نتنياهو ضربنى وبكى وسبقنى واشتكى / بقلم : الأسير المحرر رأفت حمدونة

نتنياهو ضربنى وبكى وسبقنى واشتكى / بقلم : الأسير المحرر رأفت حمدونة
نتنياهو ضربنى وبكى وسبقنى واشتكى / بقلم : الأسير المحرر رأفت حمدونة

نتنياهو ضربنى وبكى وسبقنى واشتكى / بقلم : الأسير المحرر رأفت حمدونة **


أعتقد أن نص رسالة رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو لوزير الخارجية الأمريكى جون كيري والذى تطرق خلالها لوضع التعليم فى فلسطين واصفاً اياه بالمسمم والداعى للكراهية ويدعو للتحريض والاستمرار بالعنف والإرهاب ، واحتجاجه على أغنية "يا طير الطاير والتى تتوق لصفد وعكا وحيفا والسلام لبحرها ، أقل ما ينطبق عليه المثل العربى ضربنى وبكى وسبقنى واشتكى .

فقد تتبعت عدد ضئيل من الدراسات التى تناولت لغة التحريض فى المناهج الدراسية والتى تناولها الباحثون وما خفى أعظم حول لغة التحريض فى المناهج الدراسية العبرية وأكتفى بالتذكير بمحاضرة للدكتورة الإسرائيلية تسيبورا شاروني حول التحريض فى المناهج الدراسية وقد اكدت أن ما يقوم به الجنود ممن يؤدون الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة... ما هو الا  نتاج مدرستنا... نتاج البرامج التعليمية... نتاج التربية الرسمية وغير الرسمية... ، إذ لم ترد كلمة واحدة في البرنامج التعليمي لليهود حول التطلع للسلام بين إسرائيل وجاراتها... " .

وفيما يتعلق بالعنف فعلى نتنياهو أن  يقرأ لفيكتور مالكا فيرى في كتابه " مناحيم بيغن: التوراة والبندقية " والذى اعتقد أن اليهود استقوا من توراتهم تعليمات في أعمال العنف واستخدام القوة .

وأقول لنتنياهو قبل أن تتباكى تذكر ما تعلمت فى " مكريؤت إسرائيل " للصفوف الدنيا من الصف الثالث وحتى الثامن وتعليق الدكتور دانئيل بارتنا محاضر علم النفس في قسم التربية بجامعة تل أبيب والذى قال " بواسطة الكتب التعليمية تمت عملية غسيل دماغ للطلاب ليكرهوا العرب مما ينطوي على أبعاد مزعجة؛ إذ تصور العرب بملامح سلبية: إنهم وحوش وغير إنسانيين؛ فلا يمكننا تجاهل النتائج التي يستنتجها طفل لدى قراءته الخلاصة والأحكام التي يخرج بها عن العرب كلهم.

وفي كتاب آخر لتعليم اللغة أصدرته دار النشر " هكيبوتس همؤحد " في السبعينيات وما زال يدرس لليوم جاء في ص 277: "جلب اليهود روح التقدم والازدهار إلى الشرق الأوسط؛ بينما زاول العرب أعمال النهب والسطو والقتل".

 

وليراجع نصوص أندريه شوراكي في كتابه:  " دولة إسرائيل" الذى أكد أن جميع اليهود يعمدون إلى الرجوع في كل مناسبة إلى الماضي وإلى الدور التاريخي والروحي للشعب اليهودى ، وكتاب: " الصهيونية حذار! ليوري إيفانوف " الذى وثق أن دائرة الأفكار التي يسمم بها الصهاينة عقول أطفالهم والتي يرجى منها أن تستقر في أفهامهم تبدأ عادة بالتوراة.

وأذكر نتنياهو بقصص تعلمها ضمن المنهاج الدراسى مثل ( مقاصد الأثر من الحدود الشمالية ) وقد جاء فيها الكثير من العداء تجاه العرب ، وقصة ( افرات ) التى تحرض على العرب بالقول

 ( لقد أتى العرب أعمالا وحشية ضد اليهود ، بحيث بدا العربي كائنا لا يعرف معنى الرحمة أو الشفقة ، فالقتل والإجرام غريزة وهواية عنده ، حتى صار لون الدم من أشهى ما يشتهيه ، وقصة ( خريف أخضر ) التى تتناول رواية أسير عربي بالشخصية الهزيلة والجبانة ويستخدمه الجنود اليهود مع كلاب الألغام وينفجر به لغم فيقوم الجنود اليهود بإحراق جثته ، وقصة ( غبار الطرف ) التى تصور العرب كالكلاب (إذا رأوا أنك مرتبك ولا تقوم برد فعل على تحرشاتهم يهجمون عليك ، وأما إذا قمت بضربهم فإنهم سيهربون كالكلاب ) ! وقصة ( القرية العربية ) فاقدة النظافة كقضية معدومة بين العرب الذين يرتدون الثياب ولا يغيرونها إلى أن تبلى ، حيث يغدو مليئا بالقمل والبراغيث ويكلح لونه ، والعربي صانع القهوة يبصق في الفناجين كي ينظفها ) !فالعربى ضمن الثقافة اليهودية شخص قاس وظالم و مخادع و جبان و كاذب و متلون وخائن وطماع ولص ومخرب و قناص قاتل و مختطف للطائرات و يحرق الحقول ... إلخ .

أسأل نتنياهو ما ردك على الاستبيان الذي أجرته المجلة الأسبوعية الإسرائيلية هاولام هاري في تل أبيب بين الطلبة الإسرائيليين، واتضح أن 95 % منهم أعلنوا أنه يجب قتل كل العرب، وعندما سألوا إحدى أمهات هؤلاء الطلبة من أين لابنك هذا الشعور تجاه العرب؟ أجابت.. هكذا علموه في المدرسة!!

ومن هنا أقول لنتنياهو هون عليك ، وقبل أن تبكى وتشتكى فاعطنى درساً تعليمياً واحداً فى المقررات الدراسية العبرية يحمل لغة السلام مع الآخر ، وتؤكد على حقه فى الحياة والحرية والاستقلال ،  ويفتقر للغة الكراهية والحقد والعنف ؟؟