تبلغ من العمر 82 عاما

الحاجة انعام ساق الله تنزح للمرة السادسة في غزة بعد نزوحها الاول في سن السادسة من يافا عام 48

انعام ساق الله.jfif
انعام ساق الله.jfif

لم تستطع الحاجة انعام ساق الله ام نصوحي التي تبلغ من العمر 82 عام التعبير عما يجول بخاطرها بعد تعرضها للنزوح عدة مرات داخل مدينة غزة، سوى بالبكاء الحار، وكأن دموعها تنزف من قلبها المروع والمثقل بأوجاع الحصار والجوع والخوف خلال هذه الحرب المسعورة والعدوان الغاشم.

يروي ابنها صالح ابن الاربعين عاما للقدس مأساة والدته التي تعرضت للنزوح في سن السادسة من يافا عام 1948 الى غزة ابان النكبة قائلا: تعرضت المنطقة التي تسكنها والدتي في البلدة القديمة بمدينة غزة للنزوح اكثر من مره وكان اخرها قبل 3 ايام عندما امر جيش الاحتلال مناطق التفاح والدرج والبلدة القديمة بالإخلاء فورا، فاضطرت الى الخروج على غير هدى!؟

وتواصل قوات الجيش الإسرائيلي توغلها البري في مناطق واسعة جنوب غرب مدينة غزة، وهو ما أجبر الاف المواطنين الى نزوح جديد، وربما هؤلاء احسن حظا، من كثير من العائلات التي وجدت نفسها محاصرة في عدة أحياء.

خرجت الحاجة ام نصوحي هي وابنائها واحفادها مشيا على الاقدام وهي تستقل على عربة لنقل الخضار يسحبها احفادها الاربعة يوسف ورشاد واياد ومحمد  بسبب الظروف المحيطة الصعبة، ومشقة الطريق ووعورة الشوارع الترابية غير الممهدة التي دمر الاحتلال فيها طبقة الاسفلت.

الحاجة ام نصوحي لها ثلاث ابناء هم نصوحي وصالح واحمد ولها اربع بنات متزوجات، والعديد من الاحفاد، وهي تنحدر من عائلة غزية عريقة تسكن بالبلدة القديمة بمدينة غزة بجوار كنيسة الروم الأرثوذكسية منذ عشرات السنين.

واضاف صالح: عانت والدتي كثيرا ومن كان يسحبها على العربة بسبب بعد المسافة من حي الزيتون لحي الشيخ رضوان ووصلت في وقت متأخر من الليل تحت قصف صواريخ الطائرات وهدير قذائف المدفعية، بعد يوم حافل بالموت والقتل والتشريد، الذي يعتبر من اصعب الايام على غزة خلال فترة الحرب حيث تعرضت غزة لغارات وقصف مدفعي استمر طول الليل.

وحسب احصاءات الأمم المتحدة فان نحو تسعة من كل عشرة أشخاص في قطاع غزة نزحوا لمرة واحدة على الأقل وبعضهم نوح عشر مرات منذ بدء الحرب، وأن نحو 1.9 مليون شخص نزحوا في قطاع غزة، مما أجبر النازحين على إعادة ضبط حياتهم بشكل متكرر كأنهم مثل بيادق في لعبة لوحية، مما افقدهم أحلاما وآمالا كانت تراودهم بانتهاء الحرب، وسط مخاوف شديدة على حياتهم وحياة ابنائهم وعائلاتهم ناهيك عن فقدان منازلهم وممتلكاتهم.

انتهى

غزة-القدس / علاء المشهراوي