ماذا وراء مقترح الفرصة الأخيرة الأمريكي:
بقلم :محسن ابورمضان.
تعتزم الإدارة الأمريكية بلورة اقتراح نهائي سيقدم لكل من دولة الاحتلال وحماس تحت شعار خذة او اتركة .
الهدف من ذلك عدم فتح المجال للمفاوضات من جديد.
وعلية فسيتم تحميل الطرف الرافض مسؤولية التعطيل اذا رفض العرض .
شكل العرض الأخير التي تنوي الإدارة الأمريكية تقديمة نكوصا وتراجعا عن مقترح الرئيس بايدن والذي أصبح قرارا لمجلس الأمن حمل الرقم 2735.
هذا التراجع والنكوص جاء بسبب تعنت نتياهو ووضعة العراقيل في دواليب القرار .
تعمل الإدارة الأمريكية وخاصة من خلال وزير خارجيتها بلينكن علي توفير طوق النجاة لنتياهو واعتماد اعتراضاتة كقاعدة ارتكاز لمفاوضات جديدة في إطار التعامل معها كوقائع في ظل غض النظر عن المقترح الأساس بل العمل علي تجاوزة.
وافقت حماس بعد أقل من دقيقة علي مقترح بايدن الذي عرضة في مؤتمر صحفي أمام انظار العالم في ٢ يوليو والذي ادعي بايدن في وقتها انة اقتراح اسرائيلي .
عملت الإدارة الأمريكية بعد ذلك علي ترسيم المقترح في مجلس الأمن .
وجد نتياهو ان المقترح سيعمل علي ارباك حساباتة ويعيق من تنفيذ مخططة الاستراتيجي المبني علي استمرار تنفيذ أعمال الابادة الجماعية والتطهير العرقي بقطاع غزة وسحب ذلك وان كان بوتائر مختلفة علي الضفة الغربية ابتداء من شمالها .
كان نتياهو في كل مرة يضع شروطا جديدة تتجاوز القرار الي ان فجر المسألة بشكل صارخ في مؤتمرة الصحفي الذي ضخم بة من شان محور فيلادلفي -صلاح الدين واعتبرة شريان الحياة لحماس .
يعمل نتياهو وحكومتة الفاشية علي إعادة بسط سيطرة الاحتلال علي قطاع غزة بما في ذلك إعادة الاستيطان.
ان الاعلان عن حاكم عسكري لإدارة الشؤون المدنية والإنسانية في القطاع الي جانب الاصرار علي الوجود الاحتلالي في كل من معبر رفح ومحور فيلادلفي-صلاح الدين وإعادة بناء مستوطنة نيتساريم والإعلان عن تكليف الجيش بتنفيذ المساعدات بدلا من المنظمات الاغاثية والانسانية الدولية مؤشرات واضحة علي اعتزام نتياهو ببسط سيطرة الاحتلال علي قطاع غزة.
ان الخطوات التي يقوم بها نتياهو تتجاوز بالكامل اعلان بايدن وقرار مجلس الأمن.
ان الاثارة الإعلامية التي تروجها الإدارة الأمريكية وخاصة من وزير خارجيتها بلينكن الذي أعلن انة تم انجاز 90%من النقاط ومتبقي فقط 10% ترمي الي تعزيز نفوذ الحزب الديمقراطي بالسباق الانتخابي في مواجهة حملة ترامب كما ترمي الي توفير خشبة خلاص لنتياهو خاصة أن الإعلام الرسمي الأمريكي بدأ يلوح بشروط جديدة تخص المعتقلين وضعتها مؤخرا حماس الأمر الذي سيعيق وفق هذا الإعلام من اتمام صفقة تبادل اسري وابرام اتفاق تهدئة بما يمهد لامكانية ادانة حماس .
تعلم الإدارة الأمريكية ان المقاربات التي تعمل علي بلورتها لن تكون مقبولة لحماس والشعب الفلسطيني بصورة عامة وهي من نوع المقترحات الشكلية والتي تبقي علي شروط نتياهو من طراز تقليص نقاط المراقبة في محور فيلادلفي-صلاح الدين وتخفيف درجة المراقبة في نيتساريم بما يعني النسف الكامل لقرار 2735الذي كان ينص علي وقف إطلاق النار وعودة غير مشروطة للنازحين من الجنوب الي الشمال وابرام صفقة تبادل اسري علما بأن حماس أبدت مرونة كبيرة بما يتعلق بهذا الملف وانسحاب كامل لجيش الاحتلال.
لا تريد الإدارة الأمريكية ممارسة اي نوع من الضغوطات علي نتياهو وهي بدلا من ذلك تتكيف مع اشتراطاتة وتعمل علي تبنيها وتنسف مقترح رئيسها وتحاول تغير المعادلة بما يسمح لها بإنقاذ نتياهو وادانة حماس والمقاومة .
تدرك الإدارة الأمريكية ان حساسية اللحظة الانتخابية تجنبها من ممارسة اي ضغط على نتياهو وحكومتة حتي لا يستغل ذلك انتخابيا من ترامب والحزب الجمهوري.
ان مواجهة شرك بلينكن والادارة الأمريكية يكمن بالعمل علي تشكيل وفد مشترك للتفاوض كما تم إبان عدوان 2014وكذلك التوجه من خلال منظمة التحرير والوفد المشترك لمجلس الأمن عبر المجموعة العربية للمطالبة بتنفيذ قرار 2735تحت الفصل السابع.
بهذا التكتيك ستتخلص حماس من مسؤولية إلقاء اللوم عليها في حالة رفضها لمقترح خذة او اتركة الأمريكي وستحمل العالم مسؤولية تنفيذ القرار تعبيرا عن الارادة الدولية وسيؤدي ذلك لإدارة نتياهو وحكومتة الفاشية التي رفضت تنفيذ القرار .
انتهي .