الطاولة ينعى الشهداء الرياضيين.. المسابقات تؤجل مباريات الأربعاء. المجلس الأعلى يدعو لحماية رياضينا

استشهاد ثلاثة لاعبين وإداري خدمات خانيونس مدحت الضيف، قصف نادي المشتل وملعب "زهوة عرفات"، الإعلاميّ العُماني البلوشي يتضامن مع الرياضة الفلسطينية   

غزة- أحمد المشهراويّ- المشرق نيوز:

لم تتوقف مسيرة كوكبة الشهداء الرياضيين المتدفقة منذ يوم السبت الماضي، وقافلة الشرف الحتمي من أبناء الحركة الرياضية وأبرز نجوم كرة القدم في الأندية وفي الهيئات الإدارية، حيث أعلن نادي بيت حانون الأهلي، أحد أندية الدرجة الأوّلى المؤهلة إلى الدرجة الممتازة استشهاد نجم الفريق الأوّل وقائده اللاعب رشيد دبور، لاعب خط الوسط في النادي، الذي لحق بركب الشهداء الرياضيين، جراء القصف الإسرائيلي المتصاعد والذي لم يتوقف على مدينة بيت حانون الواقعة شمالي قطاع غزة، التي نالت حمم الصواريخ المتساقطة منذ العدوان فوق رؤوس أهلها، حيث تمَّ تشييع جثمانه إلى مقبرة المدينة المتاخمة لمعبر بيت حانون- حاجز إيرز، يتقدم المشيعين عائلته وذويه ولاعبو الفريق وإدارة النادي والأندية الأخرى. كما أعلن نادي بيت حانون الرياضي استشهاد لاعبه إسماعيل الشنباري وتدمير منزله فوق رؤوسهم دون سابق إنذار، وقد جرى تشييع لاعب خط الدفاع بالنادي الأهلي بيت حانون إلى مقبرة بيت حانون، في موكب حزين ووسط بكاء ودموع زملائه.

وفي خانيونس شاركت الأسرة الرياضية ممثلة بالأندية والمؤسسات والجمعيات والمراكز والاتحادات الرياضية وإدارتها، وممثلون عن اتحاد كرة القدم، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة، وهيئة الشباب والثقافة، واللجنة الأولمبية، في تشييع نخبة من الشهداء الرياضيين، الذين استشهدوا جراء العدوان الإسرائيلي المتصاعد على القطاع، فقد جرى تشييع جثمان الرياضي مدحت عبد الفتاح الضيف (47 عاماً) المشرف الرياضي في نادي خدمات خانيونس- أحد أندية الدرجة الأولى، برفقة ابنه براء وابنته ووالده عبد الفتاح الضيف، وذلك بموكب جنائزي حاشد وحزين، ضمن مواكب الشهداء التي انطلقت من المدن والبلدات كافة، وسط صيحات الغضب والاستنكار لعمليات القتل التي تطال المدنيين نتيجة إسقاط مئات الأطنان المتفجرة فوق بيوت الآمنين.

كما شيعت الجماهير جثمان اللاعب محمد سامي عرام، لاعب خانيونس جراء القصف المتعمد على المدنيين في بيوتهم، وذلك إلى مقبرة خانيونس جنوبي المدينة. وبعث تجمع نجوم الزمن الجميل بالتعازي إلى الكابتن حسن عرام المدرب بنادي خدمات خانيونس، ونجم الفريق وسابقه برحيل ابن عمه، وبعثوا بعبارات المشاطرة والسلوان إلى الكابتن حسن عرام وعائلته الصابرة المحتسبة برحيله، مرددين عبارات الرحمة والمغفرة والصبر على رحيله الصعب. من جانبه، نعى نادي خدمات خانيونس استشهاد مدحت الضيف مع عدد من افراد عائلته. وقال النادي: نحتسب عند الله أحد أركان نادي خدمات خانيونس الذي أفنوا مسيرتهم الطويلة في رفع النادي والارتقاء به ووصوله إلى أعلى المراكز بإخلاص على سلم ترتيب الدوري، ونفتقد ابناً مخلصاً وفياً للفريق،الذي تدرج في مسيرة النادي لاعباً ثم في الجهاز التدريبي، ثم الجهاز الإداري، سائلين المولى أن يتغمد بواسع رحمته ومغفرته. كما بعث نادي خدمات خانيونس بالتعازي والمواساة إلى عائلة نجم النادي حسن عرام بوافة ابن عمّه محمد سامي، مؤكداً أن مسيرة العطاء والبذل التي يقدمها شعبنا عامّة والرياضيون خاصة ستتواصل بكل تفانٍ، حيث وقف الرياضيون في مقدمة صفوف شعبهم يقدمون الغالي والنفيس وكذلك في عملية البناء لأركان الوطن، فكانوا في مقدمة المبادرين للعمل الرياضي، ومن أوائل الذين رسخوا مبدأ الوحدة والترابط.

