بسبب خطة إضعاف القضاء:

موجة احتجاجات واسعة تشل إسرائيل شهدت اعتقالات وإصابات وإغلاق شوارع

متظاهرون اسرائيليون
متظاهرون اسرائيليون

شلت إسرائيل موجة احتجاجات واسعة ضد إعادة طرح التعديلات القضائية التي تدفع بها الحكومة، في "يوم تشويش" شهدت إغلاق طرقات رئيسية واضطرابات في المطار؛ رئيس الهستدروت يلوّح بالإضراب العام؛ البيت الأبيض يطالب حكومة نتنياهو بـ"حماية واحترام حق التظاهر".

وقد تصاعدت الاحتجاجات الواسعة التي انطلقت، صباح الثلاثاء، في إسرائيل، رفضا للخطة الحكومية لإضعاف جهاز القضاء، وشملت المظاهرات إغلاق طرقات رئيسية وتشويشات في مطار بن غوريون، وذلك في أعقاب مصادقة الكنيست بالقراءة الأولى على تشريع يقلص ذريعة "عدم المعقولية".

ونظمت احتجاجات في أكثر من 100 موقع فيما اتسعت رقعة الاحتجاجات مساء اليوم، الثلاثاء، مع تدفق عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى شارع "كابلان" في تل أبيب بعد تظاهر الآلاف في مطار بن غوريون في اللد، حيث اندلعت مواجهات عنيفة مع عناصر الشرطة التي أعلنت اعتقال نحو 77 شخصا على الأقل.

وعطّل المتظاهرون حركة المرور بين القدس وتل أبيب وغيرها من الطرق والتقاطعات الرئيسية. وبالقرب من الكنيست في القدس، رفع متظاهرون الأعلام وقرعوا الطبول وسط انتشار مكثف لعناصر الشرطة بمن فيهم وحدات من الخيالة؛ كما تظاهر المئات أمام السفارة الأميركية في تل أبيب.

وخارج صالة وصول المسافرين في مطار بن غوريون، تظاهر آلاف المتظاهرين وهم يلوّحون بالأعلام ويطلقون الصفارات ويرددون هتافات؛ فيما أبلغت سلطة المطارات الإسرائيلية عن "اضطرابات محتملة" في حركة الطيران؛ وطوقت الشرطة منطقة التظاهر في المطار وسط "تحذيرات من كارثة" بسبب الازدحامات التي تشكلت في المكان.

وتصرّ الحكومة على المضي قدمًا في إقرار خطتها القضائية في ظلّ غياب المفاوضات مع المعارضة؛ ولوّح رئيس اتحاد نقابات العمال في إسرائيل (الهستدروت) بـ"إعلان الإضراب العام"، وقال: "عندما أشعر بأنّ جميع الخيارات قد استنفدت وأنّنا في وضع صعب، سنتحرك".

ووجهت الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي دعوات للحكومة الإسرائيلية وطالبتها بـ"احترام وحماية الحق في التظاهر"، كما دعتها لاستئناف المفاوضات برعاية ديوان الرئيس الإسرائيلي، في محاولة للتوصل إلى تفاهمات حول خطة توافقية لإصلاح جهاز القضاء، وسط تحذيرات من المساس بـ"الأسس الالحيوية للنظام الديمقراطي".

وقد اخلت الشرطة تُخلي شارع "كابلان" في تل أبيب من المتظاهرين، فيما اعلن الجيش الإسرائيلي اعتقال ضابط برتبة نقيب اعتقل خلال مشاركته في الاحتجاجات الواسعة ضد خطة حكومة نتنياهو لإضعاف جهاز القضاء.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") أن الضابط اعتقل للاشتباه باعتدائه على شرطي خلال المظاهرات في وسط البلاد. وبحسب الجيش، فإن النقيب لم يكن يرتدي زيا عسكريا ولم يكن يحمل أي رموز عسكرية.

