عزيزتي المرأة بقلم: هناء الخالدي

هناء الخالدي
هناء الخالدي

عزيزتي المرأة

بقلم: هناء الخالدي

كم من وردة تكفينا لنحيا .. وكم فكرة تكفينا لنكمم الأفواه لتصمت بلا انتقاد يفقدنا المعنى والمغزى .. ونقف في الصف باحثين ومتفقدين العكاز .. لنهش الظلام الذي مازلنا نعيشه داخل مجتمعاتنا..

يأتي الثامن من اذار في زمن التيه .. والتحدي و الزلزال النفسي .. فكارثة الإنسان أحيانا أنه لا يصنع لحياته أي هدف .. لكي يبقى انسان .. وكم حدثت تغييرات كبيرة في العالم ناتجة عن سعي وتحقيق رؤى واحلام لنساء قويات استطعن أن يحدثن الفرق ويصنعن بصمة خاصة لهن في موازيين هذا العالم .. وبعض النساء استطاعت أن تسلك دربها بفضل معاييرها الخاصة واثبتت للجميع انها القادرة على إظهار تميزها  خلال مواجهة المحن .. واجتياز العقبات التي قد تعترض طريقها .. محتفظة باحترامها لذاتها حتى عندما لا يعاملونها الاخرين بالمثل ..

ويتطلب هذا الأمر مستوى مرموق من النضج والمرونة لكي ترفع رأسها عاليا ولا تسمح لسلوك الآخرين بسحبها إلى القاع .. مع المحافظة على الحكمة والتواضع .. وهي تستطيع تحقيق التوازن الصحيح بين الغطرسة واهدار الكرامة .. والمحافظة على عظمتها دون اللجوء لاحد بمساعدتها ..مما قد يؤدي أحيانا إلى تحملها ما يفوق طاقتها .. وهذا يعني أن الاستقلالية سلاح ذو حدين .. فهي تدرك قوة عقلها وتتحكم في عواطفها وتتقن التعامل مع الاخرين و لا تسمح للناس أو الأحداث بالتحكم في شعورها ..  لذلك لا تترك مجالا للخوف أو الشك لأنها تدرك أن التعلم يتطلب حالة ذهنية هادئة وثقة في النفس .. كنوع من التفكير العقلاني لتعيش حياة ايجابية .. ولكسر قيود وزنازين المجتمع وصناعة فكر يحميها من البركان ويحفظ كينونتها ويميزها كنجمة ساطعة تفيض بالذكاء والموهبة والعلم والحنكة في تسيير أمورها .. فالنجاح لا يتجلى فقط في شهادات جامعية ومناصب وأوسمة .. لكنه يتناسب باي مجال يناسبها لتوظيفه في إخراج ذلك المكنون الذي بداخلها ليصبح خادمها الأمين ، ويجعل من حلم رأته في الكثيرات يتجلي فيها وستبدع حتماً.. مع مواجهة ثقافة ومواريث اجتماعية وسطوة ذكورية ، لكسر طلاسم وحلقات السلاسل واحدة تلو الأخرى .. وليبقى عهدها مع نفسها عدم البكاء على الاطلال والا تكون حبيسة النغمات الحزينة والا تظهر رقيها بتوافه الامور كاشعال السيجار فالتحرر ليس مظهر وتشبه .. انما قوة عظيمة تقف بها أمام نفسها اولا، ومن ثم تعيد إعمار ما تهشم منها بشكل ورؤية واقعية جديدة .. ترتكز من خلالها إلى عوامل تحتاج منها بعض التعقل والرعاية حتى تتفاعل مع أحلامها وواقع حياتها التي من خلالها ستحرر وستعمر الارض وستربي اجيالا قادمة تبني المجتمع ولا تفسده..

عاش الثامن من اذار يوم المرأة العالمي .. لناكد ان رسالة المرأة المتميزة لا ساعي بريد لها ..فمهما كان الطريق طويلاً فهي حتمآ ستصل .. وستصل طال الزمان ام قصر..