مارشال بيروت

اليوم الذكرى الـ40 لاستشهاد المناضل سعد صايل

اليوم الذكرى الـ40 لاستشهاد المناضل سعد صايل
اليوم الذكرى الـ40 لاستشهاد المناضل سعد صايل

اليوم الذكرى الـ40 لاستشهاد المناضل سعد صايل

بيروت /  المشرق نيوز

يصادف اليوم السابع والعشرين من أيلول/ سبتمبر، الذكرى الـ40 لاستشهاد المناضل سعد صايل "أبو الوليد"، الذي يعتبر احد أبرز العسكريين والمناضلين في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة.

ولد سعد صايل في قرية كفر قليل جنوب مدينة نابلس عام 1932، وتلقى دراسته في مدارس نابلس ونال الثانوية العامة عام 1950، ثم التحق بالكلية العسكرية الأردنية عام 1951، حيث تخصص في الهندسة العسكرية.

التحق بالعديد من الدورات العسكرية ذات المستوى الرفيع والمتطور التي عقدت في بريطانيا، ومصر، والولايات المتحدة، والعراق، والاتحاد السوفييتي، والعديد من الدول الاشتراكية، ذات العلاقة بجوانب متعددة، من بينها: الدفاع الجوي، وتصميم الجسور وتصنيفها.

صايل وابو عمار.jpg
 

واصل عمله في الجيش الأردني في أعقاب قيام كيان الاحتلال باحتلال الضفة الغربية 1967، وكان له دور في معركة الكرامة التي وقعت بتاريخ 12 آذار/ مارس عام 1968.

تدرج سعد صايل في رتبه العسكرية، حيث أسندت إليه قيادة لواء الحسين بن علي، وهو برتبة عقيد ركن.

عين مديرا لهيئة العمليات المركزية لقوات الثورة الفلسطينية، وعضوا في القيادة العامة لقوات العاصفة، وعضوا في قيادة جهاز الأرض المحتلة بعد أن تمت ترقيته إلى عميد، واصبح عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني، وانتخب عضوا في اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وذلك بمؤتمرها الذي عقد في دمشق عام 1980.

بعد انسحاب مقاتلي منظمة التحرير من بيروت عام 1982 عقب التوصل لاتفاق، توجه خليل الوزير (أبو جهاد)، وصلاح خلف (أبو إياد)، وهايل عبد الحميد (أبو الهول)، وسعد صايل إلى سوريا من أجل التخطيط لتجميع القوات الفلسطينية المنسحبة من بيروت.

كان أبو الوليد يركز على أن تعود القوات الفلسطينية إلى منطقة البقاع اللبنانية حتى يعاد تشكيلها بالشكل الصحيح، وأن تباشر عملها العسكري ضد الاحتلال، وكان فكره بتوجيه العمليات المباغتة ضد قوات الاحتلال المتواجدة في البقاع الغربي، أو عمليات قصف بالأسلحة الصاروخية.

صايل مارشال.jpg
 

من أبرز العمليات التي أشرف عليها أبو الوليد كان أسر ثمانية جنود اسرائيليين، التي مكنت الثورة الفلسطينية من تحرير أسرى معسكر أنصار.

في يوم الاثنين 27 أيلول عام 1982 أول أيام عيد الأضحى، فتح مسلحون النار على موكب "أبو الوليد" الذي كان يضم ثلاث مركبات، واستشهد فيه السائق في المركبة الأولى، وأصيب أبو الوليد الذي كان في السيارة الثانية بالفخذ الأيمن، وتعرض لقطع في الشريان الفخذي، وقد استشهد أبو الوليد في تمام الساعة الحادية عشرة مساء في مستشفى المواساة بدمشق، بعد أن توقف قلبه إثر النزيف الشديد الذي تعرض له.

استشهد الرجل الرابع في منظمة التحرير الفلسطينية بعد كلّ من ياسر عرفات (أبو عمار)، صلاح خلف (أبو إياد)، خليل الوزير (أبو جهاد). بعد توقّف قلبه إثر نزيف شديد تعرّض له بسبب إصابته على أيدٍ صهيونية الانتماء في لبنان، عقب إصرار إسرائيل على جعله ضمن الدائرة الأولى للاغتيال.

