بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، بتنفيذ عملية برية مركزة ومحدودة في جنوب لبنان ضد أهداف وبُنى تحتية تابعة لحزب الله في عدد من القرى القريبة من الحدود، والتي تمثل تهديدًا مباشرًا وحقيقيًا للبلدات الإسرائيلية في شمال البلاد"، وذلك وفقًا لقرار المستوى السياسي.
وقال الجيش في بيان رسمي الليلة الماضية: منذ ساعات قليلة أنه "يعمل وفق خطة منظمة تم إعدادها في هيئة الأركان والقيادة الشمالية، والتي تم تدريب وتجهيز القوات لها خلال الأشهر الماضية"، وأضاف أن "القوات البرية مدعومة بجهود جوية ومدفعية، حيث يتم تنفيذ ضربات ضد أهداف عسكرية في المنطقة بالتنسيق الكامل مع القوات البرية".
وتابع أن "مراحل العملية تمت المصادقة عليها وتنفذ بناءً على قرار المستوى السياسي. وتستمر عملية ‘سِهام الشمال‘ (تصعيد الهجمات على لبنان) وفقًا لتقديرات الموقف، بالتوازي مع القتال في غزة والجبهات الأخرى".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه "مستمر في القتال والعمل لتحقيق أهداف الحرب، ويقوم بكل ما هو ضروري لإعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان"، وطالب "من الجميع عدم تداول الشائعات أو نشر تقارير غير رسمية حول أنشطة الجيش، والالتزام فقط بالبيانات الرسمية".
أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الاثنين، إقامة منطقة عسكرية مغلقة في 3 مستوطنات على الحدود مع لبنان، على وقع تقارير حول استعداده لتنفيذ اجتياح بري داخل الأراضي اللبنانية.
وقال الجيش في بيان نشره بحسابه على منصة “إكس”: “بناء على تقييم الوضع تقرر الإعلان عن فرض منطقة عسكرية مغلقة في منطقة المطلة ومسغاف عام وكفار غلعادي”.
وأضاف: “يوضح الجيش الإسرائيلي أن الدخول إلى هذه المنطقة ممنوع منعا باتا”.
الى ذلك قال الجيش الإسرائيلي، مساء الاثنين: إن قيادة المنطقة الشمالية صادقت على “خطط للأيام المقبلة”، تزامنا مع إجراء تدريبات عسكرية دفاعية قرب الحدود مع لبنان، على خلفية عملية برية محتملة.
وقال الجيش في بيان، إن “قائد القيادة الشمالية اللواء أوري غوردين، صادق، مع قائد الفرقة 36 (مدرعات) وقائد الفرقة 98 (مظلات)، وقائد الفرقة 91 (تسمي تشكيل الجليل ومسؤولة عن الجبهة مع لبنان) على الخطط للأيام المقبلة في المنطقة الشمالية”.
وأضاف: “في إطار زيادة الاستعداد القتالي، أجرت قوات الجيش الإسرائيلي من اللواء 188 (مدرع تابع للفرقة 36) تدريبات بالقرب من الحدود الشمالية وفي مقرات القيادة”.
وقال إن “قسم حماية المستوطنات، أجرى أيضا تدريبات للتعامل مع مجموعة متنوعة من السيناريوهات”، دون مزيد من التفاصيل.
من جانبها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن هذه التدريبات تأتي على “خلفية إمكانية الدخول البري إلى لبنان”.
وفي وقت سابق الاثنين، قال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، إن “المرحلة التالية في الحرب ضد حزب الله ستبدأ قريبا وستكون عاملا مهما في تغيير الوضع الأمني وستسمح بإعادة السكان (في الشمال) إلى منازلهم”.
وسبق أن ألمح غالانت إلى اعتزام الجيش تنفيذ اجتياح بري لجنوب لبنان، قائلا خلال جولة أجراها قرب الحدود اللبنانية: “سنستخدم سلاح المدرعات”، حسب موقع “واينت” الإخباري العبري.
كما قالت تقارير أجنبية إن الجيش الإسرائيلي يخطط “لشن عملية برية محدودة في جنوب لبنان لإبعاد قوات الرضوان التابعة لحزب الله لما وراء نهر الليطاني”.
ومن جهته دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، إسرائيل إلى وقف “عمليتها البرية المحدودة” المحتملة ضد لبنان.
وقال بايدن في تصريح للصحفيين، الاثنين: “يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار على الفور”.
ورداً على سؤال عما إذا كان على علم بتقارير عن خطط إسرائيلية لتنفيذ عملية محدودة، قال بايدن: “أنا أكثر علما مما تعتقدون، وسأكون مرتاحا إذا أوقفوا (عملياتهم). يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار الآن”.
وأكد عدد من كبار المساعدين دعوة بايدن لوقف إطلاق النار من خلال الحث على حل دبلوماسي للنزاع للسماح لعشرات الآلاف من النازحين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى ديارهم على طول الحدود.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن في مؤتمر لوزارة الخارجية إن واشنطن “ستواصل العمل مع شركائنا في المنطقة وحول العالم للدفع بحل دبلوماسي”.
لكن مسؤولا أمريكيا، طلب عدم الكشف عن هويته، قال إن الولايات المتحدة لاحظت تمركزا للقوات إسرائيلية يشير إلى أن توغلا بريا في لبنان قد يكون وشيكا.
ورفض المسؤول التطرق لمزيد من التفاصيل بشأن وضع القوات الإسرائيلية ورفض الإدلاء بمزيد من التصريحات.
وتأتي دعوة الولايات المتحدة لوقف التصعيد بعد أسبوعين من الغارات الجوية الإسرائيلية واغتيال قادة حزب الله، وفي مقدتهم حسن نصر الله الأمين العام للجماعة المدعومة من إيران يوم الجمعة.
وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم سيفعلون كل ما هو ضروري لإعادة نحو 70 ألف مواطن جرى إجلاؤهم من البلدات الإسرائيلية على الحدود الشمالية.
وفي حديثه إلى القوات المنتشرة على طول الحدود الشمالية لإسرائيل، ألمح وزير الدفاع يوآف جالانت إلى توغل بري وشيك.
وقال جالانت “سنستخدم كل الوسائل التي قد تكون مطلوبة، قواتكم وقوات أخرى، من الجو ومن البحر وعلى الأرض. حظا سعيدا”.
وتخشى إدارة بايدن من أن يؤدي مقتل نصر الله والمزيد من التحرك العسكري الإسرائيلي إلى تأجيج الصراع وتحوله إلى حرب شاملة في المنطقة.
وحثت المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة على الحل الدبلوماسي لوقف العنف في لبنان وغزة.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد للصحفيين “نريد إيجاد طريق للسلام، حتى يتمتع الفلسطينيون والإسرائيليون بالأمان ويجد اللبنانيون والإسرائيليون الذين يعيشون على الحدود الشمالية الأمن والأمان أيضا”.
وعلى خلفية تقارير عن اجتياح بري إسرائيلي وشيك للبنان، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن الولايات المتحدة سترسل آلاف القوات الإضافية إلى الشرق الأوسط لحماية إسرائيل إذا لزم الأمر، وفق ما أوردته إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وخلال الأسبوعين الأخيرين، صعدت إسرائيل من عملياتها في لبنان ونفذت العديد من عمليات الاغتيال التي طالت أبرز القادة في “حزب الله” بمن فيهم أمينه العام حسن نصر الله في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة.
انتهى
بيروت-تل ابيب/ المشرق نيوز