هل كانت عملية مجدو مشتركة بين حماس وحزب الله؟

عملية مجدو- نصر الله والعاروري
عملية مجدو- نصر الله والعاروري

قال المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت رون بن يشاي إن "طريقة عملية مجدو والحقائق الظرفية تشير إلى أن حزب الله كان على الأقل شريكاً لحركة حماس في الهجوم وربما يكون هو من بادر به".

وأضاف أنه "إذا تحقق أن حزب الله كان شريكاً أو من بادر في عملية مجدو، فهو يشير إلى تغيير في استراتيجية التنظيم، التي تجنبت حتى الآن تنفيذ هجمات في عمق إسرائيل".

وزعم أنه "في السنوات الأخيرة، كان هناك اتجاه للتقارب بين حزب الله وحماس في لبنان، وقوة العلاقات التي تشجعها إيران بين التنظيمين بعد تعيين صلاح العاروري نائبا لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس ومسؤول أنشطة التنظيم في الضفة الغربية المحتلة".

وتابع  أن "عناصر حماس في الضفة الغربية يتم تشغيلهم جزئياً من قبل الأسرى المفرج عنهم في صفقة شاليط الذين تم ترحيلهم إلى قطاع غزة، لكن العاروري هو قائد قيادة الضفة الغربية ، يقوم ببناء البنية التحتية ويبحث عن طرق لتحويل الضفة الغربية إلى ساحة رئيسية لنشاط حماس ضد إسرائيل".

واستطرد أن "حركة حماس قررت استراتيجيا الحفاظ على الهدوء في غزة من أجل تعزيز عسكريا وتخفيف محنة السكان، فلعاروري يحاول تحويل مركز ثقل أعمال المقاومة العنيفة ضد إسرائيل إلى الضفة الغربية".

وأردف أن "أحد اسباب التركيز على الضفة هو الاستعداد لليوم الذي يسقط فيه الرئيس محمود عباس من قيادة السلطة الفلسطينية، حينها ستتاح لحماس الفرصة للسيطرة على الضفة أيضا".

وأضاف أن "حماس تهدف إلى تحقيق هدف آخر وهو ربط غزة بالضفة الغربية بطريقة تسمح لها بالادعاء بأنها تسيطر على كامل الأراضي الفلسطينية، وبالتالي فهي العامل العسكري والسياسي المهيمن على الساحة الفلسطينية. وحاولت حماس القيام بذلك من خلال إطلاق صواريخ رداً على "محاولات إسرائيل السيطرة على المسجد الأقصى في عام 2021".

وأشار إلى أن "حماس بقيادة صلاح العاروري تحاول ايضاً ربط الفلسطينيين في الضفة الغربية بحوالي 400 ألف فلسطيني يعيشون في مخيمات اللاجئين الأخرى في لبنان، وخلق علاقة تسمح لحماس بالتنسيق بين الساحات الفلسطينية الثلاث في غزة والضفة الغربية ولبنان في القتال ضد إسرائيل".

ولفت إلى أن "العاروري يعلم أن من يسيطر على لبنان هو حزب الله وبدون موافقة قيادة التنظيم ولن يحرك الأمين العام حسن نصر الله شيئاً. لذلك عقد العاروري بتشجيع من الإيرانيين لقاءات عديدة مع قيادات حزب الله بينما يتنقل باستمرار بين تركيا ولبنان".

وأكد على أن "ملابسات عملية مجدو ونوع الحمولة والعملية تشير إلى مزيج من العناصر بعضها نموذجي لحزب الله".

وقال "على سبيل المثال، نوع العبوة المتفجرة وطريقة استخدامها واحتمال أن يكون المشغل على الأرجح مسلمًا غير شيعي من لبنان، وأنه لم يكن قادرًا على اختراق الأراضي الإسرائيلية دون إذن حزب الله، الذين ينتشر أفراده على خط الحدود وتحييده خلال محاولته العودة إلى الأراضي اللبنانية سبب آخر للشك في أن الإرهابي كان منسقًا بطريقة ما مع حزب الله وافترض أنه سيتمكن من العودة إلى المكان الذي غادر منه".

وزعم أن "أسلوب العملية والحقائق الظرفية تشير على الأقل إلى أن حزب الله كان شريكًا في معرفة الهجوم وربما حتى بادر به".

وشدد على أن " الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى معرفة ذلك لأنه إذا كانت هذه الحقيقة صحيحة، فهي تشير إلى تغيير في إستراتيجية حزب الله، التي تجنبت حتى الآن تنفيذ هجمات في عمق إسرائيل".

كما زعم بن يشاي أنه "منذ حرب لبنان الثانية، كان حزب الله حذرًا من إشعال صراع مع إسرائيل، حيث وبّخ المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي نصر الله بعد الحرب على استنفاذه ترسانة الصواريخ لحدث تكتيكي لخطف الجثث لأغراض المبادلة للأسرى في وقت كانت فيه هذه الترسانة مخصصة لاستخدام إيران في اليوم الذي تهاجم فيه إسرائيل منشآتها النووية".

ونوه إلى ان "الإيرانيين أوضح لنصر الله أن حزب الله هو الذراع الطويلة لإيران في حالة اندلاع حرب شاملة مع إسرائيل ويجب ألا يشتبك مع إسرائيل بأقل قدر ممكن، ما لم يكن ذلك ضروريًا لحماية المواطنين اللبنانيين والمصالح اللبنانية".

وتابع "يحتمل أن يكون نصر الله، قد قرر تفعيل التنسيق بينه وبين حماس للعمل عسكريًا ضد إسرائيل دون التعرف على بصماته في ظل الأزمة السياسية في إسرائيل".

ورأى أن "الجيش الإسرائيلي والشاباك حريصون الآن على تفكيك لغز عملية مجدو إلى عناصرها وفهم من تصرف وكيف تصرفوا وتحت أوامر من، والأهم، كيف تمكن إرهابي مسلح محمّل بالمتفجرات من التسلل من لبنان إلى إسرائيل فوق الأرض أو تحتها، وإذا كان لديه مساعدون داخل إسرائيل".

وأردف أنه "إذا تم العثور على هؤلاء المساعدين، فقد يشير ذلك إلى أن حزب الله وحماس قد يكون لديهما بالفعل بنية تحتية مشتركة في الضفة الغربية".

وختم بالقول "كل ما سبق هو أسئلة تحتاج إلى فحص، وقبل كل شيء، كما ذكرنا، ما إذا كان حزب الله وحماس قد قررا بالفعل التعاون في تنفيذ عمليات في إسرائيل نفسها".