صور: الجريح محمود عياش يروي للقدس تفاصيل ابادة الاحتلال عائلته واستشهاد 40 منهم وهم نيام في مخيم النصيرات

عياش بنات
عياش بنات

كان يقبل قدم ابنه الشهيد من تحت الركام لمدة 4 أيام

الجريح محمود عياش يروي للقدس تفاصيل ابادة الاحتلال عائلته واستشهاد 40 منهم وهم نيام في مخيم النصيرات

طائرات الاحتلال قصفت المنزل ذي الطوابق الخمسة الذي يقطنه 95 نازحا الساعة الثانية فجرا بشكل مباشر ومتكرر 

غزة-القدس / علاء المشهراوي

كانت الساعة تشير عقاربها الى الثانية فجراً من يوم الأربعاء 22 نوفمبر 2023، وكان سكان شارع العشرين بالقرب من مدرسة خالد بن الوليد في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، يغطون بالنوم بعد يوم ثقيل من القصف والقتل والتدمير، في اليوم الرابع والاربعين للعدوان على غزة، وفي لحظة بددت صواريخ الطائرات الاسرائيلية السكون وشقت ظلام الليل وعكرت هدأة النوم، اقترفتها قوات الاحتلال عمارة سكنية على رؤوس ساكنيها من عائلة عياش ما أدى إلى وقوع مجزرة مروعة، أودت بحياة 40 شهيدًا وأسقطت عشرات الجرحى.

عياش اطفال
 

محمود معين عياش- 32 عاما الذي اصيب بجراح خطيرة انذاك، روى للقدس بكل أم تفاصيل الجريمة البشعة والمجزرة المروعة، التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل يوم واحد من بدء الهدنة الإنسانية المؤقتة في 22/11/2023، والتي لن تمحوها الايام من مخيلته، حيث ظلت تلك الفاجعة طي الكتمان طوال عشرة أيام بسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت خاصة في مناطق وسط قطاع غزة.

وقال عياش: شنت طائرات الاحتلال قصفاً عنيفاً على عمارة سكنية تعود للحاج معين محمود عياش أبو محمود , وهي عمارة مأهولة بالسكان والتي استقبلت عشرات النازحين، مما أدى إلى دمار واسع في المنزل، بشكل مباشر دون أي سابق إنذار , وقصفت المبنى بشكل متكرر وأسفر عن استشهاد العشرات من ابناء العائلة ووقوع إصابات العشرات في المنزل وفي الأماكن المحيطة له.

وتابع عياش حديثه للقدس وهو يكتم انفاسه الحبيسة في صدره: لم تتمكن الطواقم الطبية والدفاع المدني من الوصول إلى المنزل بسبب شدة وتكرار القصف، وفي اليوم الثانيتم انتشال 40 شهيداً من المنزل وعشرات الإصابات , فيما تم إنتشال أخرين بعد مرو أسبوع على استشهادهم لعدم توفر الأليات التي تساعد على إزالة الركام .

عياش عائلة
 

ويسترجع عياش ذكرياته،  قبل المجزرة قائلا: نحن من سكان المحافظة الوسطى منطقة النصيرات،  كنا نسكن في منزل مكون من خمس طوابق ، وقبل الحرب كان يعيش في المنزل أربع عائلات، ومع بداية الحرب على غزة كنا نعيش في بيت أمن ومنطقة تعد أمنة وبعد الدخول في العملية البرية لمخيم الشاطئ بدأ العديد من الأقارب وأصهارنا وعائلاتهم بالنزوح إلى منزلنا وبدأ المنزل يكتظ بالساكنين بشكل متجدد حتى وصل عدد قاطنيه في حينه إلى 95 شخصا، وفي فجر 22/11/2023  حوالي الساعة الثانية صباحاً كان جميع من في المنزل نياما، تم قصف المنزل بطوابقه الخمس على رؤوسنا لا رحمة.

 ويتابع الجريح عياش، للقدس روايته الحينة: لم أسمع شيء لحظة القصف، لكن بعد أربع ساعات استيقظت من الغيبوبة ومن شدة القصف، وجدت نفسي تحت الركام بعد أن كنت نائما بجوار أفراد عائلتي، وبدأت طواقم الدفاع المدني بإنقاذ من تبقى على قيد الحياة وإسعاف المصابين ما بين متوسطة وخطيرة وانتشال الشهداء.

عياش جريحا
 

واوضح عياش انه  كان من بين الشهداء أبه وأمه واخوته واخواته وأولادهم وأولادي الثلاثة معين وكريم وملك، الذي لم يستطع رجال الدفاع المدني اخراجهم بسبب عدم توفر المعدات الثقيلة.

ويضيف عياش والدموع تنهم على وجنتيه: لمدة أربعة أيام كنت أقبل قدم ابني معين التي كانت ظاهرة من تحت الركام رحمه الله، فيما تم انقاذ طفلي احمد وكانت حالته خطيرة آنذاك ونجا من الموت بأعجوبة وهو الان يتلقى العلاج في دولة الامارات.

وذكر عياش انه تبقى من أبناء اخوته أربعة أطفال هم (مالك ومريم ومحمد ويوسف) فقدوا الأب والأم والأشقاء، أما يوسف فقد تم إخراجه من تحت الركام بعد 10 ساعات وأصيب إصابات بالغة في جميع أنحاء جسده.

انتهى