٢٤ مليون يمني يحتاجون لمساعدة إنسانية لمواجهة أكبر أزمة إنسانية في العالم   بقلم: السفير المصري اشرف عقل

اشرف عقل11
اشرف عقل11

٢٤ مليون يمني يحتاجون لمساعدة إنسانية لمواجهة أكبر أزمة إنسانية في العالم  

بقلم: السفير المصري اشرف عقل

تشهد اليمن أكبر أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج حوالي ٢٤ مليون شخص لمساعدة إنسانية، بمن فيهم حوالي ١٣ مليون طفل . فبعد حوالى ٩ سنوات من النزاع، لا تزال النظم الاجتماعية والاقتصادية الوطنية في اليمن على حافة الهاوية؛ وقد أضحت الأسر عرضة لانتشار الأمراض المعدية بسبب النزاع والتهجير واسع النطاق وتكرر الصدمات المناخية. وبنهاية عام ٢٠٢٢م ، كان أكثر من ١٨ مليون شخص، من بينهم ٩ مليون طفل، يفتقرون إلى المياه المأمونة وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية.

ولا يزال اليمن يعاني من تفشى عدد من الأمراض منها  الكوليرا والحصبة والخناق ( الدفتيريا ) وغيرها من الأمراض التي تتطلب للوقاية منها الكثير من اللقاحات .

تأثير الأزمة على أطفال اليمن .

تم قتل آلاف الأطفال ، وتعرض الكثيرون للتشوية منذ بداية الصراع، كما تم تجنيد آلاف آخرين ليقاتلوا إلى جانب الميليشيات ضد أطراف أخرى . وقد زادت الأزمة الإنسانية المستمرة من هشاشة الأطفال والنساء وتعرضهم إلى كل من الاستغلال، والعنف وسوء المعاملة، وعمالة الأطفال، والقتل والتشويه، وتجنيد أطرف النزاع للأطفال جنوداً وفي مختلف أدوار الدعم، والعنف المنزلي والعنف الجنسى، وزواج الأطفال، والكرب النفسي الاجتماعي . وهناك أكثر من ٩ مليون طفل يحتاجون إلى خدمات الحماية.

أيضا  أدى الدمار والإغلاقات التي لحقت بالمدارس والمستشفيات إلى تعطيل الوصول إلى التعليم والخدمات الصحية. وهناك أكثر من مليوني طفل خارج المدرسة، مما يجعلهم أكثر عرضة للخطر.

وفي الوقت نفسه، تتأرجح أزمة الجوع الشديدة في اليمن على حافة كارثة حقيقية فمنذ نهاية عام ٢٠٢٢م ، كان حوالي ٢ونصف مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من الهزال، منهم ٥٠٠ ألف على الأقل يعانون من الهزال الحاد .

- في أبريل ٢٠٢٢م ، وقعت السلطات في صنعاء خطة عمل مع الأمم المتحدة لحماية الأطفال ومنع الانتهاكات الجسيمة ضدهم ضمن سياق النزاع المسلح في اليمن. وفي أغسطس من نفس العام رحبت اليونيسف بإعلان أطراف النزاع  اتفاقهم على مقترح الأمم المتحدة والذي يقضي بتجديد الهدنة  لشهرين إضافيين آنذاك . وفى ظل الظروف الراهنة ، فإن الأزمة مرشحة للتفاقم ، حيث يسوء الوضع يوما بعد يوم ، مما يضع عقبات جديدة أمام المنظمات الدولية فى تقديم خدماتها ، كما يسهم ما يتعرض له الموظفون الدوليون من انتهاكات جسيمة فى المناطق التى يسيطر عليها الحوثيون إلى المطالبة بانتقال المنظمات إلى عدن حيث تسيطر الحكومة الشرعية .

المصالحة لها شروط والحوثي غير مستعد حاليا لتقديم تنازلات من جانبه . والأمور تراوح مكانها ، ولن يحدث اختراق فى هذا الملف إلا بمساعدة الأطراف الإقليمية والدولية ، وقد يكون ذلك بعد الانتخابات الأمريكية ومجيئ إدارة جديدة ترغب فى حلحلة هذا الملف ضمن ملفات أخرى عديدة . فلننتظر ونرى .