حولت بسمة مروان -29 عام، الخريجة بدرجة امتياز تخصص التعليم الأساسي، من حي تل الهوا في مدينة غزة، هوايتها في الطبخ الى مصدر رزق لعائلتها في القاهرة، بعد أن انقطعت بهم الاسباب بعد 7 شهور قضتها هناك اثر خروجها من القطاع بسبب الحرب.
القدس التقت بسمة النازحة حاليا في مصر، والتي تتمتع بخبرة أكثر من 10 أعوام عمل في مجال تعليم رياض الأطفال في غزة، حيث تحدثت عن مشروعها في انتاج الطعام المنزلي لأهالي غزة المقيمين في مصر والذي حمل اسم "بنت غزة": أحب الطبخ منذ صغري، وأعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لأمارس هوايتي وأدعم اسرتي.
وقالت بسمة: منذ صغري وانا أعشق صنع الحلويات وطهو المأكولات وعجن المخبوزات، جاءت فكرة مشروعي من كوني سأعمل فيما أحب كي أقدم طعاماً يحبه الناس ويساعدني انا وعائلتي في تدبير أمور حياتنا في مصر ودفع تكاليف الايجار والمعيشة المرتفعة.
وترى بسمة ان أكبر المعيقات التي تواجهها هي نظرة المجتمع لها، أنهـ كيف لـمعلمة موهوبة تقوم بأعمال الطبخ، وأيضاً اختلاف أذواق الناس والطهو لكل زبون ما يحب وبالطريقة التي يحب.
وتتابع: أطمح لتطوير مشروعي لأنني أعمل في المنزل وهو صغير ولا يتناسب مع حجم الطلبات العالية التي تصلني بفضل الله، أحلم بإفتتاح محل او مطعم فلسطيني صغير ليكون وجهة لكل الفلسطينيين المشتاقون لنكهة طهونا وأيضاً للمصريين الذين يرغبون في تذوق مأكولاتنا وأتمنى أن أجد الفرصة المناسبة والاقبال المتوقع.
وحول المتعامل مع جيرانها المصريين قالت بسمه: اقول للاشقاء المصريين شكرا لكم، فمنذ منذ وصولنا إلى أرض مصر الشقيقة وأنا أجد من المصريين والفلسطينيين الطِيبة والمساندة، كيف لا ونحن أبناء أرض واحده وأشقاء وجيران!
رحلة النزوح
وتستذكر بسمة بدايات الحرب التي غيرت حياتها رأسا على عقب قائلة: كانت عقارب الساعة تشير الى السادسة والنصف صباح يوم 7 أكتوبر 2023، بينما أنا أتجهز للذهاب إلى عملي بدأت شرر الحرب وسمعنا أصوات انفجارات تأتي من كل حدب وصوب مما اضطرنا إلى ترك منزلنا في تمام الساعة 9 صباحا إلى منزل جدي في منطقة عسقولة، كنا نبحث عن الأمان ودفء العائلة!
وتتابع بسمة: صارت أيامنا منذ بداية الحرب صعبة وازدادت صعوبة عندما قررنا النزوح إلى جنوب قطاع غزة الذي زعم الاحتلال أنه من المناطق الآمنة والذي يمكننا الانتقال إليه بدون أي تهديد! ولكن هذا المحتل دائماً ما يكذب..اضطررنا للنزوح أكثر من مره وسط تهديدات كثيرة وصعبة ولأكثر من 5 مرات نزوح!
وأضافت: لقد بلغ منا التعب مبلغه والخوف أكبره وما عدنا نحتمل اصوات القصف والنزوح المتكرر حتى قرر والدي الغالي أن يقسم عائلتنا إلى نصفين بقرار سفر أخي الكبير وزوجته وطفلتهما المدللة، ثم بعد ذلك سفرنا انا واختي ووالدتي وأن يتبقى والدي وأخي الأصغر في غزة لأن تكلفه السفر كبيرة جدا ولا يمكننا تحملها!
انتهى
القاهرة-غزة-القدس / علاء المشهراوي