أكد منذر شبلاق مدير عام مصلحة مياه الساحل للقدس أن اجبار الاحتلال المواطنين الى النزوح الى مناطق المواصي في خانيونس ورفح جاء للضغط النفسي والمعيشي على النازحين للعيش في هذه المناطق التي تفتقر لأدنى الخدمات الحياتية، من بنية تحتية وشبكات مياه وشبكات صرف صحي، مما يتسبب لانتشار برك مياه الصرف الصحي بين الخيام كأمر حتمي، وبالتالي انتشار الامراض والمكرهات الصحية، مما يحول حياتهم القاسية اصلا الى قطعة من العذاب الشديد.
اثار صحية كارثية
وحذر شبلاق من الاثار الكارثية والتداعيات الخطيرة التي تمس بصحة النازحين والبيئة والمياه الجوفية بسبب انتشار مياه الصرف الصحي التي تغرق شوارع مدن قطاع غزة وخيام النازحين خاصة في شوارع خان يونس بعد دمار البنية التحتية اثر اجتياح قوات الاحتلال الاسرائيلي، بفعل القصف الجوي للمباني والمنازل والطرق العامة ومرافق المياه والصرف الصحي وتدمير البنية التحتية.
وقال شبلاق: نظام الصرف الصحي يتألف من 3 مراحل هي شبكة التجميع من المنازل والشوارع ثم شبكة محطات الضخ والنقل عبر خط ناقل الى المرحلة الاخير وهي اهم مرحلة في محطة المعالجة والتي تتواجد بالنسبة لمدينة خانيونس في منطقة الفخاري التي تعرضت لتدمير جزئي للمحطة في صوفا والفخاري وبالتعالي تعذر نقلها بسبب تدمير الخط الناقل ومحطة المعالجة.
تدمير ممنهج لمرافق الصرف الصحي
واوضح شبلاق ان الاحتلال توخى التدمير الممنهج لمحطات ضخ مياه الصرف الصحي خاصة محطة الوفية وحسبة السمك في خانيونس وبالتالي أي قطرة صرف صحي لا تصل محطة المعالجة بل تذهب للشوارع وبالتالي يتسبب ذلك بانتشار بركات الصرف الصحي مما يساهم بنشر الاوبئة مثل الكوليرا والكبد الوبائي والامراض الجلدية
واكد شبلاق تضرر 70% من مرافق الصرف الصحي بما فيها 3 محطات معالجة كلفت ربع مليار دولار دولار تصميما وانشاءا وتشغيلا، الى جانب تدمير خطوط الصرف الصحي الناقلة او شبكات تجميع المياه في الشوارع والاحياء ومحطات ضخ مياه الصرف الصحي التي تحتاج الى اعادة اعمارها بعد الحرب.
يشار الى ان قوات الاحتلال قصفت الى جانب استهداف محطات مياه الشرب الصرف الصحي، الكثير من الاطقم الميدانية التي تقدم خدمات المياه للمواطنين وكان اخرهم المهندس انور الجندي والمهندس روبين المظلوم الذين استشهدوا مع عدد من الموظفين وهم يؤدون واجبهم.
برك الصرف الصحي في خانيونس
واضاف: ظاهرة انتشار وطفح برك الصرف الصحي في خانيونس ظهرت على السطح قبل الاجتياح وعادت بعد الانسحاب بسبب تواجد السكان وتكدسهم في مدارس الايواء ومخيمات النزوح وعدم خروج مياه الصرف الصحي خارج المدينة وايصالها لمحطة المعالجة التي توقفت عن العمل.
