الحكيم يحيى الدوش يكافح بين تطوعه لرعاية المرضى وتوفير لقمة العيش ببيع السمبوسة

يحيى الدوش.jfif
يحيى الدوش.jfif

يكفح الحكيم يحيى الدوش من داخل أروقة عيادة الأقصى الطبية للنازحين في عمله الطبي كمتطوع لرعايةٍ المرضى والجرحى بحرص شديد على مساعدتهم صباحا، وبين بيعه مخبوزة "السمبوسة" مساء، ليمضي يومه بصعوبة ليوازن بين عمله الانساني والتجاري في محاولة منه لتأدية رسالته الانسانية، ولكسب لقمة عيش لإطعام أسرته النازحة.

عيادة الأقصى

رغم ان المطلوب من يحيى الدوام لمدة ٣ ايام كل اسبوع بشكل تطوعي في عيادة الأقصى

 الا انه يصر على العمل يوميا من اجل مساندة الناس المكلومة ليشعر انه يقف بجانبهم ويدعمهم ، وهذا ما يحرمه احيانا التفرغ لوقت البيع لمخبوزة " السمبوسة " ليصرف على اهله .

ومن جانب آخر اطلق يحيى مبادرة تحدث عنها للقدسقائلا:" في ظل عملي التطوعي اقوم بإعطاء ندوات صحية تثقيفه للنازحين والمرضى بسبب انتشار امراض ظهرت في  غير أوانها  سوآء في داخل العيادة او خارجها ، وهذه الأوبئة تصيب الاف الاشخاص مثل " التهاب الكبد الوبائي"  . "

ويأمل يحيى  ان يحصل على احتضان لخدماته: طموحي ان اعمل بمجالي الانساني في مهنتي التمريض وان تستوعبنا مؤسسة طبية ، لأكون قادرا على توفير لقمة العيش لأسرتي  ؛ لأنه برغم من تقديمنا اوراق العمل لأكثر من جمعية لم نجد للأسف اي جدوى ولا احد مطلع على جهودنا .

حكايته مع النزوح

ويروي يحيى للقدس حكايته مع النزوح قائلا: نزحت مع عائلتي من مدينة غزة الى منطقة الانسانية في الجنوب و التي ادعى الاحتلال انها آمنة عند اقارب لنا ، ثم تعرضنا للقصف وشعرنا بالخوف الى ان لجأنا الى مدرسة للأونروا وهذه اول مرة ننزح بمدرسة وكانت النفسية لدى اسرتي متعبة وقد مكثنا ٣ اشهر فيها.

وقد اضطرت عائلة يحيى بعد ان نزحت وذاقت طعم الجوع والخوف الى اللجوء مجبرة على العمل في صناعة مخبوزة "السمبوسة" وبيعها، وهي أكلة غزاوية مشهور في قطاع غزة ، حيث تشترك العائلة في تحضير هذه الاكلة ويقوم يحيى ببيعها عندما يتوفر له وقت بعد أن يمضيه في رعاية المرضى والمصابين .

نزح يحيى مع عائلته كباقي الأسر وذلك بعد ان حاصرت قوات الاحتلال مدارس الأونروا في مخيم خانيونس،  الى منطقة المواصي غربا وقال :" تركنا جميع اغراضنا خلفنا وخرجنا بخوف الى المجهول ، ثم وصلنا الى ارض مقطوعة وافترشنا الرمل وتلحفنا السماء ، كانت ليلة قاسية جدا علينا من البرد والخوف وبلا اغطية ."

ويتابع يحيى: اما في صباح اليوم التالي لتلك الليلة المرعبة التي لم تحتمل عائلة يحيى قساوتها الى ان ذهب في الصباح الباكر الى المدرسة في ظل الخطر هناك ليحضر ما يستطيع حمله من الاغراض لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب اطلاق الاحتلال النار على كل شخص يحاول الرجوع لتلك المنطقة.

وبالنسبة للأرض التي نزح فيها يحيى فيصفها بالقول:" ارض قاحلة لا يوجد بها ماء للغسيل او حمام لقضاء الحاجة ، حتى انني كنت اسير مسافة طويلة لأجلب لأهلي مياه للشرب من بئر، ونعيش فيها في شبه خيمة بدون فرشات او اغطية ."

البداية والانطلاق

بدأ يحيى عمل الانساني في تقديم خدمات طبية للنازحين من الجوانب الانسانية مع شقيقته الحكيمة قمر الدوش وذلك في المدرسة التي نزحت اليها عائلتهم وكان فيها اكثر من ٧٠٠٠ نازحا، حيث أمضى كل وقته في العمل على رعاية النازحين الصحية والنفسية متطوعاً دون الحصول على اي مقابل او مكافأة أو دعم مادي .

ويحكي يحيى للقدس جزء من كفاحه :" بجانب عملي على رعاية المرضى كنت اذهب في كثير من المرات الى مستشفى ناصر القريب من المدرسة التي كنت نازحا فيها ، لكي احضر الغيارات والادوية للمرضى غير القادرين على القيام بذلك ، وكان هذا جزء من عملي الانساني ".

انتهى

غزة-القدس / علاء المشهراوي