ابتعد الاسير المحرر الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، عن الاعلام ولم يتمكن الصحفيين من الوصول اليه منذ الافراج عنه ومشاركته في مؤتمر صحفي فضح من خلاله اساليب التعذيب الاسرائيلية ضد الاسرى من قطاع غزة في سجون الاحتلال.
واكدت مصادر مطلعة لجريدة القدس، ان اختفاء ابو سلمية الطوعي قد يكون بسبب تهديدات الاحتلال بملاحقته وتصفيته جسديا نظرا لحجم التحريض الهائل ضد الافراج عنه، وذلك لوقف الانتقادات الكبيرة من قبل الاحزاب اليمينية المتشددة والمتطرفة لجهاز الامن الاسرائيلي وحكومة نتنياهو، بالإضافة الى اخذ قسط من الراحة والاستشفاء جراء ما لحق به من ارهاق وتعذيب وضغوط جسدية ونفسية خلال 7 شهور من الاعتقال في ظروف سيئة.
واوضحت المصادر ان الطبيب محمد أبو سلمية تعرض خلال فترة اعتقاله لأسوأ أنواع التعذيب والإهانة حيث كان جنود الاحتلال يجبروه على تناول الطعام من دون استخدام يديه، بطريقة مذلة ، كما أجبروه على الجثو على يديه وركبتيه بعدما أن أصابوه في يديه ووضعوا في رقبته حبلًا واقتادوه أمام زملائه والناس في محاولة لإهانته والحط من كرامته نظرا لمواقفه الشجاعة وعدم استجابته لمطالب الاحتلال وخططه الاعلامية فيما يتعلق بمستشفى الشفاء.
وفي 23 في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، اعتقلت قوات الاحتلال محمد أبو سلمية وعددًا من الكوادر الطبية، بالإضافة إلى عدد من المصابين والنازحين خلال إجلائهم قسرا من مجمع الشفاء الطبي إلى جنوب قطاع غزة.
وأكد ابو سلمية في أول تصريح له بعد الإفراج عنه، وعن 50 معتقلا من قطاع غزة امس الاثنين، تعرضه لتعذيب شديد وأن الاحتلال يقتحم زنازين الأسرى ويعتدي عليهم بشكل شبه يومي على الاسرى وهم أمانة في أعناق الجميع.
وقال أبو سلمية: الوضع في السجون وصعب جدا لم يحدث منذ نكبة 48 ، حيث يتعرضون لاهانات جسدية ونفسية شديدة التعذيب حتى الموت لا تقدم أية ادوية او خدمة طبية مريض معنويات الاسرى عالية في السماء بانتظار المقاومة تبييض السجون، ويجب أن يكون هناك كلمة حاسمة للمقاومة والشعوب العربية من أجل حرية الأسرى.
وأكد أبو سلمية أن الاحتلال يستهدف الجميع ويعتقل الجميع دون استثناء، وهناك من الكوادر الطبية من استشهدوا تحت التعذيب داخل السجون، وقد أثبت مدى إجرامه باستهداف الكوادر الطبية والصحفية والنساء والرجال وأن عددا منهم استشهدوا تحت التعذيب بينهم طبيبان، ويشترك الأطباء والممرضين الإسرائيليين في ضرب المعتقلين.
وأبو سلمية هو طبيب أطفال بارز، تولى منصب المدير الطبي لمستشفى النصر عام 2007، ثم تولى إدارة مستشفى الرنتيسي عام 2015، وبعدها أصبح مديرا لمستشفى الشفاء عام 2019 حتى اعتقاله في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ثم افرج عنه بعد اعتقال دام 7 أشهر، حيث اكد للعالم ان الاحتلال دمر كل شيء في قطاع غزة، لكن اهاليه سيبنوه من الصفر، وسيعيدوا بناء مجمع الشفاء الذي اعتقل منه كما كان وأفضل.
التحذير من التحريض الإسرائيلي
في غضون ذلك حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، من اغتيال الطبيب "محمد أبو سلمية" مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة عقب الإفراج عنه مشددا على أن التحريض الإسرائيلي ضده يثير مخاوف جدية على حياته.
وقال المرصد في بيان له: نحذر من احتمال إعادة اعتقال الطبيب أو سلمية أو استهدافه وقتله بشكل مباشر ومتعمد، على أثر حملة التحريض التي أطلقها كبار المسؤولين الإسرائيليين ضد إطلاق سراحه.
وأوضح المرصد أن إطلاق سلطات الاحتلال سراح الطبيب أبو سلمية مع عدد من الكوادر الطبية من دون توجيه أي اتهامات ضده يضيف دليلًا آخر على أن الذرائع التي ساقها الجيش لاقتحام ومحاصرة مجمع الشفاء وتدميره كانت حججًا واهية لا أساس لها من الصحة وملفقة على الإطلاق، مشيرا الى أن إسرائيل ما زالت تعتقل آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة وتُخضعهم للتعذيب وسوء المعاملة بمن في ذلك أطباء وكوادر طبية.
وتابع المرصد: يؤكد ذلك أن الهدف الحقيقي من وراء اقتحام مجمع الشفاء واعتقال الأطباء والمسؤولين فيه هو تدمير أحد أبرز مكونات القطاع الصحي في غزة لحرمان الفلسطينيين من أية فرصة للعلاج والنجاة وحتى الإيواء.
وحمل المرصد "إسرائيل" المسؤولية الكاملة عن حياة الطبيب أبو سلمية، ونؤكد أن أي مساس بحريته وسلامته الشخصية أو تعريضه لأي خطر تتحمل مسؤوليته السلطات الإسرائيلية كافة التي تشن حملة سياسية وإعلامية واسعة ضد الطبيب الفلسطيني وضد قرار الإفراج عنه.
انتهى
غزة-القدس / علاء المشهراوي