مصادر تكشف.. ماذا تحمل السلطة الفلسطينية في جعبتها إلى قمة شرم الشيخ؟

قمة شرم الشيخ
قمة شرم الشيخ

كشفت مصادر مطلعة، أن "مسئولين فلسطينيين بينهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ تلقى اتصالات أمريكية وعربية لتأكيد مشاركة السلطة الفلسطينية في قمة شرم الشيخ الأمنية المقررة يوم الأحد المقبل".

وقالت المصادر للمشرق نيوز، إن "الاتصالات تعتبر الثانية من نوعها خلال أقل من أسبوع بهدف الضغط على السلطة للمشاركة في القمة في ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية في المدن الفلسطينية، وكان أخرها مساء اليوم عقب قتل جيش الاحتلال أربعة فلسطينيين في جنين".

وأضاف المصادر أن "المسئولين الفلسطينيين أبلغوا الجانبين العربي والأمريكي بأن إسرائيل تضع السلطة في موقف محرج مع اقتراب موعد كل قمة مقرر عقدها". مبينةً أن "السلطة ستشارك في قمة شرم الشيخ يوم الأحد المقبل".

وأشارت المصادر إلى أن "قمة شرم الشيخ تأتي استكمالاً لما اتفق عليه في اجتماع العقبة بهدف تحقيق الاستقرار قبيل شهر رمضان المبارك وتنفيذ الخطوات المتفق عليها في المجال الأمني والاقتصادي".

وأكدت المصادر على أن "المسئولين الفلسطينيين سيطرحون رؤيتهم للأوضاع في الضفة الغربية، وسيطالبون بضبط تصرفات وزراء حكومة بنيامين نتنياهو العنصرية، والحصول على التزام واضح من إسرائيل بوقف النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، ومشاريع القوانين المصادق عليها إسرائيلياً في الكنيست بما فيها المتخذة ضد الأسرى".

وشدد المصادر على أن "الاجتماع سيركز على بنود اتفق عليها في قمة العقبة تتعلق بتعزيز سيطرة الأجهزة الأمنية الفلسطينية على مدن الضفة خاصة في جنين ونابلس، ووقف الخصومات عن أموال المقاصة، وتقديم جملة مساعدات أمنية تتعلق بتسليح الأمن الفلسطيني، بالإضافة إلى أنه سيتطرق إلى مسألة تدريب عناصر أمنية تابعة للسلطة في الأردن".

ولفتت المصادر إلى أن "الجانب الفلسطيني أكد للأطراف العربية على ضرورة إخراج القمة من طابعها الأمني وفق المنظور الإسرائيلي، وأن تتضمن جانباً سياسياً يؤمن حصول الفلسطينيين على دولة بناءً بالاستناد إلى مبادرة السلام العربية".

ونوهت إلى أن "المسئولين الفلسطينيين سيطالبون بضمانات قوية من الأمريكان والعرب لتطبيق ما يتم الاتفاق عليه خلال اجتماعي العقبة وشرم الشيخ".

وكانت فصائل فلسطينية عبرت عن رفضها لمشاركة السلطة الفلسطينية في اجتماع أمني سيعقد في شرم الشيخ، يجمعها مع الاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكية أردنية مصرية.

واستهجنت حركة "حماس" إعلان السلطة الفلسطينية مجدداً عزمها المشاركة في اجتماع أمني آخر بمشاركة الاحتلال والمقرّر عقده في شرم الشيخ في الأيام القادمة.

واعتبر المتحدث باسم الحركة حازم قاسم، اليوم الخميس، مشاركة السلطة في الاجتماع استهتاراً بدماء شعبنا الفلسطيني المستباح على يد جيش الاحتلال ومستوطنيه الفاشيين، ومحاولةً صهيونية لضرب الحالة الثورية المستمرة والمتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة.

ودعا قاسم السلطة الفلسطينية إلى العدول عن قرارها في المشاركة في هذا الاجتماع الذي لا يخدم إلا أجندة الاحتلال في تعزيز سطوته وسيطرته على أرضنا.

كما دعاها إلى وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وعدم المراهنة على سراب الوعود الأمريكية، والانحياز إلى الإجماع الوطني وإرادة شعبنا الفلسطيني في المقاومة حتى دحر الاحتلال الفاشي عن كامل ترابنا الوطني، وإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس.