وتستأنف لجنة الدستور والقانون والقضاء في الكنيست، صباح الأربعاء، المداولات بشأن التشريع الذي يهدف إلى تقليص ذريعة عدم المعقولية، تمهيدا لطرح القانون لتصويت الهيئة العامة بالقراءتين الثانية والثالثة.

وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن اللجنة تعقد جلسة مداولات إضافية بشأن مشروع القانون الذي صادقت عليه الكنيست بالقراءة الأولى، يوم غد، الخميس، رغم تصاعد الاحتجاجات على خطة الحكومة لإضعاف القضاء.

المتظاهرون يتدفقون إلى شارع "كابلان" في تل أبيب ويغلقون طريق "أيالون"

وهاجم نتنياهو المحتجين، وذلك عبر مشاركة تصوير شاشة لخبر انتشر في وقت سابق اليوم، يتهم المتظاهرين "اليساريين بإغلاق الشوارع وقطع الطرق عن مركبات الإسعاف".

وجاء في الصورة التي شاركها نتنياهو على حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تصريحات صدرت عن مصادر في خدمة "نجمة داوود الحمراء"، تشير إلى "تأخيرات كبيرة في حركة مركبات الإسعاف خلال طريقها إلى حالات طارئة أو في الشوارع المؤدية إلى المشافي".

وأشارت تقديرات في صفوف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أوردتها القناة 12، أن غالانت قد يضغط على نتنياهو لوقف تشريعات إضعاف القضاء إذا شعر أن رفض الخدمة العسكرية قد يؤثر على كفاءته الجيش وقدرته على شن عمليات.

يأتي ذلك في ظل أعلان المئات من الجنود الاحتياط من وحدات النخبة والوحدات الحساسة في الجيش عن رفضهم لتأدية الخدمة العسكرية في صفوف قوات الاحتلال، وسط تقديرات بأن يؤثر ذلك على قدرة الجيش الإسرائيلي وجهوزيته.

في غضون ذلك عقد أكثر من 400 طيار نشط في قوات الاحتياط التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، اجتماعا في مكاتب شركة خاصة في "بني براك" لمناقشة تحركات الحكومة التشريعية لإضعاف جهاز القضاء وتداعياتها على سلاح الجو.

وأفادت التقارير بأن الحديث عن اجتماع مغلق عقد بمشاركة مقاتلين في سلاح الجو، بما يشمل طيارين ومراقبين وملاحين ومشغلي طائرات مُسيرة ومقاتلين في الوحدات الخاصة ومسؤولين عن التدريبات وموظفي مقر العمليات.

ووفقا للتقارير فإن جميع المشاركين في الاجتماع يشغلون "مواقع مركزية ومهمة في المهام العملياتية وينشطون في خدمة الاحتياط".

في غضون ذلك قال وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن الدعوات المتصاعدة في بلاده لرفض الخدمة العسكرية "خطيرة" وتمثل "جائزة لأعدائنا"، على حد وصفه، وذلك في كلمة له، مساء الثلاثاء، خلال فعالية للجيش الإسرائيلي، على وقع تزايد الدعوات لرفض الخدمة العسكرية ردا خطة إضعاف القضاء.

وقال غالانت إن "مفتاح النجاح في مهماتنا (العسكرية) يكمن في وحدة صفوفنا ضد أعدائنا". وأضاف أن "الدعوات التي تُسمع هذه الأيام لتشجيع رفض الخدمة وإنهاء تطوع جنود الاحتياط تهدد وحدة الصفوف وخطيرة وهي بمثابة جائزة لأعدائنا".

ودعا غالانت "الشخصيات العامة من اليمين واليسار إلى ترك السياسة خارج الجيش". واعتبر أن رفض الخدمة العسكرية "يضر بأمن إسرائيل وجيشها" الذي قال إنه "أداة الحماية التي تمنح الحياة لدولة إسرائيل".

انتهى

تل ابيب /  المشرق نيوز