سعد صايل.jpg
 

"من لم يعش حصار بيروت سنة 1982، ولم يزامل أبا الوليد في إدارته شبه الخفيّة للوضع المقاوم الصلب، فكأنّه لم يعش محطة من محطات النضال العربي الجميل".

فلسطينياً، عروبيّ الهويّة، ثائراً خطّ دروبه، مقاوماً في الدول العربية متخطّياً حدود الدولة والمذهب والدين. فالمقاومة كالشمس لا تُحدّ، تنمو في النفوس الحرّة التي تأبى الاستعباد.

وُلد في فلسطين، حيث ترعرع على جذور الحرّية ونمت في روحه مع نموّ جسده، ثمّ التحق بالكلّية العسكرية الأردنية. كتب مسيرته العسكرية بكفاءته العالية وقدرات استثنائية، وانضمّ فيما بعد إلى صفوف الثورة الفسطينية عام 1970. وبعد انتقال قوات منظمة التحرير إلى لبنان، انتُخب عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني، ثمّ عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح عام 1980.

كان صايل مؤمناً بأنّ الحياة موقف وكلمة، ومهما اشتدّت الظروف يظل الإصرار أقوى والحقّ أقوى. ومهما كان الطريق مظلماً لا بدّ من أن نحترق لنشعل ثورة كالجمر، ثابتة وعميقة كالحبّ.

شارك سعد صايل في قيادة عمليات المقاومة المتحالفة مع قوات الحركة الوطنية اللبنانية ضدّ الجيش الإسرائيلي إبّان اجتياحه لبنان وحصار بيروت صيف العام 1982، ولُقّب "مارشال بيروت".

وصفه فيليب حبيب الديبلوماسي الأميركي بانه مفاوض يثير الإعجاب بدقّته ومهارته وحسن أدائه وقدرته على التنظيم، لقد خدم قضيّة شعبه أثناء مفاوضاته في آب 1982 على انسحاب المقاومين الفلسطينيين من بيروت.

حمل القائد سعد صايل بين فلسطين، الأردن، وبيروت، مشعل الثورة والحرّية الكاملة، فليس ثمّة حرّيّة جزئية: إمّا أن تكون حرّاً أو لا تكون. والناس في أوطاننا صنفان: الصنف الأوّل هم الأحرار يناضلون من أجل الحرّية ويؤمنون بحقّهم وحقّ أوطانهم بها. وهذا الإيمان وحده هو السلاح الذي يكتب التاريخ ويخطّ قبلة الصلاة. أمّا الباقون فهم عبيد أنظمة يطالبون بتحسين شروط العبودية ويقبعون تحت قيود والخوف ورهبة الظلام من عتمة الرحم حتى ظلام القبر.

عندما تحيا الحرّية في روحك وأنفاسك تدفعُ ثمنها باهظاً. هكذا مضى بلا توقّعات كاسراً حدود الأزمنة والأمكنة ليكتب بدمائه تاريخاً عظيماً عن "سيرة حياة".

خطّ صايل طريق الثورة الخالدة وهو متيقّن أنّ العدوّ جبان، والجبناء لا يغيّرون تاريخ الشرفاء. يمارسون ألعابهم في الظلام، يتصوّرون أنّ الثورة قابلة للهزيمة. لكنهم لم يعلموا أنَّ الثورة ليست مزروعة على الشفاه لنثرثر عنها، بل هي مزروعة في قلوبنا لنموت لأجلها، ظنّوا أن قتله سيردعنا، سيحبط عزيمتنا. كتبوا دماءه بأبجديّة غدرهم. قتلوه ثائراً أنار بدمه درب آلاف الثوّار، ولم يعلموا أنّنا سنبقى نردّد كلامك أيّها القائد سعد صايل ونموت ليعيش شعبنا وتحيا فلسطين.

انتهى