دخلوا عليهم البيت فخرجت خالتي اروى لهم فاطلقوا الرصاص على رأسها فخرجت خالتي ميسون فاطلقوا الرصاص على رأسها و لم تخرج خالتي رفيدة لانها مقعده فاطلقوا الرصاص عليها فأصيبت في يدها وتركوها تنزف مع خالتي الشهيدتين والنيران والدخان من حولهم.
هذا ما قاله للقدس د. حسن رياض الخضري نقلا عن خالته رفيدة التي تعاني الموت البطيء، بلا حول لها ولا قوة، وبدون اسعاف يقترب من منزلها ولا دفاع مدني يستطيع انقاذها بسبب خطورة المكان في حي تل الهوا حيث تجوب اليات الاحتلال ودباباته المنطقة وتطلق النار على كل متحرك وساكن بكل وحشية وقسوة.
وفي ذات الحي نقل وحيد الحلو ابن التاسعة عشر شهادة حية من تحت الانقاض، قائلا: تم استهداف منزلنا في منطقة تل الهوا غرب غزة واستشهد جميع افراد عائلتي بقيت انا ووالدي وشقيقي احياء رغم اصابة والدي الخطيرة وهو ينزف امام اعيننا ونحن محاصرين تحت الانقاض لا نستطيع الخروج، رجاء انقذونا خاصة ابي الذي يموت في كل لحظة، وامي سحبتها وهي الان بحضني شهيدة.
اما الشابة اسماء ابو عصر 23 عاما فتحدثت للقدس عن فقدان جدها وافراد عائلتها بشارع النزاز شرق الجاعية قائلة: اليهود حاصروا منزل جدي واعمامي ولا نعرف مصيرهم ووضعهم بعد ان طلعوا من البيت اللي فاتوا فيه اليهود عندهم وحكا ولهم النسوان تطلع واحتجزوا كل الرجال، وحاولنا الاتصال بهم بدون فايدة، وبعض الجيران قالوا انهم اطلقوا النار في المكان.
وقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بقصص لا تنتهي من شهادات حية على مجازر ارتكبها الاحتلال في اجتياجه الاخير لحي الشجاعية واحياء شرق مدينة غزة، وارتكاب الجنود الإسرائيليون جرائم مروعة في قطاع غزة.
يقول الدكتور صلاح عبد العاطي رئيس مؤسسة حشد لحقوق الانسان للقدس: الجنود يقومون باطلاق النار بشكل عشوائي على المدنيين دون تمييز ما بين مسن أو طفل أو امرأة، بلا أي ضوابط أو تعليمات أو مبررات لاطلاق النار، وذلك بإذن من قيادة الجيش وضباطه بغياب شبه كامل لقواعد إطلاق النار في غزة، كما يحلو لهم، ويشعلون النار في المنازل، ويتركون الجثث في الشوارع، بإذن من قادتهم، كما يقوم الجنود الإسرائيليون بإعدام مدنيين فلسطينيين، بشكل روتيني، لمجرد دخولهم منطقة وصفها الجيش بأنها منطقة محظورة ومنطقة قتا خطيرة.
واوضح عبد العاطي أن القدرة على إطلاق النار دون قيود أعطت الجنود وسيلة لتنفيس التوتر، أو التخفيف من بلادة روتينهم اليومي، في ظل غياب سياسة للجيش حول إطلاق النار في غزة، لا سيما أن إطلاق النار في أحيان كثيرة يُنفذ بلا هدف محدد، وبشكل عشوائي، ضد الاشخاص العزل، فالمتجول في حي الشجاعية يشاهد عددا كبيرا من جثث المواطنين المنتشرة على الأرض، وحتى في حال استهداف المبان، فيما يتبع الجنود سياسة منهجية لإحراق البيوت بعد خروج الجنود منها.
وأوضح عبد العاطي ان الجنود لا يتورعون عن اطلاق النار على اجساد الناس حتى لو كانوا اطفالا او نساء او مسنين، كما يطلقون النار على جميع الرجال من سن 16 الى 50 عاما لأنهم في اعتقادهم مشتبهين بالمقاومة. يحظر عليهم التجول، بلا انهم يعتبرون كل رجال غزة متهمين لا يوجد أبرياء بينهم وإذا وقف أي شخص عند النافذة فهو مشتبه ويتم إطلاق النار عليه فورا.
ويختتم عبد العاطي حديثه قائلا: من اصعب المشاهد أن ترى بين حين وآخر كلابا تتجول مع أشلاء جثث متعفنة ومنهوشة. حيث تنتشر رائحة الموت الصادمة، مما يضطر الجنود الى استخدام (جرافة) دي-9 مع دبابة، لإخلاء المنطقة من الجثث، ودفنها تحت الأنقاض، لئلا ترى قوافل فرق الاجانب والمساعدات هذه المشاهد، كي لا تخرج صور مقززة لأشخاص قتلى في مراحل تعفن متقدمة.
انتهى
غزة-القدس / علاء المشهراوي