ابنته العروس نوال زفت للجنة شهيدة

المواطن حمدي اخليل استشهد في يوم ميلاده ليلحق بعشرة شهداء من أفراد عائلته

منزل اخليل
منزل اخليل

لم يعلم المواطن حمدي اخليل أبو فادي أن عيد ميلاده الستون سيكون يوم استشهاده برفقة حفيده الذي يحمل اسمه، ليلحق بابنه وابنته وأحفاده الاربعة، وابناء شقيقه وزوجة ابنه.

كان الشهيد اخليل يتواجد على سطح منزله في حي التفاح في غزة، وهو يداعب حفيده حمدي ابن الاعوام السبعة، حينما باغتته طائرات الاستطلاع التي تنتشر في سماء غزة بطنينها المزعج، بصاروخ قاتل أودى بحياتهما في ومضة عين.

تقول ابنته الكبرى ختام في حديثها للقدس وهي تذرف الدموع حزنا وحنينا لوالدها: استشهدت يا أبتي بعد أن بلغت ستون عاماَ، وحرمنا أن نحتفل بعيد ميلادك، وأنت ليس موجودا بيننا ومعنا ، حنيني إليك يؤلمني يا فقيدي اشتقت لك مكانك الفارغ الذي لن يملأه احد لم يكسرني شيء سوى غيابك عنّي لا زالت غصة رحيلك تؤلمني، حتى الان صوتك الجميل عالق في أذني وكأنك لم ترحل لا أبكيك اعتراضاً على قدر الله ولكن افتقدك حقاً، رحمك الله رحمة واسعه.. ما يصبرني أنك في الجنة يا مهجة فؤادي.

زوجة الشهيد أم فادي قالت للقدس وهي تخفي دموعها بحزن عميق: خبر استشهادك يا ابو فادي كان كوقع الصاعقة في قلبي، ما تخيلت أن تغادرنا بهذه السرعه بعد الايام الحلوة الي عشناها مع بعض حتى في الحرب، فقدنا بنتنا نوال العروسة وابننا أحمد واحفادنا الثلاثة ريتال سارة ونور وكنتنا فداء واولاد شقيقك ناصر علي واميرة وسيلا، ونحن نهون على بعض مصيبتنا وكنا مع بعض في المرة قبل الحلوة ، ونواسي بعضنا في أوقات شدة القصف، بعد كل شي أسمع خبر استشهادك، كأنك مشتاق للشهداء وعز عليك فراقهم نيالك يا غالي لحقتهم، سلم عليهم كتير السلام، الله يرحم روحك الطاهرة يا اطيب قلب عرفته.

اما اسلام ابنة الشهيد فقالت وهي تمسح دموعها: ألف رحمة ونور عليك ياحبيبي كسرت ظهري ياحنون يا أطيب قلب بالكون والله انك نوارة العمارة الله يصبرنا ع فراقك يا قلبى، روحت انت وحمدي حبيبك حتى الموت ما بعدك عنه ياحبيبي الله يصبر قلبك يا ابو حمدي ويصبر قلبك يا ام حمدي  والله المصاب جلل يا حبايب قلبي.

فيما قالت صابرين ابنة شقيقه أحمد : حبيبى الحنون عمى الله يرحمك يا أبو قلب طيب ويصبرنا على فراقك ياغالى والله وجعت قلوبنا، الله يرحمكم يارب ويجعل مثواكم الجنة، حسبى الله ونعم الوكيل.

تقول الثكلى ام فادي والحسرة تكسو صوتها المتهدج:  ابنتي الشهيدة نوال 19 عاما كانت عروسة تتهيأ لتزف الى شقيق فداء المظلوم زوجة ابني موسى والتي استشهدت مع ابنتيها سارة وريتال، لكن ارادة الله سبقت وزفت الى الجنة عروسة طاهرة بجوار ربها.

وتواصل الأم الثكلى: فقدت في16 أبريل ابني احمد شهيد لقمة العيش، حينما ذهب ليجلب لنا طعاما فقصفته الطائرات الاسرائيلية المجرمة التي شنت علينا حرب التجويع، كما قتلت علي ابن شقيق زوجي ناصر حينما ذهب على دراجته النارية لجلب الخبز لنا ليلحق باميرة ابنة اخيه يحيى وسيلا ابنة ابن عمه محمود احمد اخليل.

وتتابع والدموع تغافل عينيها مخاطبة ابنها احمد الذي ترك خلفه 3 اطفال: كل عام وأنت سعيد، مرت ذكرى عيد ميلادك في قبرك، رغم فراقه الا أنني أحيي ذكراه بالدعاء كما لو كان موجودا بيننا، الف رحمة ونور على قبرك يا ابني الحبيب الغالي أبو شادي.

وتغني بصوت يفطر القلب ممزوجا بالبكاء: رحمة الله علي الحبايب راحو وما ودعناهم نلقاكم بالجنة يا حبايب قلبي الله يرحمكم يا عصافير سبقونا عالجنة.

موسى إخليل  الذي فقد الوالد والزوجة والأبناء والأخ وابن الأخ؛ وودع 11 شهيدا من عائلته ليقدم حصيلة ثقيلة بين عشية وضحاها؛ يقول للقدس وهو محافظا على رباطة جأشه: يارب أفرغ علينا المزيد من الصبر نستعين به على قادم الأيام لمواجهة هذا العدو المجرم الذي ارتكب مجزرة بحق عائلتي ليترتقوا شهداء يشكون لله ظلم البشر وترك في قلبي حسرة أبدية.

انتهى

غزة-القدس / علاء المشهراوي