هدفنا الاهم تسجيل هذه الذاكرة للأجيال القادمة

المخرج سعود مهنا يصور الفيلم الروائي ( يافا ) في مخيمات النزوح في قطاع غزة

سعود مهنا3
سعود مهنا3

لم تثن ظروف حياة النزوح القاسية والشحيحة الموارد، وصعوبات العيش في مخيمات النزوح في مدينه خانيونس ودير البلح جنوب قطاع غزة، المخرج سعود مهنا، عن انجاز عمله السينمائي الجديد المتمثل بالفيلم الروائي القصير ( يافا )، تحت أزيز الطائرات وهدير المدافع وقصف البوارج، متحديا كل الصعوبات الفنية والمادية والأمنية.

يقول سعود مهنا في حديثه الخاص للقدس: المعاناة تولد الابداع، والحاجة ام الاختراع، ولا يوجد حدود لطموحات أبناء الشعب الفلسطيني، حتى في أسوأ الظروف.

وتابع الفنان الفلسطيني سعود مهنا وهو مخرج سينمائي ومؤسس ورئيس مهرجان العودة السينمائي الدولي رئيس ملتقى الفيلم الفلسطيني وحائز على العديد من الجوائز الفنية في المهرجانات العربية والدولية قائلا: انتهيت اليوم من تصوير فيلم روائي قصير باسم يافا  يربط النزوح الذى نعيشه اليوم مع هجره أهل يافا ، والفيلم بطوله الفنان الممثل محمد جوده والطفلة ساره عمر والطفل وسام النجار، بمساعدة الصديق السينمائي الدكتور يوسف خطاب، وبمشاركة فريق التصوير المؤلف من يامن عويضة ومجدي موسى.

سعود مهنا 2
 

ويربط فيلم يافا بن الهجرة من يافا من خلال عائله هاجرت منها عام 1948م وهذا النزوح المأساوي في قطاع غزة، فى دراما وحبكة سينمائية لعائلة من يافا، وقد كتبت المخرج سعود مهنا سيناريو الفيلم بنفسه وقام بإخراجه، في مخيم النزوح بدير البلح بالإضافة الى مشاهد غرب مدينة خانيونس المدمرة.

وأضاف مهنا ردا على سؤال للقدس من الهدف وراء انتاج هذا الفيلم: سنظل نعمل من اجل القضايا الفلسطينية ومن أجل التذكير بالهجرة والرحيل والتأكيد على حق العودة.

وتابع: في الحقيقة أحببنا أن نؤكد أننا لا نفرط بحق العودة إلى يافا وحيفا والجليل وكل المدن والقرى التي دمرتها اسرائيل وطردت اهلها بقوه السلاح، وخصوصا في هذه الأوقات التي تحاول فيها اسرائيل تهجير شعبنا لكى نطالب فقط بالعودة إلى غزه وشمالها،  لذلك من بين خيام النزوح، صممت انا ومعي من فريق من صناع الافلام أن نرصد حكايات النازحين الممزوجة بالألم والفقدان والصمود، عبر افلام وثائقية وروائية، لكى تظل هذه الأفلام شاهده على جرائم الإبادة الجماعية التي تقترفها  قوات الاحتلال الهمجية ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة.

وأوضح مهنا أنه قد أخرج أيضا خلال تجربة النزوح فيلم (تحدى) مع المخرج يوسف خطاب، ويتكلم عن قصص النزوح من خلال اطلاق مهرجان العودة السينمائي الدولي الذي سينطلق في قطاع غزة قريبا، تحت اتون ونيران الحرب ومن بين الخيام في ظل انقطاع الكهرباء وعدم جودة الانترنت.

يرى المُخرج سعود مهنّا أنّ السينما هي الحياة والأم والمرأة والابنة، وأنّه من خلالها يبرز الهوية الفلسطينية الثقافية والعادات والتقاليد الفلسطينية، ويطمح من خلال المشهد السينمائي الى توثيق ذاكرة فلسطين، وانّ الشعب الفلسطيني مُحب للحياة والاطلاع على ثقافات الشعوب المُختلفة ويوجه من خلال السينما رسالة الى العالم عُنوانها السلام.

سعود مهنا 2
 

وفي اجابته على سؤال للقدس عن الصعوبات والتحديات التي واجهها أثناء التصوير، قال مهنا: هنالك تحديات جمه واجهتنا، أولها لا يوجد دعم أو انتاج نحن ننتج هذه الأفلام  من قوت اطفالنا وبميزانيه صفر تقريبا، وصعوبة التحرك للتصوير خوفا من قصف الطائرات الاسرائيلية، وكذلك صعوبة المواصلات للتنقل إلى مواقع التصوير حيث نضطر احيانا أن نمشى أنا وفريق التصوير لساعات طويله ونفرح كثيرا إذا وجدنا عربه يجرها حمار لكى توصلنا إلى مكان التصوير.

وحول سؤال اخر حول نوعية الكاميرات وجودة التصوير وكيفية عرض الفيلم، قال سعود مهنا: طبعا نعتمد على الكاميرات المتاحة في نفس المنطقة، فمثلا هناك مصورين محترفين من اصدقائي مع معداتهم الجيدة ولكنهم في مدينه غزه فلا يستطيعون القدوم إلى الجنوب، لذلك نعتمد على المتاح، ونحن نصور افلامنا ولا نفكر اين ستعرض هذه الأفلام ولكننا سنشارك بها في العديد من المهرجانات ونرسلها إلى مواقع الافلام، هدفنا الاهم هو تسجيل هذه الذاكرة للأجيال القادمة.

انتهى

غزة / علاء المشهراوي-خاص القدس