استهداف نادي المشتل

من جهة ثانية، استهدف القصف العشوائي بالطائرات المقاتلة أف 16، والمدافع الدبابات والبوارج البحرية التي تمطر قطاع غزة من كل الاتجاهات نادي المشتل الرياضي، وأدى العدوان المتصاعد على قطاع غزة إلى وقوع أضرار كبيرة في ملعب النادي "ملعب زهوة عرفات" الذي سمي باسم كريمة الرئيس الراحل ياسر عرفات، والذي يستضيف وبطولات وصواعق شهر رمضان الكروية التنشيطية، والاحتفالات المركزية لتخريج أبطال الكاراتيه وبطولات المؤسسات، وكذلك دوري الناشئين التي ينظمها اتحاد الكرة، كما طال القصف المقر الإداري لنادي المشتل أحد أندية الدوري في قطاع غزة، وذلك نتيجة سقوط الصواريخ من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي على محيط النادي الذي يخدم آلاف المواطنين.

وقال النادي إنّ القصف الوحشيّ أدى إلى وقوع الأضرار الجسيمة في المبنى الإداري وصالة النادي المسؤولة عن إقامة الاحتفالات الرسمية والتكريم والأفراح الاجتماعية والعامّة، كما أوقع القصف أضراراً في ملعب كرة القدم الرئيسي، وملعب السداسيات الذي يجري فيه الفريق منافسات دوري الدرجة الثانية، وهو مقام في حي الرمال جنوب غربي غزة المطلة على الجامعات الإسلامية والأزهر والاقصى، وهو يخدم قطاع كبير من الطلبة، ويضم عدداً من الألعاب الجماعية كالكاراتيه وكرة الطاولة وكرة الطائرة وكرة اليد وكرة القدم، ويمثل متنفساً للأهالي في هذه المنطقة الشعبية وما يوفره من خدمات اجتماعية وترويحية في ظل التحديات القائمة.
وذكر النادي أن طائرات الاحتلال خلّفت الكثير من الخسائر في البنية التحتية للنادي والمرافق المختلفة, والتي طالت الملعب المعشب وقاعة تدريب الكاراتيه والاجتماعات والكافتيريا، وأن هذه المرة ليست الأولى التي يتعرض المشتل لأضرار كبيرة في مرافقه جراء العدوان, إذ سبق أن حدث نفس الأمر في 2008 و2011.

من جانبه، جدد المجلس الأعلى للشباب والرياضة مطالبته بوقف استهداف الملاعب والمؤسسات الرياضية والصالات التي تقدم دوراً رياضياً وشبابياً واجتماعياً، خاصة لصنوف الطلاب، مؤكداً أن هذه الاعتداءات تتطلب موقفا حازما من المنظمات الرياضية الدولية، ومعاقبة الاحتلال على أفعاله التي تضرب عرض الحائط بالمواثيق التي تحمي المؤسسات المدنية والرياضية من أي اعتداء، وضمان حرية تنقل اللاعبين والإداريين خاصة لاعبي المنتخبات، وأن تكفل هذه المؤسسات حق الرياضيين في ممارسة الرياضة التي كفلها القانون الدولي، وكذلك حرية تنقل اللاعبين وصولهم إلى الملاعب والمشاركات الخارجية دون قيود.

