صورة: الشهيدة مرام العشي أعدت حلويات الدونات لإضافة بنات عمها ولم تأكل منها

مرام العشي.jfif
مرام العشي.jfif

لم تدري الشهيدة مرام فضل العشي- 29 عاما ، ان حلويات الدونات التي أعدتها لإطعام بنات عمها، اللواتي مكثن مع عائلاتهم في حي الدرج في غزة ورفض النزوح، لن تأكل منها.

تروي المصورة الفوتوغرافية الاء العشي- 35 عاما للقدس الساعات الاخيرة في حياة ابنة عمها الشهيدة مرام: لقد أصبنا بصدمة كبيرة، ابنة عمي مرام المرحة خفيفة الظل التي تشع سعادة وحب، عزمتنا الساعة 9 مساء للسهر عندها كي نغير جو مع بعض، وعند الساعة السابعة استشهدت و الساعة 9  كنا نوزع حلويات الدونات التي أعدتها عن روحها.

وأضافت الاء وهي تمسح دموعها من هول الصدمة والحزن: وكأنها كانت بتعمل الحلويات عن روحها، بعد ما عزمتنا كلنا لتضيفنا ولكن ربنا أراد ان يضيفها عنده.

دونات العشي
 

وحول كيفية استشهادها قالت الفتاة الحزينة: مرام بنت عمي راحت عند بيت جارتها المقابل لبيتها في شارع الجلاء، وفي تلك اللحظات قصفت الطائرات الاسرائيلية منزلا في شارع اليرموك المجاور، فخرجت لتعرف أين وقع القصف فأصابتها شظيه فيصدرها ونحن لا نعرف أين الاصابة وفكرنا أنها بيدها، ونقلناها بسرعة الى مستشفى الاهلي (المعمداني) فاستشهدت بعد5 دقائق فقط.

كانت لمرام المحبوبة في حارتها فلسفتها الخاصة، حيث كتبت تغريدة على حسابها على الفيس بوك تقول فيها: كلمة حرب خلقت للناس مبررات كتير لكل اشي غلط بيعملوه ، بس تخلص الحرب فيه ناس مش هنقدر نطلع في وجوههم ولا نحكي معهم ولا حتى نجاملهم لانهم طلعوا اسوأ ما فيهم بالحرب  لانهم ما حسبوا حساب راح تخلص هالحرب وراح تضل مواقفهم معلمة طول العمر مع صاحبها !!

وشكراً من القلب للناس الأصيلة التي ما غيرتها الحرب.

ومن أقوالها التي تنم عن فكر عميق وتجربة مرة خلال الحرب كما ورد في تغريداتها: كيف يكونُ الإنسان مليئاً بالأحلام وفجأة يصبحُ قلبهُ مقبرة ! أينَ ذهبَ كل شيء ! ‏العيش تَحت الضغط يُكلّف الإنسان طباعاً لا تُشبهه !!

وقد تمنت الشهيدة مرام كباقي فتيات قطاع غزة أن يأتي عيد الاضحى عليها وهي في حال أحسن وقد انتهت الحرب الا ان القدر سبقها، ولم تتحقق امنيها التي كتبتها في تغريدة عيد الفطر، كما يلي: تكبيرات العيد والبكاء متلازم مع كل تكبيرة.. حرفياً بأي حال جئت يا عيد ! يارب العيد الجاي نكون بحال أفضل.. كل عام وأنتم الى الله أقرب.

وتختتم الاء والبكاء يغلب على صوتها المتهدج: هذه الحر بالملعونة قتلت أحلامنا ودمرت طموحنا، قتلت فينا الأشياء الجميلة، وأطفأت في قلوبنا السعادة... متى ستنتهي؟؟!!

انتهى