لم يستسلم المزارع يوسف ابو ربيع- 44 عاما، الى ما الت اليه بلدة بيت لاهيا التي يقطن فيها المحاذية للحدود الشمالية لقطاع غزة التي دمرها وجرفها جيش الاحتلال الاسرائيلي على مدار 9 شهور، فاهلك الحرث والنسر وحرق البشر والحجر والشجر، فاطلق مبادرة "حنزرعها بعون الله" منذ 3 شهور، التي نجحت اخيرا بانتاج عدة منتجات زراعية يفتقر اليها اهالي شمال غزة الذين يعيشون مجاعة قاسية.
اكد ابو ربيع انه بدأ بجمع البذور من الخضار المتعفنة منذ 3 شهور تحت مبادرة حملت اسم "حنزرعها بعون الله" لاستزراع الاشتال وزرعها في الارض، لانتاج مزروعات الخضار نضجت وتم حصادها وسدت رمق الجائعين، وخففت من معاناة انعدام الخضروات بشكل كامل.
وقال ابو يوسف: بفضل الله وجهود مزارعينا الباقين في هذه الارض انتجناعدد30 الف شتلة تم زراعتها في الاراضي شمال قطاع غزة واستصلاحها ثم جمعنا بذور مماثلة مرة اخرى والعودة من جديد في احياءها وانتجنا عدد اكبر من الشتلات لان عدد من المزارعين عاد ووسعنا المساحة بينما الرجوع للحياة الزراعية عاد بشكل اكبر في فصل الصيف.
وشدد ابو يوسف على أن الاحتلال دمر خلال الحرب أكثر من 75% من الأراضي الصالحة للزراعة، وقتل وجرح واسر مئات المزارعين، بهدف تخريب قطاع الزراعة أحد أهم مكونات الناتج المحلي في قطاع غزة الذي يتعرض لعملية استهداف ممنهج خلال العدوان الإسرائيلي.
واضاف ابو ربيع: الان انتج المزارعون خضروات بكميات متوفرة من الخيار والكوسة والفلفل والملوخية والباذنجان، رغم ان الاسعار ما زالت غالية لان تكاليف الانتاج عالية لعدم توفر الاسمدة والمبيدات وارتفاع سعر السولار لتشغيل مضخات المياه والماكينات.
واستدرك ابو يوسف انه مع ازدياد المساحة سيكون وفرة اكتر للناس في ظل التجويع الذي نعانيه شمال غزة في ظل الحرب المستمرة على اهل قطاع غزة، مشيرا الى انه رغم ان الكميات لا تكفي للجميع، الا ان الزراعة تعني للمزارعين والمواطنين الاستقرار والبقاء في وجه مشاريع الاستئصال والتهجير.
وفي ختام حديثه وجه ابو يوسف رسالة للعالم، قائلا: رسالتنا للعالم البقاء في الارض المقدسة والتجذر في هذه الارض المباركة وزراعتها من جديد وعدم التخلي عنها لان دماء الشهداء معجونة فيها، فقد استشهدوا على هذه الارض لا سيما الفلاحين والمزارعين.
انتهى
غزة-القدس / علاء المشهراوي