البيك لم تحتمل رؤية ابنها الشهيد ملقى على الارض فقتلها قناص الاحتلال وهي تحتضنه الحضن الأخير

حمزة البيك.jfif
حمزة البيك.jfif

لم يحتمل قلب الأم المسنة ختام البيك رؤية جثمان ابنها حمزة ماهر البيك 16 عاماً ملقى على الأرض بعدما استشهد برصاصة قناص إسرائيلي في عرض شارع "8" مقابل منزلهم جنوب غزة قرب الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية.

ويروي ابنها الأكبر محمد البيك  للقدس بأنفاس محبوسة تلك اللحظات العصيبة والمأساة الانسانية المؤلمة وهو يتذكر حادثة قتل الاحتلال لشقيقه وأمه، في حادثة فظيعة لا يمكن أن تمحى من الذاكرة.

يقول البيك والدموع تغافل عينيه الحزينتين والحزن يعتصر قلبه: أمضت أمي يوماً كاملاً وهي ترقب جثمان شقيقي المسجى وسط الشارع وتنظر الى ابنها المدلل بهلع وفزع دون أن تتمكن من احتضانه ورفعه من الشارع، بعدما استشهد بجواره ايضا شاب آخر من عائلة بدوي أثناء محاولته إسعافه فور إصابته.

ويتابع البيك للقدس: لم تستطع والدتي السيطرة على نفسها اثر مشاهدة أخي ملقيا على الأرض بعدما أصيب برأسه برصاص القناصة، وحاولت الوصول اليه وحاولنا ثنيها عن ذلك كثيراً بهدف منعها من الخروج للشارع في ظل القصف المدفعي وإطلاق النار المتواصل.

وأضاف البيك والحسرة تكسو كلماته المتعبة: قلب والدتي كان يحترق في كل ثانية كانت تنظر فيها الى جثمان أخي  حمزة الذي استشهد بتاريخ 29 مايو، لتستغل فرصة انشغالنا ونومنا بعدما لم نتمكن من النوم لعدة أيام بسبب القصف، وتنزل مع ساعات الفجر الأولى في محاولة لسحب جثمان أخيه ودفنه.

ويتابع البيك:  لم يدم صبر أمي، وهي أيضا زوجة أبي الشهيد ماهر البيك الذي ارتقى في عدوان عام 2008 على غزة، طويلاً، فمع ساعات الفجر الأولى من يوم الخميس 30 مايو، صلت ركعتين وتلت سورة ياسين، وتأكدت من تأمين أبناءها المتبقين في المنزل، وتسللت في الظلام وسارعت في محاولة سحب جثمان ابنها، فتطالها نيران قناص الاحتلال المجرم، لترتقي شهيدة بجانب ابنها الشهيد لتحتضنه في رمقها الاخير ولعلها اكتفت بذلك الحضن الابدي.

وأشأر محمد البيك إلى أن  قناصة الاحتلال لم يرحموا عاطفة الامومة ولا شيخوختها وكونها سيدة كبيرة في السن فقد سارعوا الى إطلاق النار عليها فور احتضانها لجثمان أخي الحضن الأخير ، رغم معرفتهم بأنه قد فارق الحياة.

المؤلم في الأمر لدى محمد وأشقاؤه وما زادهم قهرا وحسرة أن جثمان والدتهم وأخيهم والشهيد الثالث لا زالوا ملقون في الشارع ولا يستطيع أحد الاقتراب منهم نظراً لأن قناصة الاحتلال وطائرات الكواد كابتر تطلق النار على كل متحرك.

انتهى

غزة-القدس / علاء المشهراوي