واوضح شبلاق ان مصلحة مياه الساحل عملت ميدانيا بالتعاون مع بلدية خانيونس وبمجرد انهاء الاحتلال للاجتياح البري للمدينة وقامت بالعديد من اعمال الصيانة في بعض مرافق المياه والصرف الصحي وتنفيذ بعض الحلول الطارئة لتزويد السكان اللي بدأوا يرجعوا لمنازلهم في بعض الاحياء بمياه الشرب عبر الصهاريج وخزانات المياه المطاطية وإعادة صيانة وتشغيل محطة تحلية السعادة وكذلك بعض اعمال الصيانة في شبكات ومرافق مياه الصرف الصحي للتخفيف من أزمة طفح المجاري في الشوارع. وهذا كله في ظروف عمل صعبة وامكانيات تكاد تكون معدومة.
معالجة المشكلة
وردا عل سؤال للقدس حول حل هذه المشكلة اجاب شبلاق: معالجة المشكلة يتمثل بازالة السبب وهو اعادة تشغيل محطات المعالجة التي انشئت في العقدين الماضيين شرق جباليا والبريج والفخاري وتل السلطان وهذا يتطلب وقت طويل وجهد مضني وتمويل كبير، واتضح خلال الزيارة الاخيرة لطاقم مصلحة مياه الساحل مع مؤسسات دولية لتفقد تلك المحطات التي تعرضت لدمار شامل او جزئي نستطيع القول اننا تحتاج فترة من عامين الى 3 اعوام لاعادة تشغيلها بشرط فتح المعابر وادخال المواد الخام والتجهيزات، مما يعني انه بعد الحرب ستيقى المشكلة قائمة.
حلول بعد انتهاء الحرب
وفيما يتعلق بتوفير خدمات المياه والصرف الصحي بعيد انتهاء الحرب قال شبلاق: هاجسنا كيفية اعادة مياه الشرب وتشغيل محطات الصرف الصحي للناس بعد عودتهم الى اماكن سكناهم وبدأنا بوضع حلول عاجلة ومؤقتة لشبكات مياه الشرب والصرف الصحي وكيفية التخلص من مياه الصرف الصحي في المخيمات التي سيتم بناءها والاحياء القائمة الى حين اعمار المدن.
واوضح شبلاق ان وجود قطاع غزة على شاطئ البحر يعطينا حلول لنقل مياه المجاري الى مياه البحر لحماية الناس من انتقال الامراض رغم ان ذلك سيحرم الناس من الاستمتاع بشواطئ غزة الجميلة.
رسالة للعالم
وحول الرسالة التي يجب ان توجه للعالم قال شبلاق: رسائلنا المستمرة في العالم ان الاحتلال قد حرم الفلسطينيين اثناء الحرب من حق الانسان في الحصول على حقوقه المكفولة دوليا من خدمات المياه وخدمات الصرف الصحي يتدمير محطات المياه والصرف الصحي، واناشد المنظمات الاممية والدولية الضغط على الجانب الاسرائيلي لعدم استهداف المزيد منها حتى نستمر في خدمة النازحين.
واوضح شبلاق ان الكثير من المؤسسات الدولية ساهمت في تشغيل محطات التحلية مثل اليونسيف واوكسفام والاونروا والصليب الاحمر وASF وساعدت في نقل المياه وخدمات توصيل مياه الشرب للمواطنين والنازحين، وهؤلاء يستحقون كل الشكر والتقدير.
وتابع شبلاق: اما فبما يتعلق بتوصيل الرسائل فهذا باعتقادي واجب على كل من يقرأ ويشاهد ما يحدث من دمار واستهداف للبنية التحتية من قبل المؤسسات الرسمية والأممية ومؤسسات المجتمع المدني والاعلام ان تتكامل معنا بتغطية هذا الجانب وتمكينا من الاستمرار بتأدية واجبنا في خدمة أهلنا دون تعرض أطقمنا لخطر الاستهداف، وأيضا الضغط على الاحتلال للسماح بإدخال المعدات وقطع الغيار والسولار وكل ما نحتاجه للاستمرار في تشغيل وصيانة مرافق المياه والصرف الصحي وباقي عناصر البنية التحتية.
انتهى
غزة-القدس / علاء المشهراوي