منح مهرجان عمان السينمائي الدولي ست مخرجين ومخرجات من قطاع غزة جوائز تحت عنوان “جائزة الأمل” من بيت الـ 22 فيلما من الأفلام المشاركة في العرض العالمي الأول لمجموعة "من المسافة صفر" ؛ وذلك في إطار الدورة الخامسة للمهرجان، من قبل لجنة التحكيم المؤلفة من المخرج يسري نصرالله والمنتجة درة بوشوشة وناديه سختيان إحدى كبار داعمي السينما في الأردن.
وقد عرضت الأفلام وسط تفاعل كبير من الحضور وعرض كامل العدد، وهي أنتولوجيا من 22 فيلماً قصيراً صُوّرت خلال الأشهر القليلة الماضية تحت نيران الحرب على قطاع غزّة تحت إشراف المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي.
والأفلام الفائزة ضمن 22 فيلما تم تصويرها تحت وقع القصف واصوات الطائرات وازيز المدافع هي: ٢٤ ساعة- للمخرج علاء دامو، وجنة جهنم- للمخرج كريم ساتوم، وإعادة تدوير- للمخرجة رباب خميس، وصدى - للمخرج مصطفى كلاب، والاستاذ - للمخرج تامر نجم، وجلد ناعم - للمخرج خميس مشهراوي.
وقال المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي في تصريح خاص بالقدس: هذا عرض مهم ومؤثر في مهرجان عمان السينمائي الدولي، واعتقد ان كل فيلم وكل مخرج يستحق وبجدارة جائزة مهمة وتكريم وتقدير لذلك ستمنح القيمة المادية للجوائز الى جميع المخرجين .
واوضح مشهراوي، ان مهمة لجنة التحكيم كانت صعبة لمنح ستة جوائز بشكل متساوي للافلام الـ 22 المشاركة، مشيرا لاى أن الميزة الأساسية لهذا المهرجان تركيزه على الأعمال الأولى، وهو المهرجان السينمائي الأوَّل الذي يسلط الضوء على الإنجازات الأولى في صناعة الأفلام.
واضاف: تختار لجان تحكيم دولية أفضل فيلم عربي روائي طويل وأفضل فيلم عربي وثائقي طويلة وأفضل فيلم عربي قصير، ونعتبر ان هذه المشاركة بمثابة ورشة تدريب وتطوير في السينما في اطار من المنافسة كي يكون هؤلاء المخرجين والمخرجات سينمائيين، وهذا ايضا العرض الاول لـ 22 سينمائي ونحن جسر لعبورهم نحو عالم السينما.
الناقدة دانا جودة كتبت على صفحتها على فيس بوك: حضرت ٢٢ فيلم قصير ضمن مجموعة أفلام غزة "من المسافة صفر" والتي عُرضت ضمن مهرجان عمان للأفلام السينمائية، والتي تصف بعدسة مقربة جدا، جريئة وحساسة، بعض اليوميات والأفكار والمخاوف الحقيقية في قلب ما يحدث الآن في غزة، وعلى الرغم من كل المحدّدات والتحدّيات وشُحّ الموارد إلا أن الحرفيّة والاتقان وحتى الإبداع في نقل الفكرة وتجسيدها وتصويرها وإخراجها كان مذهل بشكل لا يصدق!
واضافت: هذا على الصعيد الفني، على الصعيد التقني والحِرَفي، أما على الصعيد الآخر.. الحياة، الواقع، الكيان، الإنسان والمدينة! فهذا ما زال يموج ويمور بداخلي من الأمس وإلى هذه اللحظة ما زلت أعيش هناك.. لا أشعر بحزن أو غضب بقدر ما أني ما زلت ارتجف من زخم وكثافة ما يسمى بمفارقات الحياة التي تعرضها الأفلام ال٢٢.. مرعبة وعجيبة الحياة كم تستطيع أن تحمل الشيء ونقيضه بنفس المقدار، بنفس القوة وبنفس الوقاحة..هناك أماكن تتكثّف فيها المعاني لدرجة أنك تقف كشيء زائد لا يسعك إلا أن تكون شاهدا قلقًا يتساءل بصوت منخفض: من أنا هناك؟ حقيقة أتساءل ماذا تسمى الحياة التي يطغى عليها معنى واحد.. أو حالة واحدة! شبه حياة؟ موت مؤجل؟ وجود باهت! أم هي هكذا والأصل بها أن تكون هكذا؟
واختتمت قائلة: ماذا عن تلك الأماكن التي تتحدّى السماء والأرض وشرائعهما ونواميسهم! تضعهم جميعا في ميزان واحد، يختلط فيها بشكل يصعب فصله القاسي بالأقسى، والمضحك فيها بالمبكي، التفاهة بالجديّة، والحيوان فيها بالإنسان.. يعود فيها آدم وحواء وكل السلالة الأولى ويختلطون بأنبياء وقديسين وملائكة ويُعجنون بمسوخ بشرية تأكل لحم أمّها لو لزم الأمر ثم تُبقي بعضه لتبيعه بأغلى الأسعار.. هذه الأفلام ليست للبكاء ولا لكشف المستور من الإعلام.. إنما لتعيد تحويل الإنسان من رقم لإسم. لتُقيّم حياتك ولتفكر مليّا بصياغة جديدة لمعنى هذا العالم. قد تبكي، لكن ليس حزنا بقدر ما أن الغدد الدمعيّة لديك هي الوحيدة التي تعمل بعد أن يجف دمك، وخجلك، وقيمك السائلة.
انتهى
غزة-القدس / علاء المشهراوي