مئات العائلات في غزة يحلمون بإخراج اقربائهم المفقودين تحت الانقاض والوجع والقهر  يستبد بهم

تحت الانقاض.jpeg
تحت الانقاض.jpeg

مناشدات مؤلمة لدفن الشهداء بكرامة

 مئات العائلات في غزة يحلمون بإخراج اقربائهم المفقودين تحت الانقاض والوجع والقهر  يستبد بهم

غزة-القدس / علاء المشهراوي

اطلقت مئات العائلات الثكلى في غزة مناشدات مؤلمة لدفن الشهداء من اقربائهم المفقودين بكرامة ، حيث اقتصرت احلامهم ومطالبهم على إخراج هؤلاء من تحت الانقاض والوجع والقهر يستبد بهم.

عائلة جحا في حي الزيتون اطلقت مناشدة لاخراج ودفن عشرات الشهداء من افراد اسرتهم الكبيرة سقطوا خلال مجزرة وقعت بتاريخ 6/12 في شارع عسقولة، بعد ان قصفت طائرات الاحتلال منزلهم الكبير المؤلف من 5 طوابق.

60 شهيدا تحت الركام

يقول ابن العائلة في المناشدة التي وصلت القدس: القليل يعرف عن هذه المجزرة بسبب انقطاع الانترنت والاتصال في ذاك الوقت، والتي راح ضحيتها أكثر من 117 شهيدا جميعهم كانوا بنفس البيت واغلبهم من الأطفال والنساء، بعد انتم استهداف المنزل بدون سابق إنذار وحتى الآن أكثر من 60 شهيدا تحت الركام منهم اطفالي وزوجتي، بناشد الدفاع المدني وامة لا اله إلا الله تساعدني بإزالة الركام لإخراجهم وادفنهم، رجاء من الجميع نشر مناشدتي وإيصالها للدفاع المدني.

ووفق الدكتور صلاح عبد العاطي رئيس مؤسسة حشد لحقوق الانسان، فان هناك آلاف جثامين الشهداء المفقودة تحت ركام المنازل المدمرة، وفي الشوارع والأراضي التي تشهد توغلات لقوات الاحتلال في قطاع غزة، جراء ارتكاب الاحتلال إبادة جماعية لا تزال مستمرة للشهر التاسع.

امي تحت الانقاض منذ بداية الحرب

اسماعيل خالد الدالي من سكان مدينة غزة، أحد الناجين من القصف الإسرائيلي الذي ابيدت فيه عائلته المؤلفة من والديه واشقاءه وزوجاتهم وابنائهم في حي تل الهوا جنوب غزة، يؤكد للقدس ان جثماني والدته وزوجة شقيقه ما زالتا تحت الانقاض.

ويوضح الدالي أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت في الاسبوع الاول للحرب منزل عائلته المؤلف من 3 طوابق وحولته الى ركام، ولم نستطع انتشال امي وزوجة اخي من تحت الأنقاض بسبب غياب المعدات وتكرار القصف على المنطقة.

شهداء تحت الركام

عائلة البهنساوي أيضًا التي قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزلهم في 31 اكتوبر، في اطار حزام ناري استهدف مربعًا سكنيًّا يضم 40 منزلًا في حارة السنايدة في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، فقدت 18 فردًا الى جانب 400 شخصًا استشهدوا في الهجوم الإسرائيلي العنيف، وقد تم على مدار أسابيع استخراج العشرات من الجثث، لكن بقي حوالي 50 شخصًا تحت الأنقاض يتعذر انتشالهم لعدم توفر المعدات وحجم الدمار الكبير الهائل.

عائلة عماد ايضا ناشدت انتشال جثامين افرادهم الشهداء بعد مضي سبعة أشهر من اجل دفنهم، اثر فشكل كل السبل لاخراجهم رغم الجهود المضنية التي بذلت من أقارب العائلة ومن فرق الدفاع المدني، الا انها لم تتمكن من اخراجهم.

وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت يوم 7 ديسمبر/كانون أول 2023 منزلين لعائلة عماد في خان يونس جنوبي قطاع غزة، وكان فيهما 36 فردًا معظمهم مسنين واطفال ونساء، استشهدوا جميعا، ومكثوا تحت الأنقاض جراء القصف الإسرائيلي، وعندما انسحبت القوات الإسرائيلية مطلع نيسان/أبريل الماضي، ذهب افراد من العائلة في محاولة لانتشال الجثامين لكن لم يستطيعوا أن يخرجوا أحدًا منهم.

10 آلاف مفقود

وحسب تقديرات مؤسسة حشد لحقوق الإنسان؛ فإن هناك أكثر من 10 آلاف مواطن في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة فشلت عمليات انتشالهم وسط غياب أي تحرك إنساني دولي للمساعدة في انتشالهم ودفنهم بكرامة تليق بالإنسان، لاسيما بعد ان تعفنت جثامينهم.

واكد عبد العاطي ان افراد عائلات ضحايا الهجمات العسكرية المميتة والمدمرة التي تشنها إسرائيل وتقترب من شهرها العاشر يواجهون تحديات هائلة في انتشال الجثث، لعدم توفر المعدات والآلات الثقيلة لطواقم الدفاع المدني، ورفض الاحتلال إدخال أي معدات من خارج قطاع غزة، ومنع إدخال الوقود اللازم لعمل ما تبقى من مركبات وآليات ثقيلة لتشغيلها في عمليات ازالة الركام خاصة لدى طواقم الدفاع المدني وفرق الإنقاذ.

صعوبات في الانتشال

واوضح عبد العاطي ان الصعوبات الكبيرة في عملية انتشال جثامين الشهداء من أسفل المباني متعددة الطوابق، تتمثل بغياب المعدات نظرا لحيازة فرق الدفاع المدني والإنقاذ معدات متهالكة ومطارق يدوية وأجهزة بدائية في عملية البحث عن الجثامين تحت عشرات آلاف الأطنان من الأنقاض، بالاضافة الى استشهاد واصابة المئات من العاملين في الدفاع المدني واستهدف القصف الإسرائيلية غالبية عربات الإنقاذ التي تستخدمها مما يجعل عملية البحث ضرب من ضروب اضاعة الوقت والجهد والوقود.

وشدد عبد العاطي، على الحاجة الملحة من اجل إدخال حفارات كبيرة ومعدات خاصة وكميات كافية من الوقود للتمكن من إزالة الأنقاض والبحث عن جثامين الشهداء والوصول إليها وانتشالها وفق إجراءات خاصة للتعرف على أصحابها ودفنهم في مقابر مخصصة، وبالتالي وقف الانتهاك الحاصل لكرامة وانسانية الشهداء، وتفعيل حقهم وحق ذويهم في دفنهم باحترام وبشكل لائق، وفقًا للشعائر الاسلامية.

أمراض وأوبئة

وحذر عبد العاطي من خطورة الاهداف الإسرائيلية في منع وعرقلة انتشال الضحايا والمتمثلة بالتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة الخطيرة في قطاع غزة، وانتشار الروائح الكريهة والضارة جراء تحلل الجثث لزيادة المخاطر على الصحة العامة المتدهورة للمواطنين، الى جانب قطع إسرائيل إمدادات الوقود الضرورية لمعالجة مياه الصرف الصحي والنفايات، وحالة مصادر المياه الملوثة مما يعرض صحة ورفاهية أكثر من مليوني ساكن للخطر.

وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان أكد أن منع وعرقلة انتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض يخالف القانون الدولي الإنساني ويتعارض مع قرارات محكمة العدل الدولية بشأن ضرورة وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة كونه يتضمن إخفاء متعمد للأدلة، مشيرا الى  أن بقاء آلاف الضحايا في عداد المفقودين يشكل جريمة إضافية بحق عائلاتهم الذين يعانون من العذاب النفسي الشديد بما يشكل ركنًا آخر من أركان جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في القطاع.

ووفق المرصد فان بقاء هذا العدد الكبير من الضحايا تحت الأنقاض وفشل جهود استخراج الجثث على مدار أشهر يثبت تعمد إسرائيل استخدام أنواعًا مختلفة من القنابل والذخائر وقوة تدميرية غير متناسبة ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، في انتهاك لقواعد الحماية للمدنيين وممتلكاتهم من مخاطر الحرب، والتي يوفرها القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، والخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب.

انتهى