البلوشي يتضامن مع فلسطين

أبدى الإعلامي خليل البلوشي المعلق الرياضي العُمانيّ بشبكة قنوات "بي أن سبورت" انحيازه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني ورياضيه في مواجهة القصف المتواصل على الرياضيين ومؤسساته من مقرات المنازل والمؤسسات والصالات الرياضية والملاعب المعشبة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية، حيث استهل المعلق العُماني الشهير البلوشي، تعليقه بالدعاء والابتهال إلى قطاع غزة وأهله، الذي يتعرضون للتصعيد الإسرائيلي. وبدأ البلوشي حديثه قبل انطلاق مباراة كريستال بالاس وأرسنال بالقول: "نوحّد الدعاء في هذه الأثناء لأهلنا في غزة، اللهم فك أسرهم، واشفِ مريضهم، واكشف كربتهم وبدّل خوفهم أمناً يا ذلال الجلال والعزة". وليست هذه المرة الأولى التي يتطرق فيها المعلق البلوشي للحديث عن قضايا عربية أو إسلامية خلال تعليقه على مباريات كرة القدم، إذ دعا في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إلى استغلال المنابر الإعلامية للدفاع عن الرسول، محمد صلى الله عليه وسلم، للرد على الإساءات المتكررة التي يتعرض لها النبي الكريم، خاصة في فرنسا.

إرجاء مباراة الأربعاء

بدورها، قررت لجنة المسابقات في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، تأجيل مباريات يوم أمس الأربعاء، حيث تواصل العدوان على شعبنا في قطاع غزة ورياضيه، وأدى إلى تدمير الملاعب والمؤسسات الرسمية والأهلية والخاصة الرياضية، والتي كانت ستجري في الدرجة الثانية وستجمع، الوفاق الرياضي والسلام الرياضي على ملعب اليرموك البلديّ، إيذاناً باختتام مباريات هذا الأسبوع في الدرجات كافة، الممتازة والأوّلى والثانية بفرعيها، والتي جرى إرجاؤها بسبب الاستهداف المتكرر لعناصر اللعبة وعمليات القصف الواسعة للأحياء السكنية.

اتحاد الطاولة ينعى الشهداء

وأعرب الاتحاد الفلسطيني لكرة الطاولة عن بالغ تعازيه ومواساته الكبيرة إلى العائلات وذويهم من أبناء الحركة الرياضية والشعب الفلسطيني بارتقاء الشهداء جراء القصف الإسرائيلي والعدوان المتواصل على قطاع غزة، وعبر الاتحاد مشاطرته الكاملة مع عائلاتهم وذويهم، وكذلك التضامن مع الاتحادات الرياضية والأندية التي قدمت نخبة من الشهداء والجرحى والمتضررين بسبب القصف المتواصل ليلاً نهاراً وفي كل الاتجاهات.

وقال اتحاد  الطاولة برئاسة محمد صلاح الدلو نعبر عن كل آيات الفخر والاعتزاز وبمزيد من الحزن والأسى ارتقاء هذه القافلة الطويلة من شهداء الحركة الرياضية الذين التحقوا بركب شهداء الحركة الرياضية الممتدة والمتواصلة الممخضة بالدم والتضحيات والفداء والعطاء الفواحة بالمسك والعنبر، وتمنى الدلو رئيس اتحاد كرة الطاولة الشفاء العاجل والسريع للجرحى والمصابين الرياضيين، وأن يعودوا قريباً إلى فرقهم وملاعب الدوري، وأن يعوض المتضررين الذين استهدفت بيوتهم وكذا مؤسساتهم الاقتصادية والاجتماعية عقب الأضرار الكبيرة والمؤثرة التي لحقت بهم في هذا العدوان الهمجي.

وقد توافدت حشود المتضامنين والمعزين من الرياضيين وجموع الشخصيات الاعتبارية والمشجعين إلى بيوت الشهداء على امتداد مدن القطاع وبلداته لتقديم واجب العزاء، مبدين تضامنهم مع عائلاتهم وأسرهم، وأكدوا تضامنهم مع عائلاتهم وذويهم من نجوم الزمن الجميل، وذلك لليوم الثالث على التوالي،