية الشؤون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا في كانون الأول/ديسمبر. وكان أحد المفاوضين الرئيسيين للطلاب خلال معسكر الطلاب من أجل فلسطين في ربيع عام 2024. وقانونيا، لا يمكن ترحيل حملة الغرين كارد إلا بأمر قضائي، ويمكن للأجانب والمهاجرين الحصول على بطاقات الإقامة الدائمة بعدة طرق منها عقود التوظيف، أو الزواج من أميركي أو أميركية، أو الفوز بقرعة الهجرة الأميركية، أو عن طريق الاستثمار.

وتسمح بطاقات الإقامة الدائمة (الغرين كارد) للناس بالعيش والعمل والسفر كما يفعل المواطن الأميركي، وتصدر غالبا لفترة 5 أو 10 سنوات، ويمكن التقدم للحصول على الجنسية بعد 3 سنوات من صدورها في حالة الزواج من مواطن أميركي.

وكان الطالب محمود خليل، أحد المفاوضين الرئيسيين نيابة عن المحتجين المؤيدين للفلسطينيين، والذين أقام بعضهم مخيمات على حديقة جامعة كولومبيا العام الماضي، واحتلوا مبنى أكاديمي لعدة ساعات في أبريل قبل أن تستدعي الجامعة الشرطة لاعتقالهم. ولم يكن خليل ضمن المجموعة التي احتلت المبنى، ولكنه كان وسيطًا بين نواب رئيس جامعة كولومبيا والمحتجين، وقام موظفو الهجرة الأمريكيين، باعتقاله في مقر إقامته الجامعي، واحتجازه في مركز تابع لهيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية في نيو جيرسي.

وأكد اتحاد الحريات المدنية في نيويورك، أن احتجاز إدارة ترامب لخليل غير قانوني وانتقامي، ويمثل هجومًا على حقوقه في حرية التعبير، مشيرين إلى أن ذلك يمثل تصعيدًا مخيفًا على الخطاب المؤيد لفلسطين، وإساءة استخدام قانون الهجرة بشكل عدواني.

ووصفت رويترز، تلك الخطوة بأنها أحد الجهود الأولى التي يبذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض في يناير، للوفاء بوعده بالسعي إلى ترحيل بعض الطلاب الأجانب المشاركين في حركة الاحتجاج المؤيدة للفلسطينيين.

وقبل اعتقاله بساعات، تحدث خليل عن مخاوفه وشعوره بالقلق من استهدافه من قبل الحكومة الأمريكية الحالية؛ بسبب حديثه إلى وسائل الإعلام، مؤكدًا أنهم أسكتوا أي شخص يدعم فلسطين في الحرم الجامعي. ويطالب خليل وزملاؤه المحتجون منذ عدة سنوات جامعة كولومبيا بإنهاء استثماراتها في شركات تصنيع الأسلحة والشركات التي تدعم الجيش الإسرائيلي، وشدد على أنه من الواضح أن ترامب يستخدم المحتجين ككبش فداء لأجندته الأوسع نطاقًا في محاربة ومهاجمة التعليم العالي ونظام التعليم.

 ويقول الباحث بالاتحاد الأميركي للحريات المدنية بريان هاوس، إن الإدارة لم تشر إلى أي مخاوف تتعلق بالأمن القومي، فقط أشارت إلى أنشطة خليل المتعلقة بالخطاب السياسي. كما انتقدت النائبة ذات الأصول الفلسطينية، رشيدة طليب، الديمقراطية من ولاية ميشيغان، اعتقال خليل، واصفة الحادث بأنه "انتهاك صارخ للحقوق الدستورية".

وكتبت طليب في منشور على إنستغرام، "من الخطر السماح لحكومتنا باستهداف الناس بناء على الخطاب السياسي"، وحذرت من أن "المزيد من استهداف الطلاب مثل هذا سيحدث". كما أصدر زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، الديمقراطي من ولاية نيويورك، بيانا يدعم خليل. وقال جيفريز: "محمود خليل لدية إقامة دائمة، ومتزوج من مواطنة أميركية، حامل في شهرها الثامن.. إن تصرفات إدارة ترامب تتعارض إلى حد كبير مع دستور الولايات المتحدة".

 وعلى النقيض، قال ترامب في تغريدة على موقع "تروث سوشيال" (Truth Social) إن "اعتقال خليل كان أول اعتقال، والكثير قادم، نحن نعلم أن هناك المزيد من الطلاب في كولومبيا وجامعات أخرى في جميع أنحاء البلاد شاركوا في نشاط مؤيد للإرهاب ومعاد للسامية ولأميركا، ولن تتسامح إدارة ترامب مع ذلك".

انتهى

واشنطن-غزة – تل ابيب/ المشرق نيوز