من جانبه أكد الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" رفضه القاطع لمشاركة أي وفد فلسطيني وعلى أي مستوى كان في ما بات يعرف بـ "لقاء شرم الشيخ" المقرر يوم الأحد القادم، مطالبا القيادة الفلسطينية والإخوة في مصر والأردن بمقاطعة هذا اللقاء الذي يأخذ طابعا أمنيا واقتصاديا صرفا علما أن قضية شعبنا قضية سياسية وحقوقية بامتياز.

وشدد "فدا" على أن مثل هذه المشاركة لن تخدم مصالح شعبنا، بل على العكس فإنها تصب في خدمة أعدائه وأعداء أمتنا العربية وعلى رأسهم كيان الاحتلال الذي سيستغل هذا اللقاء كما استغل من قبله ما عرف بـ "اجتماع العقبة" للايغال أكثر في الدم الفلسطيني والمضي قدما في جرائم الحرب التي يرتكبها على مدار الساعة، بمشاركة جيشه الارهابي وعصابات مستوطنيه، بحق الأرض الفلسطينية والانسان الفلسطيني وكل ما له علاقة بقضيتنا الوطنية العادلة.
 
وقال "فدا" إن أية مراهنة على أية إمكانية لتحقيق أي اختراق أو تلمُّس أي أفق سياسي مع الائتلاف الاسرائيلي الحاكم الآن في "إسرائيل" والذي يضم أكثر الأطراف إرهابا وعنصرية في تاريخها، هي مراهنة خاسرة وستؤول إلى خسران ولا تخدم شعبنا ولا قضيته العادلة، بل وتضر بهما أيضا.
 ودعا "فد" كل قطاعات شعبنا وفصائله وقواه ومؤسساته إلى إعلاء الصوت عاليا ضد كل الخطوات والمواقف التي تنتقص من حقوقنا الفلسطينية وقال إنه سيعمل مع كل الأخوة والرفاق وبروح من العمل الوحدوي والمشترك وعلى أساس الاحترام المتبادل، يدا بيد وكتفا يسند كتف، في الميدان الكفاحي وكل المحافل السياسية، من أجل المضي قدما في درب النضال لاحقاق هذه الحقوق العادلة وغير المنقوصة.

عقبت الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، اليوم الخميس، على إعلان السلطة الفلسطينية نيتها المشاركة في اجتماع شرم الشيخ يوم الأحد المقبل، وسط تحذيرات من نتائجها.

بدوره، أكّدَ عضوُ المكتبِ السياسيّ للجبهةِ الشعبيّةِ، مسؤولُ فرعِها في غزّة، محمود الراس، أنّ "إعلانَ السّلطة مشاركتَها في قمّة شرم الشيخ إمعانٌ في التمرّد العلنيّ على الإرادة الشعبيّة، وتجاوزٌ لمخرجات جولات الحوار الوطنيّ، وقرارات الإجماع الوطنيّ خاصّةً قرارات المجلسين؛ الوطنيّ والمركزيّ، بسحب الاعتراف بالاحتلال، والتحلّل من اتّفاقات أوسلو والتزاماتها الأمنيّة والسياسيّة والاقتصاديّة، خاصّةً التنسيق الأمنيّ".

وعدَّ الراس في تصريحاتٍ صحفيّةٍ أنّ "هذه الخطوة تقدّمُ خدماتٍ مجانيّةٍ للحكومة اليمينيّة الفاشيّة، التي بات العالمُ وشركاؤها بالعدوان والإرهاب يضيقون ذرعًا بممارساتها وسلوكها الفاشي".

في السياق، انتقدت الجبهة الديمقراطية، تلبية القيادة الرسمية للسلطة الدعوة للالتحاق باجتماع شرم الشيخ، الذي يأتي مكملاً لاجتماع العقبة سيء الصيت.

وقالت الجبهة الديمقراطية في بيان لها اليوم: إن الالتحاق باجتماع شرم الشيخ يعتبر تحدياً للإرادة الوطنية لشعبنا الفلسطيني، وتنكراً لنضالاته وتضحياته، وهو يواجه أبشع أنواع العدوان والإجرام على يد حكومة الرعاع والغوغاء، برئاسة نتنياهو وباقي أفراد العصابة في إسرائيل.