دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسجد  بن عثمان الأثرى أحد المعالم الإسلامية التاريخية في قطاع غزة والواقع في حي الشجاعية شرق مدينة غزة الذي يشهد اجتياحا عسكريا.

فقد أطلقت طائرات الاحتلال الحربية، الليلة الماضية، عددا من الصواريخ الضخمة على مسجد بن عثمان وحولته أثرا بعد عين، ما أدى إلى وقوع إصابات فى صفوف المواطنين، وإلحاق أضرار مادية في المنازل المجاورة.

وأكد محمد خليل مدير المراكز الثقافية الفلسطينية في بلدية غزة أن استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي، لمسجد بن عثمان الذي يعد من أقدم المساجد والأعيان الأثرية فى قطاع غزة، هو استمرار لاستهداف الموروث الثقافي.

واوضح خليل، ان هذا الاستهداف لا يأتي منفصلا عن استهداف المسجد العمري وقصر الباشا والكنيسة الارثوذكسية والعشرات من المعالم التاريخية خاصة في البلدة القديمة بمدينة غزة، وهو يستهدف بذلك  تاريخ غزة، كما يستهدف حاضرها ومستقبلها.

وتأسس المسجد عام 620 للهجرة، ووهو موجود فى حي الزيتون شرق المدينة، ومجاور للمسجد العمري الكبير، الذى دمره الاحتلال أيضا خلال هذا العدوان.

ويعد المسجد بحسب متخصصين، ثاني أكبر المساجد الأثرية في قطاع غزة بعد المسجد “العمري الكبير” والواقع في “حي الدرج” وسط المدينة، وهو أحد الشواهد التاريخية على عراقة مدينة غزة.

ويطلق سكان “حي الشجاعية” على هذا المسجد اسم “الجامع الكبير” نظرا لكبر مساحته ولتوسطه السوق الرئيسي للحي الذي كان له الأثر الكبير في حياتهم على مدار الحقب الزمنية منذ تأسيسه قبل أكثر من 600 عام.

ويشار إلى أن مسجد “ابن عثمان” كان قد تعرض للاعتداءات والهدم عبر الحروب السابقة على قطاع غزة، وكان يعد مركزا للمواجهات مع قوات الاحتلال إبان انتفاضة الحجارة التي اندلعت في 8 كانون أول/ ديسمبر 1987.

وتبلغ مساحة المسجد، وهو من الطراز المملوكي، 2000 متر مربع، منها 400 متر هي مساحة ساحته الرئيسة، وله بوابتان تطلان على سوق الشجاعية.

ويشهد حي الشجاعية هجوما واسعا من قبل قوات الاحتلال منذ أسبوع، وهو الهجوم الثالث منذ بدء الحرب على غزة قبل ٩ أشهر، تسبب في تهجير سكان الحي البالغ عددهم ١٥٠ ألف نسمة بحسب آخر الإحصائيات.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

انتهى

غزة / المشرق نيوز