حزب الله.. أعمق وعياً وأقوى جذرية-- بقلم : يحيى رباح

حزب الله.. أعمق وعياً وأقوى جذرية-- بقلم : يحيى رباح
حزب الله.. أعمق وعياً وأقوى جذرية-- بقلم : يحيى رباح

التفجير الإرهابي البشع والمدان والمستنكر في موقع الرويس بالضاحية الجنوبية في بيروت والذي راح ضحيته عدد كبير من الشهداء والمصابين، هذا التفجير ليس الأول من نوعه، وقد جاء بعد يوم واحد من حديث عميق للسيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله على شاشة الميادين وبثته قناة المنار بعد المواجهة عن بعد التي تمت في اللبونة بجنوب لبنان بين جنود الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله، ورغم أن الحادث ليس بالكبير، ولكنه كما وصفه السيد حسن نصر الله عملياتي من قبل الجيش الإسرائيلي الذي لا يستطيع أن يتبرأ من الأحداث الجارية في المنطقة، وخاصة أن الأحداث في المنطقة تشير إلى مخطط كبير كان قد حشدت له إمكانيات كبرى تستهدف تمزيق المنطقة وتدمير جيوشها وجعلها قابعة تحت مظلة واحدة هي مظلة إسرائيل.
أحداث مصر وتونس وقلق الأوضاع في ليبيا واليمن، والتطورات العملية في سوريا تشير إلى أن الأمور لا تسير بالطريقة التي رسمتها بعض القوى الدولية.


و معروف أنه حين يحدث تطور سلبي في الأحداث ضد مخططات القوى الدولية المتحالفة مع إسرائيل، فإن الدم دائماً يوجه إلى حزب الله ? النموذج الإجماعي لفكرة المقاومة ? وهذه المرَة على خلفية تدخل حزب الله في أحداث سوريا.
كما لو أن الجميع حول سوريا بمن خرب أو بعد، أبرياء تماماً، وأيديهم نظيفة تماماً، وفقط حزب الله هو المتدخل الوحيد!!!
مع أنني شاهدت السيد حسن نصر الله خلال أحداث القصير يتحدث بهدوء شديد ? كعادته دائماً ? ويعترف بتدخل حزب الله، ولكنه قال آخر المتدخلين.


حزب الله ? من خلال تجاربه الطويلة ? لا يجب أن يختبئ تحت سقف المفاجآت السلبية، فمنذ انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، بعد اثنين وعشرين سنة من الاحتلال العسكري، أدرك حزب الله أن إسرائيل لا تستطيع ابتلاع الهزيمة، ولا تستطيع أن تقبل فكرة أن جيشها الذي نشرت حوله الأساطير يمكن أن يهزم، وأن ينسحب من أرض كان يعتبرها قاعدته الأمنية الأولى، ويمكن أن تجلي مستوطنات ومواقع عسكرية كانت تقول عنها انها مقدسة إذا ارتفعت تكاليفها!!!


رد فعل حزب الله على التفجير الإرهابي كان أكثر من عميق وأكثر من حريص، بل إن حزب الله وضع هذا التفجير الإرهابي في مساره الصحيح بأنه جزء عضوي من محاولة لا تتوقف بجر المنطقة في مواجهات وحروب طائفية، وهذا ما تخطته حكمة حزب الله، فحزب الله لم يواجه إسرائيل طائفياً!!!


وحزب الله لم يضع قضية فلسطين في أول أولوياته طائفياً، وعلى العمق فإن هذا المخطط الطائفي الأسود قد تعرض إلى انكشافات رهيبة، ولذلك فإن منحنى الأحداث يميل إلى عودة الأمور والعلاقات والأولويات إلى مسارها الصحيح، بأننا في هذه المنطقة كلها أمة لها قضية عادلة، وسوف تظل هذه القضايا هي الضوء الهادي وهي المؤشر الصحيح نحو الاتجاه السليم.
تحية للدماء الزاكية
والمجد لمن يحفظون أمانة الدماء.