أطلقت ابنة غزة المحاضرة الجامعية الدكتورة رناد عبدالكريم الحلو على المدرسة التي انشأتها بمبادرة شخصية وجهود ذاتية وامكانات بدائية تحت اسم "مدرسة الكُتّاب" لتعليم الاطفال والترفيه النفسي عنهم وتعديل سلوكهم وتخفيف معاناتهم، بفرعيها في مخيمي النزوح في بلدة الزوايدة ومدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.
وردا على سؤال مراسل القدس عن سبب التسمية، اجابت الدكتورة رناد الحلو قائلة: سميتها مدرسة الكُتّاب التعليمية كوننا رجعنا سنوات وسنوات للوراء، الى عهد الكتّاب وللحياة البدائية، التلاميذ يفترشون الأرض في خيمة لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء، في ظروف نزوح قاسية للغاية.
واوضحت الحلو وهي وناشطة مجتمعية ومدربة مهارات حياتية وريادة اعمال، ان المدرسة تقوم بتدريس الاطفال المواد الاساسية ومراجعتها من خلال عمل مجموعات صغيرة حتى تتم الاستفادة بشكل افضل، ويتم دمجهم في برامج ترفيهية تتضمن الرسم والتعبير لاخراج الابداعات الكامنة بدواخلهم وتحقيق عملية التفريغ النفسي بصورة ايجابية، لا سيما انهم يعانون اشد الويلات بسبب الحرب.
وحول فكرة المبادرة قالت د.رناد الحلو: جاءتني فكرة الانشاء نظرا لوجود عدد كبير من الاطفال بمنطقة النزوح التي أتواجد فيها، يعيشون فراغا قاتلا ويهيمون على وجوههم بدون هدف او مقصد، فقررت أن استغل وقتهم كون السنة الدراسية راحت عليهم.
وردا على سؤال القدس من يدعم هذه المبادرة؟، قالت د.رناد الحلو: مبادرتي هذه شخصية فردية بدون اي دعم ولم اتوجه لأي جهة او مؤسسة، لذلك عملتها بإمكانياتي المتواضعة جدا.
وتوضح الريادية الحلو انها تغلبت في البداية في ايجاد المكان الى ان استطاعت ان تدبر خيمة مؤقتة استعارتها من احد الاقارب، بحيث تكون في النهار مدرسة وفي الليل تعود خيمة ايواء ومسكن عائلي لأقاربها، الى ان صارت الان خيمة خاصة للمدرسة بعد عناء.
وحول الية عمل المدرسة اوضحت الحلو قائلة: استعنت بمعلمات من المنطقة وعملت معهن مقابلات وكان شرطي الأهم هو الخبرة، ليصبحن معلمات بالمدرسة التي تتميز بنظام المجموعات الصغيرة وليس الاعداد الكبيرة وتقسيم الاطفال حسب مستواهم وليس حسب المراحل كي تتم الاستفادة.
وترى الحلو ان تميز يتمثل بانها تعتمد نظام تقديم دعم نفسي وتعديل سلوكيات بعد كل حصة وبفرض الالتزام والترتيب على الطلبة واستخدام التعلم عبر اللعب، اضافة الى تحفيظ القران.
وأضافت د.رناد الحلو: بعد نجاح الفرع الاول في بلدة الزوايدة تم افتتاح فرع اخر بمنطقة دير البلح
مع اتباع نفس نظام الفرع الاول، في المدرسة التي تشرف عليها ثمانية معلمات ويعلمن الاطفال الذين يبلغ عددهم 80 طالبا، حيث تتميز المدرسة بجو اسري لطيف يسودها الحب والمودة.
وفيما يتعلق بالعقبات والعراقيل التي تواجهها د.رناد الحلو في استكمال المسيرة التعليمية في مدرستها المتميزة قالت الحلو: لدينا الكثير من النواقص في المدرسة كتوفير قرطاسية ولوازم للطلاب وتحسين ظروف الخيمة ، حيث لم استطع توفير كل المستلزمات المطلوبة كون هذه المدرسة مبادرة شخصية ولم اتوجه لأي مؤسسة لتقديم أي دعم.
انتهى
غزة-القدس / علاء المشهراوي