لم يتبقى من الطفلة الحسناء الشهيدة مريم محمد أبو الشعر ابنة الخمسة سنوات بعد قصفها بصاروخ اسرائيلي من طائرات الاحتلال مع ابن عمها الشهيد عمر يوسف أبو الشعر- 4 سنوات، سوى خصلات شعرها الذهبي الجميل.
كانت مريم تلعب مع ابن عمها في فسحة منزلهم في حي الدرج في مدينة غزة، غير ابهين بأزيز الرصاص الذي تطلقه طائرات الكواد كابتر وهدير مدافع الدبابات والبوارج البحرية وصواريخ الطائرات، كانت براءة طفولتهم تأسر أرواحهم الجميلة وعقولهم البسيطة بعيدا عن ويلات الحرب، حينما باغتهم الصاروخ الاسرائيلي بكل قسوة ليفتت اجسادهم الغضة بدون رحمة وبكل وحشية.
عم الشهيدين
يقول عمهم الصحفي بشير ابو الشعر للقدس والحزن يكسو كلماته المرتجفة الما وقهرا: لا أعرف ءأبكي أم أحزن لفراقهم، قلبي يحترق ويتمزق من الداخل لا أشعر بشيء فقد أصبحت انا جسد بلا روح .. لا نقول الا حسبي الله ونعم الوكيل نلقاكم بإذن الله في جنات النعيم.
ثم يغلب البكاء على حديثه فيصرخ بكل الم وغصة في قلبه: يا روح الروح يا مريم.. اشتقت لضحكتك الحلوة اشتقت لصوتك وكلامك الحلو يا حبيبتي ربنا يصبر قلبي عليكي يا روحي انتي يا عمو.. وين رحتي يا حلوة سبتينا يا عمو والله الدار مش حلوة بدونك ربنا يرحمك يا حبيبة قلبي ويجمعني فيكي بالقريب ويعوضك خير يخو يا محمد ويصبر قلبك على فراقها.
ويوجه الصحفي أبو الشعر حديثه مخاطبا ابن شقيقه الشهيد عمر قائلا بصوت حزين وكأنه يحمل كل الم الدنيا: وداعا يا عمو اهٍ على الم الفراق ما اصعبه يا ليتني كنت معك ، عندما رفعتك من تحت الركام صدمت وفجعت في استشهادك
تمنيت ان يكون حلم ولكن هي الحقيقة، يا احب شخص على قلبي فقد كنت من احب الاشياء لقلبي .. مين بده ينام جنب عمه ولمين اهز السرير.
ويتابع ابو شعر: والله الذي لا اله الا هوا قبل ما يستشهد الصبح قلت له ياعمر بدي اروح عند بابا الشهيد اليوم صار يبكي وقال لي: لا انا بدي اروح وكأنه حاسس بقرب الاجل، ليش ما رحنا مع بعض يا قطعة من القلب رحت مع مريم يا حبيب قلبي اللي بيتفطر على فراقكم..الي بصبر قلوبنا يا حبيب قلبي انك شهيد ابن شهيد ولنا لقاء قريب يا حبيبي سامحني يا عمر اذا قصرت معك يوم من الايام يشهد الله انك احب انسان دخل قلبي الحمدلله على كل حال يارب الصبر من عندك.
عمة الشهيدين
فيما وجهت أم نصر ابوشعر عمة الشهيدة مريم قائئلة قائلة: مريومة حبيبة قلبي الي كل ماتشوفني تقلي تعالي عنا ياعمتي نامي يا اغلا احلا اشطر البنات هيا مش بنت اخويا هيا بنتي والله زي معزة بنتي ياعمري..الله ينتقم منهم الله يحرق قلبهم زي ماحرقوا قلبنا عليكو يارب.
وواصلت ام نصر حديثها عن الطفل الشهيد عمر، فقالت والبكاء يمتزج بكلامها والالم يعتصر قلبها: حبيبي حبيب قلبي ياعمر خلص رحت تركتنا والله مس مصدقة يا قلبي، رحت عند ابوك ياعمتي سلم على ابوك بوسلنا اياه.. لسه امبارح كنت عندك حضنتك بوستني وشميت ريحتك صورتك ياعمري ما بتغيب عني.. مش قادرة اصدق يا قلبي خلص عمر راح.. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
انتهى
غزة-القدس / علاء المشهراوي