الرئيسية| رياضة| التفاصيل

المشاعر الجياشة والفرحة التي عمت بإنجاز أسود الأطلسيّ التاريخيّ

الجماهير الفلسطينيّة ترسم لوحة فنيّة للتضامن العربيّ وتعبر عن فخرها واعتزازها بالفوز المغربيّ على البرتغال

احتفال المغرب بفوز البرتغال  10.jpg
احتفال المغرب بفوز البرتغال 10.jpg

المشاعر الجياشة والفرحة التي عمت بإنجاز أسود الأطلسيّ التاريخيّ

الجماهير الفلسطينيّة ترسم لوحة فنيّة للتضامن العربيّ وتعبر عن فخرها واعتزازها بالفوز المغربيّ على البرتغال

غزة- أحمد المشهراويّ

عبرت الجماهير الفلسطينيّة في مدينة القدس والضفة الغربيّة وقطاع غزة بالمنتخب المغربيّ الشقيق لإنجازه الجديد وانتصاراته المتتالية، وتواصلت الفرحة واحتفالات المشجعين الذين احتشدوا في المراكز العامة للمدن وصروح الجندي المجهول والمنارة والشوارع الرئيسة والمتنزهات وعلى امتداد ساحل البحر فور الإعلان عن الفوز الكبير والإنجاز التاريخيّ للمغربي على المنتخب البرتغاليّ والتأهل لدور نصف النهائي لمونديال كأس العالم الذي تستضيفه العاصمة القطرية الدوحة.

وتترقب الجماهير الفلسطينية مباريات منتخب أسود الأطلسيّ، لتحتشد داعمة ومؤازرة خلف الشاشات العملاقة بالمدن الفلسطينيّة لمساندة منتخب "أسوط الأطلسي"، ممثل العرب في دور ربع النهائي، الذي خاض مباراة كبيرة أمام المنتخب البرتغالي، وظلت الجماهير المخلصة والمعطاءة الوفية خلف منتخبها تلوح بأعلام المغرب وتصرخ بالهتافات بأعلى حناجرها وسط التصفيق وقوفاً وجلوساً مع كلّ هجمة يخوضها المنتخب العربي الإفريقي المسلم، تحبس بكل ما أوتيت أنفاسها،  حتّى الإعلان عن الفوز الجديد والإنجاز التاريخي غير المسبوق للعرب ودول إفريقيا.

ونحن نرصد هذه الأفراح الكبيرة والغامرة، ونقلت المشاعر الجياشة التي اختلطت بالبكاء ودموع الفرح، ورصدت أفراح الجماهير وسعادتهم بهذا الإنجاز التاريخيّ الذي يسجل بحروف من نور.

إنجاز تلو إنجاز لكلّ العرب

أبو خليل العلميّ، صاحب مدرسة النصر الإسلامية في غزة والذي تعود أصول عائلته إلى بلاد المغرب العربيّ، قال وهو يحتفل مع أفراد أسرته أمام ميناء غزة المطل على شاطئ البحر، إنها لحظات فرح كبيرة وغامرة.. سعادة لا توصف، ونحن نرى ممثل العرب يحقق الإنجاز تلو الإنجاز أمام منتخبات عالمية تضم رموز كروية كبيرة.. ويكمل والدموع في عينيه، لقد انتصرنا على منتخب كريستيانو رونالدو، هل هنا أكبر من هذه الأفراح الكبيرة؟.. شكراً لمنتخبنا المغربيّ، شكراً ليوسف النصيري وهو يعتلي بين نجوم البرتغال ويحول الكرة برأسه، شكراً للحارس العملاق بونو، شكراً لشديري وشريدة وكل النجوم المغربية التي أسعدتنا.

وانتقلت للحديث مع نجله مهند، صاحب كافي شوب "قهوتنا" على شاطئ البحر، الذي كان يرافقه بالاحتفالات التي انطلقت في معظم المدن بالقطاع، وتساءلت، كيف تجد وقفة الجماهير الفلسطينية والعربية هذه الليلة، رد بالقول: إنها أجمل معاني الأخوة والتلاحم، الكل وقف مشدوهاً ينتظر أن ترتسم البسمة على شفاه كلَّ عربي بل وإفريقي بعد أن احتكر نجوم أوروبا وأمريكا البطولات، لقد مرت الساعة والنصف صعبة ويحذونا الشوق والأمل أن نشاهد العلم المغربي يرفرف من جديد، لم ننس الدقيقة 41، ولا النجم النصيري الذي رسم هذه الأفراح.

وعلى امتداد شوارعه القطاع، يستطيع المار أن يشاهد الجماهير المحتشدة في المقاهي والصالات والشاليهات خلف منتخب المغرب، والتي تزينت بأعلام المغرب وصور اللاعبين تجاور أعلام فلسطين وقطر، وقد رسم الشبان على وجوههم ألوان العلم المغربي، ولفوا أجسادهم بألوان منتخب أسود الأطلسي فرحاً.

أواصر القرابة والمصاهرة والدم

وداخل صالة سعد صايل، اقتربت من الشاب وائل محمد الريفي، وهو يضع أمام طاولته في الركن الغربي الجنوبيّ لوحة كبيرة وتهنئة مقدمة من عائلته التي تنحدر- أيضاً- أصولها من المغرب العربيّ إلى جانب أقاربه وأفراد عائلته، الذين طلوا وجوههم بالألوان ولفوا رؤوسهم بالرايات الحمراء وهم يرفعون الأعلام المغربيّة إلى جانب الأعلام الفلسطينية: وذكر وهو يعبر عن فرحته بهذا الفوز قائلا: تربطنا هنا في فلسطين أواصر القرابة والمصاهرة مع أهلنا في المغرب العربي، وأواصر دم، فقد سال دم المجاهدين والمقاتلين المغاربة هنا في فلسطين والقدس، واختلط بترابنا الوطنيّ، حتّى يطلق على باب من أبواب القدس بباب المغاربة، نحن هنا نرد الجميل، ونرد بالعرق والتشجيع على الدم الذي نزف في فلسطين.. ويكمل: كنت أتمنى أن يشاركني الفرحة والدي وشقيقاي الشهداء، فقد استشهد والدي محمد صالح الريفي في سجن النقب، ولحق به أخي رائد شهيداً على أرض مدينة يافا، ثم انضم لهما شقيقي نائل، إنّها ساعات تتويج عظيمة وفرحة عربيّة أصيلة.

فوز يجسد التضامن العربيّ

الحاج رؤوف فروانه الذي لم ينقطع عن التلويح بالعلم المغربي في مقدمة المشجعين في الصالة، رصدته "القدس الرياضي" وهو يقفز مع ثلة من كبار السّن والشبان، حيث يحتلون الجزء الشرقي الشماليّ من الصالة حوله مع كل هجمة أو فرصة ضائعة، وقال: لقد جسد الفوز التضامن العربي، فنحن هنا في فلسطين نحتفل بالعلم الفلسطينيّ، وهناك بالدوحة يحتفل المغاربة بالعلم الفلسطينيّ، إنّا لحظات فخر وعزة والجماهير العربيّة، تهتف لفلسطين، أتمن أن تتواصل هذه الإنجازات، ليسعد كلُّ عربي من المحيط إل الخليج.